يرى حمدي عبد الرحمن في كتابه «إفريقيا وتحوّلات النظام الدولي» أنه خلال العقد الأول من الألفية الجديدة نظر إلى إفريقيا، باستثناء بعض الدول مثل جنوب إفريقيا ونيجيريا وأنجولا، على أنها تفتقد أي قيمة اقتصادية واستراتيجية حقيقية، والمثير للتعجب أن هذا التوجه الغربي كان على النقيض تماماً من موقف الدول الكبرى الصاعدة في النظام الدولي مثل الصين والهند والبرازيل، التي تدافعت على إفريقيا من أجل الحصول على الموارد الطبيعية من جهة، وبناء تحالفات في المؤسسات الدولية من جهة أخرى. يوضح المؤلف أن تراجع القيمة الاستراتيجية لإفريقيا قد أدى إلى أمرين متلازمين: أولهما ازدياد المخاوف في دوائر صنع القرار الغربية من إمكانية انفجار إفريقيا وتحوّلها إلى منطقة عدم استقرار كبرى، أما الأمر الثاني فيرتبط بزيادة عمليات إدماج إفريقيا في بنية النظام الدولي، كما اتضح من خلال ممارسات حفظ السلام الدولية والتدخل الدولي الإنساني، على الرغم من ازدياد اهتمام الولايات المتحدة وأوروبا بإفريقيا، ولا سيما بعد إعلان الحرب العالمية على الإرهاب.
مشاركة :