الكوميديا السعودية بين المحاذير والخطوط الحمراء اتسمت جل الأعمال الدرامية السعودية التي عرضت في الموسم الدرامي المنقضي، وعددها خمسة، بسياقها منفصل الحلقات والمواقف، إضافة إلى هيمنة الطابع الكوميدي عليها، حيث لا يوجد قوام متماسك للعمل الذي تتفاوت حلقاته بين الجيد والرديء، أو بين الكوميديا الخفيفة والإمعان في الضحك إلى درجة التهريج، ومع ذلك حازت ثلاثة أعمال منها الإعجاب والتنويه، في حين أثارت البقية استياء بعض الجهات.العرب ناهد خزام [نُشر في 2017/06/29، العدد: 10676، ص(16)]لا يمر سيلفي دون ضجيج قدمت الدراما السعودية خلال شهر رمضان الماضي خمسة أعمال درامية ذات طابع خفيف يراوح بين الكوميديا واللايت كوميدي، ورغم هذا العدد المحدود من الأعمال إلاّ أن بعضها أثار الجدل من حوله، حتى وصل الأمر إلى تهديد وزارة الإعلام السعودية بوقف مسلسل “شباب البومب” في جزئه السادس بسبب أسلوبه في تناول بعض القضايا الاجتماعية، والتي رأى البعض أنها غير لائقة. وفي بيان تحذيري أعربت الوزارة عن استيائها من المسلسل مهددة بإيقافه في حال لم تلتزم قناة “روتانا خليجية” التي عرضته بحذف المشاهد غير اللائقة منه، كما أكد وزير الإعلام السعودي عواد العواد أن هناك إجراءات صارمة تنتظر جميع الجهات الإعلامية التي تقدم وتعرض مشاهد تحتوي على تجاوزات دينية أو أخلاقية، أو “محتوى غير مناسب” عبر القنوات التلفزيونية العاملة في المملكة. ولقي البيان الذي أصدرته وزارة الإعلام السعودية عند صدوره ترحيبا من قبل البعض وهجوما أيضا من قبل البعض الآخر، فقد اعتبر معلقون أن المسلسل يقدم نموذجا سلبيا للشباب السعودي الذي صوره المسلسل، حسب رأيهم، عاطلا وغير مهتم بالتعليم، ولا هم له سوى متابعة الفتيات ومواقع التواصل الاجتماعي، بينما رأى البعض في بيان الوزارة تشددا غير مبرر، خاصة أن المسلسل ينتمي إلى نوعية الأعمال الخفيفة التي تحاول رسم الابتسامة على وجوه المشاهدين، خلافا للأعمال الأخرى التي يتسم محتواها بالتلقين والوعظ. واللافت هنا أن المسلسل حقق نسبة مشاهدة عالية بين المسلسلات السعودية التي تم عرضها في شهر رمضان رغم هذه الانتقادات الشديدة التي وجهت إليه، كما كان ضمن البرامج التلفزيونية الأكثر بحثا على محرك غوغل في الخليج العربي.مسلسل "سيلفي" يتعرض في أجزائه الثلاثة إلى عدد من قضايا المجتمع السعودي ضمن إطار كوميدي ساخر ومسلسل “شباب البومب” من إخراج سمير عارف، ووضع نصوصه أحمد الزهراني وحاتم الخضير، ويشارك في بطولته فيصل العيسى ومحمد الدوسري وغيرهما، وهو عبارة عن اسكتشات تمثيلية منفصلة، وفي كل حلقة يتم تناول مشكلة مختلفة اجتماعيا أو اقتصاديا أو أخلاقيا يعاني منها الشباب العربي والسعودي على نحو خاص، مع محاولة طرح حلول في إطار كوميدي ساخر. ولم يكن مسلسل “شباب البومب” هو المسلسل الوحيد الذي أثار كل هذا الجدل بين الأعمال الدرامية السعودية التي تم عرضها في رمضان، فقد سبقه أيضا مسلسل “سيلفي” الذي عرض الجزء الثالث منه على قناة “إم بي سي”، وهو من إخراج أوس الشرقي وبطولة النجم السعودي ناصر القصبي. وكان القصبي قد أثار غضب متابعيه من الكويتيين خلال شهر رمضان بسبب مضمون الحلقة الثالثة من المسلسل والتي تعرض فيها للحديث عن الديمقراطية العربية، إذ اعتبر الكثيرون أن تلميحات القصبي تشير بكل تأكيد إلى التجربة الديمقراطية الكويتية، وعلى أثر ذلك انتشر على موقع تويتر وسم بعنوان “القصبي يطالب بقمع الكويتيين”. ورغم الشعبية التي حظي بها هذا المسلسل، إلاّ أنه لقي أيضا انتقادات واسعة من قبل المتابعين والنقاد السعوديين والخليجيين واصفين إياه بأنه تكرار لمسلسلات مشابهة كـ”مستر كاش” و”طاش ما طاش” وأنه مليء بـ”الإيفيهات” المستوحاة من مواقع التواصل الاجتماعي، في حين يرى البعض أن تلك هفوات يمكن التغاضي عنها في مقابل نجاح المسلسل في كسر العديد من التابوهات التي لم يكن من الممكن التعرض لها من قبل إعلاميا ودراميا داخل السعودية، كتطرقه إلى أمور الاختلاف المذهبي، وكذلك الجدل المثار حول أحقية المرأة في قيادة السيارة. وإلى جانب “شباب البومب” و”سيلفي” قدمت الدراما السعودية خلال شهر رمضان الماضي ثلاثة مسلسلات أخرى تعتمد على الكوميديا الاجتماعية الناقدة للأوضاع الاجتماعية السائدة، أولها مسلسل “المدينة الفاضلة” للمخرج إياد نظمي وبطولة مشعل المطيري ومحمد القس ونواف المهنى. أما المسلسل الثاني فهو “على جنب” للمخرج الأردني محمد العوالي، وبطولة الثلاثي: حسن عسيري وفايز المالكي وراشد الشمراني، ويعيد هذا الثلاثي في هذا العمل أجواء مسلسلهم الشهير “بيني وبينك” تحت عنوان مختلف، ويستكملون فيه رحلتهم الكوميدية بالشخصيات ذاتها. وأخيرا مسلسل “سناب شاف” للمخرج عبدالخالق الغانم وبطولة كل من عبدالله السناني ونيرمين محسن وهدى الخطيب، ويدور في قالب كوميدي خفيف متناولا بعض القضايا الاجتماعية في حلقات منفصلة.
مشاركة :