أقر وزير الداخلية صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن نايف بن عبدالعزيز، ئحة الجرائم الكبيرة الموجبة للتوقيف، والتي شملت 20 جريمة موجبة للتوقيف، وأوضح القرار أن العمل بها بعد 30 يوماً من نشرها في الصحيفة الرسمية. ونشرت تلك اللائحة في جريدة أم القرى يوم الجمعة 25 جمادى الآخرة 1435ه وهذا سعي مشكور لا شك أمام تشابك القضايا، ولم تكن الشّرط المحلية قادرة على التصرف حيال قضايا لم توجد في النظام. وقرأتُ المادة (ط) الفقرة 17 والتي نصها:17- حوادث السير أثناء قيادة المركبة تحت تأثير المسكر أو المخدر أو المؤثر العقلي، أو التفحيط، أو قيادة المركبة في اتجاه معاكس لحركة السير، أو تجاوز إشارة المرور الضوئية أثناء الضوء الأحمر. وكل ما جاء أعلاه يُعاقب عليه القانون في أي دولة في العالم. ورأيت كلمة "التفحيط" وهي ممارسة أو لغة لا توجد إلا عندنا. لكنها في الغرب تقع في جدول "السياقة الخطِرة" Dangerous Driving هذا في إنجلترا، وهو يختلف عن Careless or inconsiderate driving . ويفهم ذلك المحامون ومن يتولى المتابعة. وظلت حالة التفحيط بين أخذ ورد، واستصعب الأمر عندما وُجد أن من يمارسونه دون سن العقاب. * أمام الأعداد المتنامية من جُنح ومخالفات الأحداث في بريطانيا، يجتهد القاضي في أحكامه وقرارات جلسته إلى أحد الأحكام السائدة والمتعارف عليها قضائياً وهو الحكم "أداء منفعة اجتماعية". وبدلاً من السجن والاحتجاز والرعاية والمسؤولية التي تثقل كاهل المرافق العامة، يُطلب من الشاب تأدية عمل اجتماعي لمدة محدودة تطول أو تقصر حسب حجم الجنحة. ولدى القسم الاجتماعي في بلدية المنطقة أو الحارة كمية من الأعمال ومواصفاتها وكيفية أدائها. ويطلب من الشاب تأديتها بشكل دوام كامل دون انقطاع. ويتوقف على حسن إنجازه شطب السابقة أو اطلاق الكفالة. يدخل ضمن هذه الأعمال، تسليم الصحافة اليومية إلى دور العجزة، رعاية المحتاج من الأرامل والمعوقين، وقد يتطلب الأمر دفع عربية المُقعد إلى الحديقة المحلية كل يوم بعد الظهر، وإعادة المُقعد إلى منزله. وقد يطلب من الشاب إجراء الدهانات الدورية لكراسي الحدائق العامة أو الكنائس، أو إعادة صقل وجلاء المماسك البرونزية للمباني العامة، أو تقليم الأشجار، أو حمل أغذية وأدوية إلى دور رعاية المسنين، وهكذا وجميعها أعمال لا تتطلب الخبرة الواسعة. فمنها أن الشاب تعوَّد على معنى الرعاية وعرف واجبه الأول نحو مجتمعه، ومنها أن الشاب يعود إلى أهله في المساء بعد أداء المهمة والحصول على تواقيع الإنجاز وحسن الأداء، والتي سيحتاج إليها في الجلسة القادمة لإقناع القاضي أنه كان محلاً للثقة. أقول لماذا لا نعمد إلى مثل هذه التجارب لنتأكد من جدواها وصلاحيتها، فهذا سيخفف على المرافق العبء والقلق، ويبلور مفهوماً جديداً للعقاب.. غير السجن.