أجمع الخبراء على أنه من مفارقات الأزمة الخليجية أن تُتهم قطر بدعم وتمويل الإرهاب، مؤكدين أن تلك تهمة لا تشبه قطر وأفعالها وإنما تشبه من قام بالتخطيط لهجمات الحادي عشر من سبتمبر وتمويلها وتنفيذها وجميعهم من منتسبي تنظيم القاعدة ولم يكن من بينهم قطري واحد. كما أن زعيم التنظيم ومموله والعقل المدبر له أسامة بن لادن سعودي الجنسية، وأيمن الظواهري نائبه السابق وزعيم التنظيم الحالي مصري الجنسية، والمجموعة التي قامت بالتنفيذ 15 من بينهم سعوديون و2 إماراتيان، وقائدهم مصري.. كما أن تركي البنعلي المفتي الشرعي العام والقيادي في تنظيم داعش في كل من سوريا وليبيا بحريني الجنسية، تلك حقائق لا يمكن القفز عليها. أما قطر فكان أول من زار موقع الهجمات في «قراون زيرو» بنيويورك، وكان صاحب السمو الأمير الوالد الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني، أمير دولة قطر آنذاك، أول زعيم دولة يزور المكان ويتضامن مع ضحايا العمليات الإرهابية التي ينتسب منفذوها إلى الدول المحاصرة. وقد جاء في التقرير على لسان صاحب السمو الأمير الوالد الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني أن قطر ضد أي عملية إرهابية تحدث في أي دولة، وقال سموه خلال التقرير: إنّ ما حدث في الولايات المتحدة الأمريكية لا شك أنه ألحق ضرراً ربما بسمعة العرب، لكن على الشعب الأمريكي أن يفهم أن الإرهاب لا يختصر على العرب وحدهم. ولخّص الكاتب السعودي منصور النقيدان أسباب التحاق السعوديين بالجماعات الإرهابية والقتال في صفوفها ودعمها وتمويلها ومن ثم إعلان قطيعتهم مع وطنهم الأم وتمزيق جوازات السفر السعودية أمام الكاميرات بأنه من السهل»تجنيد الإرهابيين للسعوديين» !. مشهد حي عرضته قناة العربية السعودية التي تتخذ من دولة الإمارات مقراً لها على شاشتها قبل 3 أعوام يختزل مأساة عميقة تتمثل في تمزيق جوازات السفر السعودية، هذا المشهد - الذي طالما أثار مخاوف المجتمع السعودي بيد أن صانعي السياسات والقرار بدلاً أن يعترفوا بها ومواجهتها حاولوا الهرب إلى الأمام وألقوا بالمسؤولية على الآخرين. الكاتب السعودي أعاد كرة اللهب إلى حجر من صنعها حينما قال: لا ينبغي لنا أن نتجاهل هذه الحقيقة لأن السعوديين فعلاً لديهم استعداد للانضمام للمجموعات الإرهابية، لأن هناك ثقافة موجودة في السعودية وفي المجتمع وهناك مشايخ وهناك علماء»وأضاف التقرير أن الأمر عميق، وما يقوله الرجل يتعلق بمناهج التربية والتعليم وتحريض العلماء والمشايخ وهشاشة الانتماء للدولة السعودية في إشارة ذكية إلى تاريخ طويل لهذه العلاقة الأبوية مع التنظيمات الإرهابية قبل أن تخرج داعش وأخواتها إلى الوجود. وتقول تقارير الإدارة الأمريكية إن الإمارات العربية ورد ذكرها 40 مرة في الملحق الخاص بتمويل الحادي عشر من سبتمبر ضمن ملف التحقيقات التي أجرتها لجنة التحقيقات الأمريكية الخاصة بتلك الهجمات، ويضيف التقرير أن أكثرية الأموال جاءت عبر تحويلات من مراكز مالية ومصارف بالإمارات العربية المتحدة فيما تنتظر نحو 3 آلاف و200 شكوى ضد السعودية نفاذ وتطبيق قانون جاستا وتلك قصة أخرى لن تغطي عليها الهبات المليارية أو تلغيها، وهذا هو الوحش الذي ربيناه في بيوتنا يقول المعنى الذي أراده منصور النقيدان في أحاديثه الكثيرة حول رعاية الإرهاب واحتضانه، والمعنى ينطبق على بلده الذي ينتمي إليه ويتحدث باسمه والبلد الذي يحرص على الظهور بلباسه «الكندورا» على الشاشة.
مشاركة :