من العايدين ومن الفايزين

  • 6/28/2017
  • 00:00
  • 5
  • 0
  • 0
news-picture

ما أعظم اجتماع الأمة الإسلامية في عيديها اللذين شرعهما الإسلام، وما أعظمهما حيث قُرن كل واحد منهما بشعيرة من شعائر الإسلام التي لها روحانيتها الخاصة وعمقها الديني في النفوس. ما أسعدنا بالعيد حين يتذكر الغني الفقير فيطرح همومه ومتاعبه، وتمحو بشاشة العيد آثار معاناته، ويتذكر كل إنسان مَن حوله. أعوانه، وجيرانه، وأرحامه، يجمعهم على البر والصلة، والتسامح والتزاور. يوم الأصدقاء يجدد فيهم الحب والوفاء، ويمحو إساءة عام بإحسان يوم واحد لمن بدر منه إساءة لغيره. وحدة القلوب المسلمة تظهر وتتسامى في العيد، ويتحقق البعد الروحي للدين الإسلامي، ويكون للعيد من العموم والشمول ما يجعل كل إنسان يشارك لإسعاد الآخرين. العيد يُظهر وحدة المسلمين في العالم، بالرغم من تشتت الأمة العربية والإسلامية، وتفكيكها لدويلات وطوائف على يد المستعمر الغربي في بدايات القرن العشرين، بالرغم من كل ذلك، إلاّ أنه لم يستطع سلخها من جسدها الواحد، من دينها الواحد، ورسالتها الواحدة. لم يستطع تجريدها من المعاني الإنسانية والقيم النبيلة، من مبادئها الإسلامية، في الرحمة والتكافل والمؤاخاة، والتضامن. لا يستطيع كائن من كان أن يفرقهم والإسلام يجمعهم. حتى العاهات المجرمة شذاذ الآفاق التي حاولت إفساد فرحة العيد بمحاولة التعدي على أطهر بقعة من بقاع الأرض، واستهداف أول بيت وضع للناس مباركاً هدى للناس وأمناً ومثابة، الذي حرمه الله يوم خلق السماوات والأرض، لا ينفر صيده ولا يعضد شجره، ولا يسفك فيه دم، وفي ليلة ختم القرآن الكريم، حتى هؤلاء السفهاء لم ولن يحركوا ساكناً بل زادوا المسلمين تلاحماً وارتباطاً، ورد الله كيدهم في نحورهم، بدليل فشل محاولاتهم. فليبشروا بالعذاب الأليم {وَمَن يُرِدْ فِيهِ بِإِلْحَادٍ بِظُلْمٍ نُذِقْهُ مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ} {أَلَمْ تَرَ كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِأَصْحَابِ الْفِيلِ أَلَمْ يَجْعَلْ كَيْدَهُمْ فِي تَضْلِيلٍ وَأَرْسَلَ عَلَيْهِمْ طَيْرًا أَبَابِيلَ} عيدكم مبارك أيها المسلمون.. وتهنئة من الأعماق بالعيد والتوفيق بفضل الله ومعيته سبحانه أبعثها للقيادة العظيمة، وللوطن الحبيب والشعب الوفي، فما أسعدنا باتحاد قلوبنا وتساميها. ومن العايدين والفايزين.

مشاركة :