كشف خبراء تابعون للمنظمة الدولية لحظر الأسلحة الكيمائية بأنه قد تم استخدام غاز السارين في بلدة خان شيخون شمال سوريا بتاريخ الرابع من أبريل نيسان الماضي ما أسفر عن مقتل العشرات من الأشخاص وقيام الولايات المتحدة بشن غارات صاروخية على مواقع للجيش السوري في قاعدة الشعيرات. التقرير أعده فريق دولي كان في مهمة استقصاء للحقائق في المنطقة. وقد بنى استنتاجاته بالاستناد إلى شهادات حية بالإضافة إلى أخذ عينات للوقوف على حقيقة ما حدث خلال أسوء هجوم عرفته الحرب السورية منذ ثلاث سنوات بالنظر الى العدد الكبير من الضحايا لذي قضوا وقتها. ولم يتسنى للفريق الدولي الذهاب إلى مكان الهجوم لاعتبارات أمنية وقد نُقل عن رئيس المنظمة الدولية لحظر الأسلحة الكيميائية قوله إنه لن تتم زيارة الموقع المذكور. التقرير الذي بقي داخل دائرة التداول ضمن أعضاء المنظمة الدولية في لاهاي دون أن يتم الإعلان عنه،.خَلُص إلى أن “عددا كبيرا من الأشخاص قد تعرضوا لغاز السارين أو لمواد مشابهة ومنهم من تُوفي جراء ذلك”. وفي أول رد فعل أمريكي، رأت سفيرة واشنطن لدى الأمم المتحدة نيكي هالي في بيان لها، أن “الحقيقة قد ظهرت” ودعت إلى ضرورة “إجراء تحقيق مستقل لمعرفة من يقف وراء ما وصفته بالاعتداءات الوحشية جتى ننتصر للضحايا” حسب تعبيرها. كما كشفت السفيرة الأمريكية أن هناك تحقيقا لهيئة مشتركة بين الأمم المتحدة والمنظمة الدولية لحظر الأسلحة الكيميائية بشأن هجوم خان شيخون لتحديد الجهة التي تقف وراءه. وكانت نفس الهيئة قد حملت الحكومة السورية مسؤولية ثلاث هجمات بغاز الكلور في عامي 2014 و2015 وكشفت ان تنظيم داعش قد استعمل غاز الخردل. نفس الاتهامات وجهتها دوائر استخباراتية غربية للحكومة السورية التي نفت مرار اللجوء الى استعمال غازات محرمة. وكانت سوريا قد صادقت عام 2013 على اتفاقية حظر الأسلحة الكيميائية بعد هجوم الغوطة الشرقية الذي أسفر عن مقتل العشرات أيضا وتهديد إدارة الرئيس أوباما بالتدخل العسكري حينذاك قبل أن تتوصل إلى روسيا والولايات المتحدة إلى اتفاق بهذا الشأن تم إثره تفكيك الترسانة الكيميائية السورية وقد عاد الحديث قبل أيام عن استعمال الغازات المحرمة حين حذر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب النظام في دمشق من مغبة أي استعمال للغازات المحرمة وهو نفس الموقف الذي عبرته عنه الرئاسة الفرنسية الجديدة التي وعدت الإدارة الأمريكية بالعمل على التوصل إلى موقف مشترك في حال حدوث هجوم كيميائي جديد.
مشاركة :