"الرياض"- فواز السيحاني صدر للزميل الدكتور مشاري النعيم كتاب بعنوان "أحاديث الحمراء: رحلة إلى التراث العمراني الأندلسي" الصادر عن منشورات مؤسسة التراث لعام 2013م. يقول الكاتب:"إنه منذ فترة طويلة مهتم بهذا النوع من الكتابة المعمارية التي تخلط المشاعر بالتحليل المعماري، فهو مؤمن بأن المشهد المعماري يؤثر على المشاعر لكن مشكلتنا هي أننا لا نعرف كيف نعبر عن هذه المشاعر في حينها رغم أنها تغوص عميقا في نفوسنا وتؤثر علينا وعلى نظرتنا لكثير من الأمور" الكتاب مليء بالمقاطع النثرية التي تختلط فيها الرؤية المعمارية بالمشاعر الإنسانية فيقول الكاتب عن مدريد: " تتوه الكلمات العربية في مدريد تبحث عن ابن زياد وعن الداخل وابن تاشفين... تسألني شوارع المدينة، ماذا تريد أجيبها بصمت وبملامح حزن وبحركة من شفتي وعينين ذابلتين وذهن شريد... مدريد...لا أعلم ماذا أريد" النعيم في كتابه قرأ العمارة الأندلسية، فكما أنه يستطلع الخبرة الإسبانية في تنمية وتطوير مواقع التراث العمراني فإنه كذلك عبر عن عالمه الخاص حيث يقول: " كنت أستمتع بالعمارة التي أشاهدها، وقد كانت عمارة مذهلة ومثيرة للتفكير"، فهذا الكتاب هو قراءة كذلك لهذه العمارة التي تحث على الكتابة والشعر، كما أنه كتاب في "أدب الرحلات المعمارية"، فكيف يرى المعماري المكان وكيف يفسره وكيف يتعامل معه، هذه الأسئلة سوف يجد القارئ الإجابة عنها بين ثنايا صفحات الكتاب الذي لا نستطيع أن ننكر أن المشاعر قد اختلطت فيه مع الكتابة الأكاديمية الرصينة. تم توزيع فصول الكتاب حسب الأماكن التي تمت زيارتها وحسب تسلسلها الزمني في الرحلة وكان الهدف هو إيجاد نوع من "الحكاية" التي يمكن أن يتتبعها القارئ بحيث يعيش مع الكاتب الحدث كما عاشه وشعر به. الكتاب يمكن اعتباره محاولة قديمة لدى الكاتب، كما يؤكد، لتطوير ما يسميه "الأدب المعماري" لذلك توجد مقاطع نثرية متداخلة مع النص تفسره أحيانا أو تنقل مشاعر الكاتب للقارئ في موقف معين. إنها محاولة لابتكار نوع جديد من الكتابة المعمارية التي قد تسهل نقل الفكر المعماري إلى المثقفين والقراء غير المتخصصين في العمارة. وعن سبب تأليف الكتاب يقول الكاتب "لا أبالغ عندما أقول إن التجربة لم تحتَج إلى التحدث عن الأماكن التي زرناها فهي تتحدث عن نفسها والجميل هو أن كل مكان كان يعبر عن هوية ساكنيه وكان يقدم شخصية المدينة والمكان والتراكمات التاريخية التي مرت عليه كما أنه كان يقدم المبادرات الشجاعة والعظيمة التي قام بها السكان فقد توقفنا عند أحد الفنادق في أشبيلية قام بترميمه وتشغيله الدوق "مادينا" وهو رجل من عائلة نبيلة ومن سكان المدينة وقام بترمييم 27 بيتا تاريخيا في وسط المدينة التاريخية وحولها إلى فندق تراثي على مستوى عالٍ حتى ان فريق الاستطلاع تمنى لو أننا بقينا يوما أكثر في إشبيلية حتى نكتشف هذا الفندق الفريد".
مشاركة :