تقنيات مبتكرة تحول السيارات إلى روبوتات متنقلةغيرت التقنيات الحديثة النظرة النمطية التي كانت راسخة عند السائقين، وبفضل التسابق والتلاحق بين شركات التكنولوجيا انغمس عمالقة صناعة السيارات في وضع أسس جديدة استطاعوا من خلالها تثبيت مفهوم مغاير لفن القيادة جعل من السيارة روبوتا متنقلا لا يتدخل فيه البشر.العرب [نُشر في 2017/06/28، العدد: 10675، ص(17)]أساليب ثورية في القيادة لندن - مع تزايد اهتمام شركات صناعة السيارات حول العالم بكيفية حقن سياراتهم بوسائل التكنولوجيا الحديثة وجعلها تخدم السائقين من حيث الراحة والرفاهية، بدأت علامات تلك الاستخدامات تظهر بشكل جليّ كلّما تعلق الحديث بتخفيف الزحام على الطرقات. وبفضل التغييرات السريعة الطارئة على تعامل البشر مع محيطهم في الوقت الراهن والتي طغت عليها استخدامات الذكاء الاصطناعي بشكل مفرط وغير مسبوق وفي كل مناحي الحياة، فإن احتمالات أن تكون السيارات جزءا من هذا التغيير باتت أكبر، وفق ما يقوله خبراء القطاع. وفي السنوات الأخيرة، ظهر اتجاه واضح من قبل شركات السيارات إلى الاستفادة مما تتيحه التقنيات المبتكرة التي تنتجها شركات التكنولوجيا. ولم تعد السيارة مجرد وسيلة للتنقل من مكان إلى آخر، بل صارت منصة متحركة تقدم العديد من مزايا الرفاهية للسائقين والركاب على حد سواء. وهناك أسباب كثيرة استدعت الحاجة إلى ذلك وأهمها البقاء على اتصال مع الآخرين حتى أثناء القيادة. ويقول المختصون والخبراء في عالم التكنولوجيا وصناعة السيارات إن الفترة القادمة سترسخ بلا شك مفهوم وجود الاتصال بالشبكة العنكبوتية والمحتوى الأساسي من الإنترنت عنصرا أساسيا لدى اتخاذ القرارات. ولوحظ أن شركات صناعة السيارات اتجهت بقوة نحو عمالقة التكنولوجيا لاكتشاف سبل جديدة لترفيه السائقين ومساعدتهم أثناء القيادة وإيجاد تجربة أكثر متعة ورأحة واكثر أمانا.. ولقد استطاعت عدة شركات في هذا القطاع خلال العقد الماضي، إلى اعتماد تجربة الاتصال بالشبكة الإلكترونية في كل ما يتعلق بعمليات المرور على الطرقات، وحتى الاتصال بالسيارات الأخرى.شركة إنتل الأميركية تعمل في مشاريع تهدف لجعل الطرقات أكثر أمانا وتخفف الزحام على الطرقات من خلال تقنيات مبتكرة تطبيقات ثورية يستخدم عمالقة صناعة السيارات مثل بي.إم.دبليو وجاغوار وتويوتا وفولكس فاغن وإنفينيتي تقنيات من شركة إنتل الأميركية المتخصصة في صناعة رقاقات الكمبيوتر لتطوير تطبيقات وخدمات مبتكرة ومزايا أمنية للعديد من السيارات الموجودة في الأسواق اليوم. ومن بين تلك التقنيات بي.إم دبليو كونيكتيد درايف المستخدمة في نظم الملاحة الجغرافية المتقدمة في جميع طرازات السيارات بما فيها طرازات سلسلة آي، التي تصنعها الشركة الألمانية. وتتيح التقنية معالجة البيانات بالسرعة اللازمة لتقديم تجربة غنية للسائق والركاب في واجهة الاستخدام، وسرعة استجابة أعلى لدى التفاعل مع النظام الإلكتروني للسيارة، مثل احتساب أسرع الطرق الممكنة لوجهة المستخدم في الخرائط المعقدة. واختارت شركة إنفينيتي التابعة لمجموعة نيسان موتورز اليابانية، استخدام تقنية إن تاتش الموجودة في طراز كيو 50، والتي تقدم رسومات متقدمة على الشاشات التي تعمل باللمس داخل السيارة. وشرعت جاغوار لاندروفر البريطانية في إجراء سلسلة من الأبحاث بالتعاون مع إنتل وذلك لإطلاق جيل جديد من السيارات يحتوي على نظم رقمية تصل السيارة والأجهزة المختلفة ببعضها وبالإنترنت كذلك وهو ما يتيح أيضا استخدام الهواتف الذكية لتوجيه السيارات. ويعمل عملاق صناعة السيارات اليابانية تويوتا منذ سنوات مع إنتل لتطوير نظام جديد يصل الهواتف الذكية بالسيارة بطرق جديدة مثل اللمس والإيماءات والأوامر الصوتية، وإدارة المعلومات والتحكم. تقنيات تخفف الزحام يعمل خبراء إنتل في مشاريع تهدف إلى جعل الطرقات أكثر أمانا من خلال التعرف على أفضل الطرق وجعل واجهة الاستخدام بديهية للسائقين من أجل التواصل مع سياراتهم من دون أن ينشغلوا عن القيادة ولتخفيف الازدحام على الطرقات. واعتمد المختصون في شركة التكنولوجيا العملاقة لتنفيذ مشاريعهم المستقبلية تطوير مجسات أكثر تقدما وجعل السيارات تتعرف على أصحابها وتتكيف معهم وفقا لذلك بغرض إيصالهم إلى وجهاتهم بأمان. وتتعاون الشركة مع تحالف جينيفي بين مصنعي السيارات والذي يهدف إلى تطوير منصة تقنية مفتوحة المصدر لواجهات الاستخدام مع المشاركة بتطوير منصة تايزين آي.في.آي الخاصة بقطاع السيارات.150 مليون سيارة ذكية متصلة بالإنترنت يتوقع طرحها بحلول 2020 وبفضل تلك التقنيات التي تم حقن السيارات بها، أظهرت دراسات حديثة أنه يمكن تفادي أكثر من 70 بالمئة من حوادث السيارات على الطرقات بوجود نظام تنبيه تبلغ مدته نصف ثانية فقط، وأن 90 بالمئة من حوادث السير يمكن تفاديها بوجود نظام تنبيه تبلغ مدته ثانية واحدة. ويقول خبراء أعدوا تلك الدراسات إنه لدى استخدام نظم إدارة مرور ذكية، من الممكن خفض فترة توقف السيارات في الطرقات بنسبة تقدر بنحو 50 بالمئة وكذلك خفض فترة التنقل بنسبة 30 بالمئة، وهو ما لم يكن متاحا مع السيارات التي لا تعترف بالتكنولوجيا. ويفضل الكثير من السائقين في العالم استخدام تقنية تبادل بيانات الموقع والوجهة والسرعة بين السيارات بشكل آلي وتقنية تفادي العديد من الحوادث غير المقصودة ورفع كفاءة وأمان عملية السير. ويؤكد خبراء التكنولوجيا ومراكز الأبحاث في شركات السيارات أن المجسات المدمجة في السيارات تتيح بشكل سلس جمع البيانات وتحليلها وإرسالها إلى الشركات المصنعة لتوفير أساس علمي لتطوير التصميم والوظائف المختلفة للسيارة. ويتوقع مصنعو السيارات طرح أكثر من 150 مليون سيارة ذكية متصلة بالإنترنت في معظم بلدان العالم بحلول عام 2020، والتي ستنتج نحو 12 مليون غيغابايت من البيانات سنويا.
مشاركة :