كين ويات سياسي مغمور يرسخ هوية سكان أستراليا الأصليينفتح نجاح كين ويات أول وزير أسترالي من السكان الأصليين في تقلد منصب حكومي قبل أشهر ، الطريق أمام اعتراف شامل بحقهم في بلدهم الأم رغم أنهم لا يشكلون سوى شريحة بسيطة من مجموع سكان القارة الذين قدموا من المملكة المتحدة وأقاموا هناك منذ نحو مئتي عام تقريبا.العرب [نُشر في 2017/06/29، العدد: 10676، ص(12)]نجم اللباس التقليدي سيدني (أستراليا) - بعد قرنين ونصف القرن من وصول البريطانيين إلى أستراليا، نجح أحد السكان الأصليين في الوصول إلى مقعد وزاري في الحكومة الاتحادية، ليصبح بذلك أول وزير من أبناء السكان الأصليين للقارة الأسترالية. وكان كين ويات قد أدى اليمين الدستورية في فبراير الماضي، مرتديا العباءة التقليدية للسكان الأصليين المصنوعة من جلد الكنغارو والمزينة بريش ببغاء الكوكاتو، ليدخل عالم السياسة من أوسع أبوابه ويتقلد منصب وزير الصحة. لكن ذلك النجاح لم يكن سوى البداية فقط حيث أقدمت الحكومة الاتحادية الأربعاء، على رفع أعلام السكان الأصليين على أقدم مبنى حكومي فيها، في خطوة جديدة على الطريق الشائك نحو المصالحة معهم. وفي احتفال بثه التلفزيون الرسمي وعدد من وسائل الإعلام المحلية والعالمية، رفعت الأعلام، التي تمثل أقدم الحضارات الحية على وجه الأرض، مع احتفال أستراليا بالذكرى الخمسين لاعتبار السكان الأصليين ضمن سكان أستراليا وبالذكرى الـ25 على صدور الحكم في قضية مهدت الطريق أمام الاعتراف بحقوق السكان الأصليين في ملكية الأراضي. ورفرفت أعلام السكان الأصليين على منزل حاكم سيدني، أكبر مدن أستراليا وعاصمة ولاية نيو ساوث ويلز ذات الكثافة السكانية الأكبر في البلاد، حيث تأسست نلك المستعمرة الناشئة التي شكلت امتدادا للإمبراطورية البريطانية عام 1788 حيث لا تزال ملكة بريطانيا تشرف عليها. وقال ديفيد هيرلي حاكم ولاية نيو ساوث ويلز في احتفال رفع العلم إن “السكان الأصليين هم الشعب الأول هنا”. ونسبت وكالة رويترز عن باتريك دودسون، وهو أحد أبرز السياسيين من السكان الأصليين قوله إن “الاحتفال مؤشر على التقدم الحاصل على مستوى المؤسسات”، مشيرا إلى أن “رد المظالم يسير بخطى وئيدة لكن أكيدة”.باتريك دودسون: رفع علم السكان الأصليين مؤشر على التقدم الحاصل على مستوى المؤسسات وطيلة عقود خلت عانى السكان الأصليون من عدم الاهتمام من الحكومات المتعاقبة في شتى مناحي الحياة السياسية والاقتصادية والاجتماعية وغيرها. ورغم أنهم يمثلون 3 بالمئة من سكان أستراليا البالغ عددهم 24 مليون نسمة، فإنهم يمثلون 27 بالمئة من نزلاء السجون. كما أن متوسط أعمار السكان الأصليين يقل بمقدار 10 سنوات عن متوسط أعمار باقي الأستراليين. وتتضمن المشكلات الصحية التي يعاني منها السكان الأصليون ارتفاع معدلات الانتحار وارتفاع معدلات إلحاق الأذى بالنفس. كما ترتفع معدلات وفيات الرضع بينهم، ولم ينجح البرنامج الذي استهدف مواجهة هذه المشكلة، بحسب التقارير الحكومية. وفي مقابلة صحافية سابقة قال ويات إن “عمله في الوزارة سيكون عابرا للحواجز السياسية وسيتواصل مع قيادات الأحزاب الأخرى لمعالجة المشكلات التي تواجه السكان الأصليين”. وفي ظل هذه التحديات، يصبح تعيين ويات وزيرا في الحكومة الاتحادية نقطة ضوء مهمة تبعث على الأمل. وتقول بات ترنر وهي موظفة كبيرة متقاعدة في مدينة كانبيرا وهي من نشطاء السكان الأصليين “إن تعيين رجل من السكان الأصليين في منصب وزير اتحادي لأول مرة هو مصدر فخر كبير.. هذا الأمر تأخر كثيرا”. أما ويات الذي كان أول عضو منتخب في مجلس النواب من السكان الأصليين، عندما تم انتخابه عن دائرة هاسلاك في إقليم ويسترن أستراليا، فقال إن تعيينه في المنصب الوزاري “عبء ثقيل”. وقبل دخوله البرلمان، ظل ويات يعمل على مدى أكثر من 28 عاما على المستوى الشعبي في مجال الرعاية الصحية والتعليمية للسكان الأصليين. وتقول جاكي هوغينز المؤرخة والأستاذة الجامعية إن الخبرة العملية لدى ويات وفهمه لقضايا مجتمع السكان الأصليين سيكونان أساسا لعملية صناعة السياسات في هذا المجال. وأكدت في وقت سابق في تصريحات لوكالة الأنباء الألمانية بالقول “نحن سعداء بوجود كين ويات هنا. نحن نعرف أنه نال ما يستحق”.
مشاركة :