منذ عــام مضى كتبت عن جسر الملك سلمان كبارقة أمل، والذي نتوقع وضع حجر الأساس الخاص به خلال أيام، فقد جاء نتيجة اقتحام غموض اتفاقيات قديمة باتفاقية ترسيم الحدود بين مصر والسعودية.وبصرف النظر عن اللغط والغموض الذي اكتنف الاتفاقية، والشد والجذب الذي ساد في الأوساط المصرية ما بين أحكام قضائية، وتصويت لإقرار الاتفاقية بالبرلمان المصري، إلا أن الأمل المنشود، والذي يمكن أن يقدم من جيل حالي إلى جيل آت، هو ربط بين مشرق الوطن العربي ومغربه بين قارتي آسيا وأفريقيا.وتسارع الدول في ربط الأواصر في ما بينها، وزيادة التعاون والتبادل التجاري، ونحن كدول عربية نأمل أن نتخذ هذا لنا مسلكاً وحدة في التعاون الاقتصادي والفكر السياسي، الذي يعود على شعوبنا بالخير.وسيربط جسر الملك سلمان بين أكبر دولتين عربيتين وجناحي الأمة الإسلامية، ويتوقع أن يصبح حجم التبادل التجاري 200 مليار دولار، وفي هذا كله خير يعم على الشعوب، ما يترتب عليه سلام اجتماعي ورخاء اقتصادي.ويحتاج المسافر إلى 12 ساعة على أقل تقدير لعبور خليج العقبة من الجهة السعودية، إلى داخل شبه جزيرة سيناء المصرية، بينما سيخفض هذا الجسر مدة العبور إلى أقل من ساعتين، وفي هذا توفير كبير للوقت والجهد والطاقة وكافة أنواع التكاليف، ولابد أن ينعكس على حركة التجارة والتنقل والسياحة بين ضفتي الأمة العربية.نتمنى أن نرى في حياتنا ذلك الجسر ليحمل الرخاء، ويعيد إلينا حلم الوحدة العربية بمعناها الحقيقي، ويشعر الأجيال المقبلة أن آباءهم وأجدادهم حرصوا على تسليمهم وطنا مجمع الأوصال وليس مشتتاً، وطنا تجمعه المصالح وحب الخير للجميع.ويسعى العالم للتكتل والتكامل، فكفانا تشتتاً ونحن نحتاج إلى تكتل به تكامل مصالح، وليس تكتلاً مظهرياً في اقصى المشرق من وطننا، ونرى المعجزة الصينية وهي تسعى لإحياء طريق الحرير، فلماذا لا نتعلم من الآخرين إن دارت بنا الأيام وبدأنا نفقد البوصلة أو تغيب عن أعيننا؟* باحث في اقتصاديات النقل البحري(edkw@egcss.com)
مشاركة :