يرى محللون سياسيون، أن القيادة الفلسطينية تحاول جاهدة أن تبقى على الحياد تجاه الأزمة الخليجية الحالية، لكنها إن اضطرت لتبني موقف، فسيكون لمصلحة السعودية لأسباب عديدة. وأوضح الخبراء في أحاديث خاصة، أن القيادة الفلسطينية لا تريد «خسارة أي طرف عربي»، وتحاول أن تنأى بنفسها عن الاصطفاف مع أي طرف. ولفتوا إلى وجود العديد من التعقيدات التي تكتنف الموقف الفلسطيني حيال الأزمة الخليجية. ففي ما يتعلق بقطر، يحتفظ الرئيس الفلسطيني محمود عباس، وعائلته بعلاقات خاصة، مع «الدوحة»، حيث كان يقيم في السابق، لكنها في الوقت ذاته تدعم حركة حماس خصمه السياسي. أما المحور السعودي، الذي يحرص «عباس» على عدم خسارته، فيضم مصر والإمارات التي تتسم علاقاته بها بالتوتر حاليا، لدعمها للقيادي المفصول من حركة فتح، محمد دحلان. وتحتفظ قطر بعلاقات وثيقة مع حركة حماس، حيث تسمح منذ سنوات لقيادتها بالإقامة في «الدوحة». وكان عضو اللجنة المركزية لحركة «فتح» محمد اشتية، قد قال في حوار سابق مع الأناضول: إن السلطة الفلسطينية تعتمد مبدأ «الحياد» بشأن الأزمة الخليجية. بدوره، قال ساري عرابي (باحث وكاتب)، إن الموقف الفلسطيني المُعلن من الأزمة الخليجية والمتمثل بعدم التدخل، «لن يطول». وأضاف: «ستجد القيادة الفلسطينية نفسها مجبرة على اتخاذ موقف، ولن يكون في صف قطر». وقال: «الرئيس الفلسطيني منذ توليه منصبه أكد في العديد من المناسبات ضرورة عدم التدخل بالشؤون الداخلية للدول العربية، مستشهدا بالآثار السلبية التي لحقت بمنظمة التحرير والشعب الفلسطيني، إثر الانحياز مع العراق ضد الكويت 1990». لكنّ المشهد الفلسطيني الخليجي مُعقد، فالرئيس عباس تربطه وعائلته علاقات خاصة بقطر التي عاش وترعرع فيها، ويسعى جاهدا لعدم خسارة أي طرف خليجي، بحسب عرابي. وتابع قائلا: «حتى اليوم القيادة الفلسطينية نجحت في عدم التدخل والانحياز، وتدعو للحوار». في المقابل يرى عرابي أن الموقف الداخلي لحركة فتح التي يتزعمها الرئيس عباس منحاز للسعودية، مرجعا ذلك لدعم قطر لحركة حماس خصمها السياسي. ولفت إلى وجود توتر مكتوم بين فلسطين وقطر، بسبب الدعم القطري لحركة حماس. وقال: «لاحقا ستجد السلطة الفلسطينية نفسها مجبرة على اتخاذ موقف من الأزمة، لا استبعد أن يكون منحازا للسعودية». وفي السياق ذاته، يتوقّع أستاذ العلوم السياسية في جامعة الخليل، بلال الشوبكي أن تصطف القيادة الفلسطينية في نهاية المطاف مع السعودية ضد قطر. وقال: «السلطة الفلسطينية لديها رغبة بأن تبقى على علاقات ودية مع السعودية، لكنها حذرة من العلاقة مع مصر والإمارات الداعمة للقيادي المفصول في حركة فتح محمد دحلان». ومنذ سنوات، يسود خلاف حاد بين الرئيس الفلسطيني، محمود عباس، ودحلان، الذي فُصل من حركة «فتح» في يونيو 2011. ويقيم دحلان في دولة الإمارات، كما تدعم القاهرة، دحلان، وتربطه بها علاقات وثيقة. وتابع الشوبكي: «في المقابل، القيادة الفلسطينية لا تريد أن تصطف مع قطر الداعم الرئيسي لحركة حماس». وقال: «في النهاية أعتقد أن القيادة الفلسطينية لن تكون مع قطر، إن كان يتوجب عليها حسم موقفها». (رام الله- الأناضول)
مشاركة :