تواصل الأهل والجيران روح العيد في القرية

  • 6/30/2017
  • 00:00
  • 2
  • 0
  • 0
news-picture

لا زال العيد في القرية يحتفظ برونق خاص ينبع من العادات و التقاليد والطقوس الخاصة المتوارثة من جيل إلى جيل دون أن يطرأ عليها تغيير، حيث يبدأ العيد منذ الصباح ويتميز بالزيارات والتجمعات العائلية والتواصل بين الجيران والأهل والاصدقاء وإعداد المأكولات الشعبية وإطلاق البخور.ويقول محمد القحطاني إن عيد الفطر مناسبة جميلة لها رونقها الخاص خصوصًا بين أهالي منطقة عسير من خلال عاداتهم وتقاليدهم التي لازالت صامدة في وجه تطور الزمن المتسارع توارثناها جيل بعد جيل، ويضيف: مناسبات الأعياد عادة ما تجمع شمل الأسر والعائلات، حيث تجد كل أسرة تتفنن في تجهيز كل ما يعطي العيد طعمًا ورونقًا خاصًا من أطعمة وملابس وعطور وخلافه وذلك طمعا في إضفاء فرحة تستمر للأيام، ويتابع: الزيارات العائلية المتبادلة والتجمعات في الأعياد مازال لها رونقها الخاص في كل بيت بعسير ولم تتغير منذ زمن، بل تورث من جيل إلى جيل ودائمًا نجد الأسر تتبادل الهدايا في تلك التجمعات، حيث إن المقتدرين يقدمون الهدايا والعيديات المختلفة والبعض منهم يكتفي بتقديم الحلويات كل حسب عطائه وقدرته وذلك يأتي تقديرًا للآخر كنوع من التضامن الاجتماعي بين العائلات خصوصًا في الأعياد، حيث تجد المجالس مفتوحة والأطفال ينتقلون من منزل إلى آخر كما كان عليه ممن ورثونا هذه العادات التي لازلنا نحتفظ بها.اختلاف الزمنفيما عبر عبدالله علي الفهري عن رأي آخر، حيث يقول: «الحياة حاليًا تعقدت أكثر مما كانت عليه بالسابق ولم تعد التجمعات الأسرية في الأعياد هي الملجأ الأساسي فسابقًا الكل يعرفك في المكان الذي تقطنه، حيث كانت محدودية عدد السكان في المكان الذي تسكنه لها دور ويوجد بعض من المشاعر الحميمية بين الناس لمعرفتهم اللصيقة ببعضم، وتجدهم في كل مناسبة قريبين من بعضهم وخصوصًا الأعياد ولكن اليوم اختلف الحال لما تشهده المدن من تطور إضافة إلى توفر وسائل التواصل الإلكترونية بشكل كبير والتي تشهد تطورًا متسارعًا، مما جعل الكثير من العائلات تكتفي بالمعايدات عبر وسائل التواصل علمًا بأن ذلك لا يكفي ولا يغني عن الزيارات العائلية في الأعياد، حيث إن لها نكهة خاصة لا يعرفها إلا من عايشها، ويضيف الفهري: لو ذهبنا إلى بعض القرى والمدن الصغيرة سنجد تلك التجمعات العائلية والزيارات المتبادلة فيما بين تلك العائلات في الأعياد مازالت تحتفظ بأصالتها العريقة، كما أن فرحة العيد لا زالت تستمر لديهم على مدى ثلاثة أيام متواصلة دون انقطاع يتخللها تبادل الزيارات والتواصل، بينما في الوقت الحاضر وخصوصًا في المدن الكبيرة فمنذ حلول العصر لليوم الأول تتلاشى رائحة العيد ولا تشعر بها كما يشعر بها أهالي القرى والمدن الصغيرة الأخرى.وسائل الترفيهفيما يرى خالد عسيري أن العيد وزيارات الأسر فيما بينها تختلف كليا عما هو عليه في القرى والمراكز الصغيرة مشيرًا إلى أن السبب وراء ذلك هو اتساع دائرة الترفيه في الأعياد بالنسبة لسكان المدن الكبيرة من خلال قضاء أيام العيد في التنقل بين المنتزهات والمنتجعات المختلفة، حيث يبدأ عيد أهالي المدن مع حلول المساء عكس ما هو عليه في القرى، والذين تجدهم غالبًا متمسكين بما توارثوه عن أسلافهم، حيث يبدأ العيد منذ صبيحة اليوم الأول بعد أداء الصلاة، ومن ثم الاجتماع في أحد منازل أعيان القرية بعائلاتهم لتناول طعام الإفطار وتبادل التهاني بهذه المناسبة ومن ثم التنقل من منزل إلى آخر فتجد بذلك أن للعيد لديهم ذائقة خاصة تختلف عن المدن الكبيرة والتي طغت عليها مظاهر التطور المتسارع.

مشاركة :