إميل أمين يكتب: قطر….العسكرة لا تفيد

  • 7/2/2017
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

قطر….العسكرة لا تفيد   وقت كتابة هذه السطور صباح الأحد الثاني من يوليو “تموز” تكون المهلة التي أعطيت لقطر من دول المقاطعة الخليجية ومصر قد أوشكت على الانقضاء الا ساعات قليلة ، ومعها  فإن قطر فشلت في الالتزام بتعهداتها ، بل لجأت الى  أسلوب الهروب الى الأمام، عبر ما يمكن ان نطلق عليه عسكرة المشهد ، دون أن تقدر خطورة ما تمضي في طريقه أو تسعى اليه .بقلم ـ إميل أمين لم يكن الخلاف مع الدوحة أبدا عسكريا،  ولم تسع أي من دول الجوار لزعزعة الأمن أو الاستقرار في الداخل القطري كما فعلت الأخيرة كثيرا وطويلا مع جيرانها وأشقائها من العرب ، بل جل الخلاف كان سياسيا وأمنيا، ومطالبات تتصل بأدوار قطر المشبوهة في المنطقة العربية وما وراءها . طوال فترة المقاطعة لم تكلف القيادة القطرية ذاتها قراءة الأمر على حقيقته ، ولم تبذل أدنى جهد خلاق لمراجعة الذات أو ترك هامش من الشك الايجابي  الذي يباعد بينها  وبين فراق الأشقاء مرة، والى أن يقضى الله أمرا كان مفعولا . على أنه عوضا عن المصارحة والمكاشفة، ومن ثم إعادة بناء العلاقات العربية القطرية على أسس من الاحترام المتبادل وعدم التدخل في شؤون الغير ، حاولت الدبلوماسية القطرية الهروب عبر القاء عبء الأزمة على دول الخليج ، وطاف سفراء قطر حول العواصم الغربية تارة والأمريكية تارة أخرى، سعيا للترويج لكل ما هو مغلوط، والى الحد الذي جعل أحدهم يصور ما تقوم به دول المقاطعة وكأنه “حصار برلين”، وبالقطع لم يكن من الممكن أن تجد الدوحة من يصدقها في الحال ، ولن يوجد من يقتنع بحججها في الاستقبال . الهروب القطري لم يكتف بالمراوغات الدبلوماسية  ، بل ذهب في  طريق استحضار الجيوش من الدول الإقليمية، وكأنه بهذا يهيئ مسرح المنطقة لمواجهات مسلحة ، الأمر الذي تنبه له ونبه من أثره السيء وزير خارجية البحرين الشيخ خالد بن أحمد آل خليفة الذي اعتبر أن :” احضار الجيوش  الأجنبية هو التصعيد العسكري الذي تتحمله قطر”. يعن لنا أن نتساءل: من أحضرت قطر؟ وهل من أحضرتهم هم بالفعل الخيار الأصوب ؟ ليس سرا أن طهران تتشوق لأن تجعل من قطر خنجرا في الخاصرة الخليجية ، ولهذا نراها تعتبر الخلافات القطرية الخليجية  فرصة ذهبية للقفز في قلب المشهد ، لكن يفوت القطريين أن يتساءلوا: منذ متى والايرانيون يحملون للعرب أو للسنة مثل تلك المشاعر الطيبة؟! أو يهتمون بالمصالح الاستراتيجية للشعوب العربية، وهم الذين حاربوا العرب في التاريخ الحديث سنوات طوال، وفي القديم تبقى الكتب زاخرة بالمعارك والعداء الدائم ؟! ثم ـ وهذا هو الأهم ـ هل تظن القيادة القطرية أنها حين تستقدم الحرس الثوري الإيراني الى  الدوحة وداخل القصور الأميرية انها ستكون على هذا النحو في مأمن من غدر طهران بها إن أرادت  ذلك يوما ما ؟ لا ترتهن  الدوحة قرارها السياسي او وجودها بأكمله للإيرانيين فقط ، بل تمضي في طريق تركيا  وتساعدها على بناء قاعدة عسكرية لها على أراضيها ، وفات قطر وأسرتها الحاكمة أن  لدى تركيا أحلاما أقرب الى الأوهام ،أحلام من نوعية عودة الخلافة التركية لترفرف راياتها فوق الدول العربية ، أي استعلان زمن “العثمانيين الجدد”،  الأمر الذي رأيناه واضحا  وفاضحا في سياسات أردوغان وصحبه طوال سنوات السوء التي أطلق عليها “زمن الربيع العربي” . تظن قطر وقيادتها أنها بهذه العسكرة سوف تبقى قادرة على الاستمرار في أداء أداوراها الداعمة للإرهاب، والمعززة للفرقة ولتعميق الشروخات في الجسد العربي، غير أنها لاتقرأ الأزمنة والأحداث بعين فاحصة ، فالعالم من حولها تغير، ويتغير بسرعة كبيرة خليجيا وشرق أوسطيا، أمريكيا وروسيا، ولأنها دولة لا دالة لها على التفكير أو التنظير الاستراتيجي الذي هو شيمة الكبار من دول المنطقة ، فقد أهملت واحدا من أهم المشاهد الأخيرة في المنطقة، ونعني به الانكسار الكبير اللوجستي لـ “داعش”، والذي سوف تترتب عليه تبعات وتلحقه تداعيات عريضة، في المقدمة منها افتضاح أمرها وما كانت تحيكه في الظلام لجيرانها من جهة، ولمن هم أبعد عنها جغرافيا  مثل مصر التي عانت اشد المعاناة من شرها. هل العسكرة ستفيد قطر ؟ أغلب الظن أن أحدا من دول المقاطعة لا يسعى الى الدخول في مواجهات عسكرية مع قطر أو غيرها من  القوى الأجنبية في المنطقة، غير أن ذلك لا يعني الوقوف مكتوفي الأيدي، وهناك أحاديث عن التفكير في قاعدة عسكرية في البحرين، تكون جاهزة لملاقاة الذين يضمرون الشرور لأهل المنطقة . لكن ماذا عن السيناريوهات المحتملة إن انقضت الساعات القليلة القادمة دون رد قطري شاف واف على الطلبات العقلانية لدول المقاطعة ؟ المقطوع به أن قطر تمضي في طريق الصدام، حتى وإن لم يكن من النوع المسلح ، فهناك خطوات تصعيدية عديدة منتظرة، في مقدمتها حزم من العقوبات الاقتصادية الحقيقية الفعالة ، وغير خاف على أحد أن قطر الآن تعاني من تدهور في أوضاعها الاقتصادية بصورة كبيرة ومخيفة في الداخل، بعد أن اهتزت عملتها . التضييق على قطر اقتصاديا حكم سوف يستتبعه هروب لرؤوس الاموال من داخل البلد ، عطفا على زيادة فادحة في تكلفة  تأمين الديون القطرية ، وفي الأعم الأغلب سوف تلجأ دول الخليج الى  عزل قطر من دول مجلس التعاون، مع احتمالية عالية لتجميد الودائع والأموال القطرية الموجودة في البنوك الخليجية المختلفة. ولن تقف دول المقاطعة عاقدة الأيدي على الاذرع كما يقال، بل ستخرج ما لديها من أسماء أفراد ومنظمات وتسجيلات لم يكن يستحسن اخراجها حتى الساعة الى العلن ، حفاظا على الباب الموارب وعودة قطر، وعندها سيكتشف العالم أي منقلب انقلب القطريون ؟!. تمتلك دول المقاطعة سلاحا فعالا كبيرا وخطيرا، وهو استثمارتها وعلاقاتها مع دول العالم تجاريا وعسكريا، والبعض من تلك الدول سوف يوضع أمام الاختيار الصعب بين المحافظة على العلاقات الدبلوماسية والسياسية مع قطر التي تستغل عوائد أموالها واستثماراتها على الأراضي الأوربية، خاصة في تمويل الإرهاب، وآخر تلك الصفقات ما كشف عنه وزير الخارجية السعودي السيد عادل الجبير من  دعم ميليشيات عراقية تدور في فلك الحرس الثوري الايراني وقائده قاسم سليماني بمبلغ 300 مليون دولار ، وبين بقية دول الخليج التي تسعى لشرق أوسط مستقر وخليج متوازن في علاقاته بين الشرق والغرب ، وحتما ولابد لتلك الدول من الاختيار فالحياد في مثل تلك الأوقات يبقى جريمة أخلاقية كما يقال . يذهب الجنرال  البروسي الأشهر “كلاوزفيتز” الى أن “الحرب هي نزاع بين المصالح الكبرى يسويه الدم”.. فهل هذا ما تبغيه قطر بالفعل عبر محاولاتها الدؤوبة الأخيرة، أي اللجوء الى صبغ المشهد بصبغة النار والدمار والدماء؟! الخيار خيار قطر وإن شئت الدقة قل: خيار القطريين ، سيما وأن ما سيقبلون عليه من خيارات في هذه الساعات الحاسمة والحازمة، سوف تسجله كتب التاريخ إن أحسنوا أو أساءوا .. فانظر ماذا ترى؟!أخبار ذات صلةالصحف الخليجية : التصعيد يلوح في الأفق أمام مكابرة قطر«الجزيرة» السعودية : قطر خارج البيت الخليجي .. تُفضل العزلة…«قطرزم».. فيلم وثائقي أمريكي يفضح جرائم قطربورصة قطر تتراجع مع اقتراب مهلة قائمة المطالبالملك سلمان : لا نقبل أوصافا مغالية .. تمس «جناب…

مشاركة :