منذ اللحظة التي سحبت فيها الورقة التي حملت اسم قطر كفائز باستضافة كأس العالم في 2010، لم تعد الرياضة وعالمها كما كانت، وبدأ سحب كل الأوراق غير المسبوقة في عالم الرياضة وسمعتها، ستة أعوام ونصف العام مضت، ولايزال سحب الأوراق مستمراً. كان ذلك في ديسمبر من العام المذكور، حين أعلن الرئيس السابق لاتحاد كرة القدم (فيفا) جوزيف بلاتر، أن قطر هي التي ستحظى باستضافة كأس العالم 2022. إعلان اجتاح العالم ومعه الوطن العربي الذي شعر بنشوة نصر لن يقدر لها أن تمتد أبعد من اللحظة تلك. آخره ما بدأت صحيفة «بيلد» الألمانية نشره أمس، على حلقات، قالت إنها ستكشف فيها تفاصيل تقرير مايكل غارسيا عن كل ما سبق لحظة إعلان فوز قطر باستضافة مونديال 2022، وروسيا باستضافة نسخة عام 2018. ومايكل غارسيا، محام أميركي ومحقق فيدرالي سابق كان يتولى رئاسة غرفة التحقيقات في لجنة الأخلاقيات التابعة للفيفا. وبعد 18 شهراً أمضاها وهو يحقق في تهم بالفساد والرشوة في ملفي قطر وروسيا، استقال من منصبه بعد رفض الاستئناف الذي قدمه بشأن النسخة التي نشرت من تقريره. وما نشر كان 42 صفحة من التقرير، برأت قطر من التهم، فيما الملف كاملاً يقع في 403 صفحات، احتاج الأمر عامين ونصف العام حتى يبدأ كشف النقاب عنها. الكشف يظهر تفاصيل قبول ثلاثة من أعضاء «فيفا» دعوة من الاتحاد القطري لكرة القدم إلى حفل خاص في ريو دي جانيرو قبل التصويت على استضافة المونديال. وبعد التصويت يشير التقرير إلى معلومات عن تحويل مليوني دولار من مصدر مجهول إلى حساب ابنة أحد أعضاء الفيفا، وفيه أيضاً كيف تورطت أكاديمية «أسباير» المعروفة بـ«أسباير زون» في التلاعب بأعضاء الفيفا. وبعد رحيل غارسيا عن الملف، ورحيل بلاتر عن الفيفا، وميشيل بلاتيني عن الاتحاد الأوروبي لكرة القدم، تم نفض الغبار عن التقرير وكشف ملف انتهاكات حقوق الإنسان المتعلقة بالعمالة الخاصة بمشروعات مونديال 2022، يتوالى تباعاً، حتى وصل الأمر بالرئيس السابق للاتحاد الألماني لكرة القدم، ثيو تسفانتسيغر، إلى وصفها بالورم السرطاني في عالم كرة القدم.
مشاركة :