السيناتور «النافذ» كوركر يهدّد بعرقلة بيع الأسلحة الأميركية إلى دول «التعاون» - خارجيات

  • 6/28/2017
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

إذا اعترض أحد رؤساء اللجان في الكونغرس على الصفقات فإنها لا تصل جلسة التصويتالبيت الأبيض يشيد بموقف السيناتور الجمهوري «البناء» ويشدد على محاصرة تمويل الإرهابوزير خارجية ألمانيا: قائمة المطالب استفزازية ومن الصعب تنفيذها لكن قد تفتح باب الحوارواشنطن - وكالات - هدّد رئيس لجنة الشؤون الخارجية في مجلس الشيوخ الأميركي السيناتور الجمهوري بوب كوركر بعرقلة بيع السلاح الى دول مجلس التعاون الخليجي، ما لم تحل الخلاف القائم بين بعض دول المجلس وبين قطر.جاء ذلك في حين يلتقي وزير الخارجية الأميركي ريكس تيلرسون بكل من وزير الخارجية القطري الشيخ محمد بن عبدالرحمن آل ثاني، ووزير الدولة لشؤون مجلس الوزراء الكويتي وزير الإعلام بالوكالة الشيخ محمد العبدالله لبحث الأزمة الخليجية.وكان العبدالله وصل إلى واشنطن في زيارة رسمية، أول من أمس، تزامناً مع زيارة الوزير القطري، وسيلتقي الوزيران كبار المسؤولين في الإدارة الأميركية.وتكتسي زيارة الوزيرين إلى واشنطن أهمية كبيرة، خصوصاً أن الكويت تقود جهود الوساطة في الأزمة الخليجية، وسبق أن عبر وزير الخارجية الأميركي عن دعم واشنطن وساطة سمو أمير الكويت الشيخ صباح الأحمد، مؤكداً أن بلاده ستبقى على اتصال وثيق مع جميع الأطراف.وفي رسالة وجهها إلى تيلرسون، أول من أمس، قال السيناتور كوركر، إنه سيعرقل مبيعات السلاح إلى جميع دول مجلس التعاون الخليجي، حتى يقوموا بحل النزاع مع قطر.وحسب القانون الأميركي، فإن على وزارة الخارجية أن تبلغ الكونغرس قبل 30 يوماً من صفقة بيع سلاح كبيرة، مع العلم أنه يبقى للكونغرس سلطة التصويت لمنع تنفيذ الصفقة.ويملك كوركر، السيناتور الجمهوري، نفوذاً في مجلس الشيوخ، بما أن القانون الداخلي للكونغرس يتيح لرؤساء اللجان في مجلسي الشيوخ والنواب التوقيع بشكل غير رسمي على صفقات الأسلحة قبل إرسالها بشكل رسمي إلى الكونغرس، حيث يتم التصويت على الصفقة.وإذا قام واحد من رؤساء اللجان بالاعتراض، فالصفقة لا تصل جلسة التصويت، بمعنى أنه إذا لم يقم كوركر بتوقيع الصفقات في وقت معقول، فقد يعوق صفقة 110 مليارات دولار، الخاصة بالأسلحة، الموقعة بين الرئيس دونالد ترامب والسعودية، بما أن غالبية تفاصيل الصفقة تتطلب النقاش والمصادقة في الكونغرس.وأكد كوركر في رسالته انه كان مسروراً لرحلة ترامب إلى السعودية، بما أن «وحدة بلدان الخليج والتزام بالتعاون الأمني تعدّ خطوات مرحب بها»، غير أن بلدان الخليج «لم تأخذ إيجابيات القمة واختارت بدلا من ذلك الدخول في أزمة»، على حد تعبيره.وقال إن كل بلدان المنطقة مدعوة للقيام بالمزيد لمحاربة الإرهاب، معتبراً أن «الخلافات الاخيرة بين دول مجلس التعاون الخليجي تهدد بعرقلة المواجهة مع تنظيم الدولة الاسلامية (داعش) ومع ايران».وأضاف «لهذه الأسباب وقبل ان نعطي موافقتنا خلال فترة التقييم غير الرسمية على المبيعات من المعدات العسكرية الى دول مجلس التعاون الخليجي، سنكون بحاجة الى توضيحات حول سبل حل الخلاف الحالي».وقال مساعد لكوركر إن خطوته لن تؤثر على الصفقات التي راجعها الكونغرس بالفعل ولا على المساعدات التي لا تتضمن مبيعات أسلحة فتاكة مثل تقديم التدريب، علماً أن الكونغرس أقر بالفعل صفقة تصل قيمتها إلى 350 مليار دولار من مبيعات الأسلحة للسعودية.وفي تعليق له على موقف كوركر، قال الناطق باسم البيت الأبيض شون سبايسر، إنها بناءة، وإنه يشارك السيناتور هدفه لسببين: الأول رغبة الولايات المتحدة في حلّ الأزمة خصوصاً أن البلدان المعنية ترى النزاع «شأنا عائلياً»، والثاني يتمثل في مشاركة أولوية محاصرة تمويل الإرهاب.يشار إلى أن كوركر يتمتع بنفوذ كبير في الولايات المتحدة ويعمل بشكل وثيق مع البيت الأبيض، وسبق أن بحث ترامب احتمال تعيينه نائباً له أو وزيراً للخارجية.في سياق متصل، وصف وزير خارجية ألمانيا زيغمار غابرييل، قائمة المطالب التي سلمتها السعودية والإمارات والبحرين ومصر إلى قطر بـ«الاستفزازية جداً»، ورأى أنه من الصعب تنفيذها، على حد تعبيره.وفي تصريحات له أول من أمس خلال حفل استضافه المجلس الأوروبي للشؤون الخارجية في برلين، قال غابريال إن بعض المطالب على القائمة تعتبر «تحدياً للسيادة القطرية»، لكنه رأى في الوقت ذاته أن بعضها يمكن أن يفتح المجال للحوار، حسبما نقلت الإذاعة الرسمية الألمانية «دويتشه فيله».وشدد الوزير على أن ألمانيا على «اتصال وثيق» مع جميع الأطراف لمحاولة تهدئة التوتر الناجم عما وصفها بأكبر أزمة ديبلوماسية في المنطقة منذ سنوات.من جهته، قال سفير قطر لدى روسيا فهد العطية إن القائمة التي قدمتها الدول الأربع مليئة بالمغالطات والتناقضات.جاء ذلك وفقاً لما نقلته الخارجية القطرية على لسان العطية في تصريحات أدلى بها لصحيفة «نيزافيسيمايا غازيتا» الروسية، حيث أشار إلى أن القائمة الطويلة التي أعلنتها الدول الأربع التي قاطعت بلاده وتضمنت أفراداً ومنظمات متهمة بالإرهاب، «هي إجمالاً من مشمولات الأمم المتحدة ومجلس الأمن»، معتبراً أن «تصفّحَ هذه الأسماء يدل أنّ القائمة مليئة بالمغالطات والتناقض، فهناك منظمة قطر الخيرية التي تتعاون مع الأمم المتحدة ويشيد العالم بجهودها في الدعم الإنساني والإغاثي، وهناك أسماء لأشخاص غادروا الحياة وآخرين ليسوا مقيمين في قطر، حيث أصدرت حكومة قطر بيانات توضح فيها المغالطات».وعن موقف موسكو من الأزمة، قال العطية «تلمّسنا من القيادة والمجتمع الروسيين موقفا بنّاءً وايجابياً ينتقد إجراءات المقاطعة ضد دولة قطر، فالشعب الروسيّ معروف بتعاطفه الفطريّ مع المظلوم ناهيك عن وعيه قيادةً وشعباً بأنّ مثل هذه الأزمات المختلقة في الخليج العربي تعوق محاربة الإرهاب وتعرقل التسوية في بؤر التوتّر مثل ليبيا وسورية واليمن وغيرها».

مشاركة :