رسائل التهنئة بالجوال.. مشاعر باردة!

  • 7/3/2017
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

حينما يأتي العيد نكون في شوق لعناق بعضنا، ومسح خلافاتنا، وردم الفجوات التي نتجت عن انشغالنا في الحياة، وننتظر إشراقة شمس صباح العيد للانطلاق إلى الأهل والأقارب والأصدقاء للسلام والمصافحة وجهاً لوجه، إلا أن كثيرين مع الأسف لا تعني هذه اللحظات لديهم شيئاً، ويرون أن مجرد نقل رسالة تهنئة بالجوال ربما حتى لم يكتبها بحيث وصلته جاهزة، ولم يتنبه لمرسلها، فيقوم مباشرة بتحديد الكل في قائمة الأسماء في جهازه الجوال وإرسالها لهم معتقداً أنه بذلك قام بالواجب وأكثر، وبادر بالسلام ومعايدة أصحابه وأقاربه، وهذه الظاهرة منتشرة لدى الكثير مع الأسف. تهانٍ باردة خالية من المشاعر تهاني العيد تحولت في الآونة الأخيرة إلى تهانٍ باردة خالية من المشاعر الصادقة والأحاسيس الدافئة، حيث لعبت وسائل التقنية الحديثة ووسائل التواصل الاجتماعي دوراً كبيراً في التواصل الإنساني في عدد من المناسبات المختلفة بعيداً عن الطريقة المُعتادة، وأصبحت بذلك بديلاً للزيارات المُتبادلة، كما أثّرت بشكل سلبي في طريقة تبادل التهاني بالعيد وألغت العلاقات الحميمة التي تربط الأهل والأصدقاء والزملاء الذين يمني الكثير منهم النفس وينتظر صباح العيد من كل عام ليرى أقاربه وأصحابه وأصدقاءه، ويتبادل معهم السلام والمعايدة. حلاوة السلام ويرى البعض أنَّ تلك الوسائل أثرت بشكلٍ سلبي على مشاعر الناس وأفقدتهم الشعور بحلاوة السلام، على اعتبار أنَّ هذه المشاعر تحوَّلت إلى مشاعر تقنيَّة باردة، فبدلاً من أن يسمع أحدنا صوت الآخر أو يراه، يقوم بإرسال رسالة مكتوبة بأحرف باردة خالية من المشاعر والأحاسيس، وقد لا يتردَّد البعض من هؤلاء في قص ولصق التهاني التي تصله على جواله، ومن ثمَّ إعادة إرسالها للغير، حتى إنَّ البعض رُبَّما أرسل الرسالة إلى الطرف الآخر دون أن يُدرك أنَّها ما تزال مُذيَّلةً باسم مرسلها الأصلي. ويرى كثيرون أنَّ التهنئة بالعيد عبر وسائل التواصل الاجتماعي ليس لها تأثير في النفوس كتأثير الزيارات أو الاتصال المباشر، مُضيفاً أنَّه مهما كانت العبارات أنيقة ورقيقة، إلاَّ أنَّها لا تغني أبداً عن اللقاء المباشر، كما أنَّها لا تغني أيضاً عن المجالسة والمؤانسة عن قرب، مع مرافقة الصغار لآبائهم وأمهاتهم في السلام، ليتعرفوا على أقاربهم ويصلوا أرحامهم. قيمة حقيقية ويؤكد مختصون أنه لابُدَّ من زيارة الأقارب ومشاركتهم الفرحة من خلال تناول طعام العيد مع بعضهم البعض، مشيرين إلى أن التقنية الحديثة أصبحت هي البديل للتواصل الذي يقرب الأحباب، سواء بالاتصال المباشر أو إرسال الرسائل، مُضيفاً أنَّه يبقى للاتصال قيمته ووقعه الجميل في القلب أكثر من الرسائل الباردة، موضحين أنَّ ذلك أفقد العيد قيمته الحقيقية، وأوضحوا أنَّ الرسائل المُكرَّرة فقدت طعمها ونكهتها نتيجة كثرة تداولها، حيث لم يعد لها قيمة؛ لأنَّها غالباً لا تقرأ، مُضيفاً أنَّ كثيراً من الرسائل التي بعثناها لأصدقائنا وأقاربنا ما لبثت أن عادت إلينا بنصها كما هي، كما أنَّ البعض أصبح ينزعج من هذه الرسائل، خصوصاً الأشخاص القريبون من المُرسل. التهنئة بالجوال لا تغني عن تبادل الزيارات للسلام

مشاركة :