قدمت الممثلة اللبنانية زينة دكاش أخيراً ورشة عمل في دبي حول العلاج بالدراما، وهو العلاج الذي يعد حديثاً في المنطقة ويقدم للمرة الأولى في الدولة، حيث كانت هذه الورشة نقطة البدء لسلسلة من الورش التي ستقدمها في دبي. وعرَّفت دكاش في حديثها لـ«الإمارات اليوم» هذا العلاج بكونه «يقوم على الجمع بين المسرح وعلم النفس، فالمسرح يمد المرء بالثقة بالنفس من خلال التعبير والأدوار التي يمارسها المرء في حياته، اذ يمرس الشخص على الأدوار التي يلعبها في يومياته ويقوي الأدوار الضعيفة التي يجب التركيز عليها». حياة سريعة في دبي لفتت زينة دكاش الى أنه في إطار الحياة السريعة في دبي يمكن القول ان الضغوط هي أكثر المشكلات التي قد تواجه الناس، وكيف يمكن التحكم بها، لأن عدم الاعتناء بالذات من شأنه أن يسبب الكثير من المشكلات الفردية للمرء، مشيرة الى ان هذا يؤثر في البيئة أيضا. وتحدثت عن تمرين يخفف الضغوط يقوم على وضع الموسيقى الهادئة، ويغمض الشخص عينيه ويبدأ بتخيل نفسه في لقاء مع أكثر شخصية تقوم بتنظيم حياته، ومع هذا المرء دقائق معدودة ليقيم حديثا مع هذا الشخص، ويتعلم منه، فهذا العلاج يريح الشخص، لأنه يذكره دائما بالقدرة على القيام بهذه الإنجازات. فيلم ثالث تحضر زينة دكاش لفيلمها الثالث، بعد أن حصدت جائزة المهر العربي في مهرجان دبي السينمائي عن الفيلمين الوثائقيين السابقين، وهو عن السجون في لبنان، وقد حضرت ثلاثة أفلام وثائقية عن السجون والفيلم الأخير عن الأمراض النفسية داخل السجن، لأن قانون العقوبات في لبنان لا يخدم المريض النفسي، بحيث ان المواد القانونية تنص على سجنه الى أن يشفى، مشيرة الى أنها قدمت اقتراحاً لتعديل القانون. وأكدت دكاش أن «العلاج بالدراما هو تخصص أكاديمي، ولكن للأسف لم يصل الى العالم العربي بعد، فهو يقدم في أميركا وبريطانيا واليونان، والمخولون بالقيام به هم من يتخصصون بالمسرح وعلم النفس، وكذلك بشهادة عليا في العلاج بالدراما». وأضافت «المسرح مهم ومطلوب للعلاج بهدف تقوية الأدوار الضعيفة، وكذلك علم النفس مهم كي يتمكن المعالج من تحليل الشخص، في حين أن العمل يتم بشكل شخصي في العيادة أو ضمن مجموعة». وشدّدت على أن العلاج ليس له علاقة بالتمثيل، بل يقوم على الحياة الواقعية وكيف نقوي الأدوار داخلنا، تماماً كالمعالج النفسي الذي يطرح المشكلات ولكن لا يقدم الحلول، لأن لا أحد يملك الحقيقة أو الحلول سوى الإنسان نفسه. ولفتت دكاش إلى أنها عملت في لبنان على مجموعات ولكن ضمن الفئات المهمشة، إذ تقدم العلاج للسجناء، فتعمل معهم على الماضي وكيف يتعلمون من الماضي للمستقبل، وكيف يمكن أن يكونوا أفضل في حياتهم المقبلة، كما أنها تقدم العلاج بالدراما لمن يحتاجون الى تطوير الثقة بالنفس والحديث أمام الناس، فكيف يمكن التحكم بالصوت وإيصال الرسالة، فهو علاج شامل جداً ويقدم في مجالات عديدة. أما تقنيات هذا العلاج، فهي تعتمد على اللعب المسرحي في البداية، ومنها تمارين على الصوت والتمرس على النظر بالعيون وتمارين المرآة مع الآخر، وهي كلها تمارين ثقة بشكل أساسي. ولفتت دكاش إلى أنها حين تعمل على مجموعة وقضية معينة، توزع المشاهِد والأدوار على المجموعة، حسب ما هم معنيون به، فمثلاً ان عملت على النساء اللواتي يتعرضن للعنف، فتوزع الأدوار على جميع النساء المشاركات، وبعد عرض المشهد تعرض الحلول، وهذا يختلف عن العلاج النفسي العادي، لأن العلاج بالدراما يضع احتمالات وحلولاً عديدة، ويتم بعدها رؤية نتيجة هذه الحلول المطروحة. ونوهت دكاش بأن هناك ما يسمى «سايكو دراما» وهي عبارة عن وضع خاص ومشكلة غير جماعية، بحيث يتم تبديل الأدوار كلها، فيتم الدخول في مكنون الآخر الذي يكون لدى المرء صراع معه لفهم كيف يتصرف. وحول المشكلات التي تواجهها في العيادة بشكل أكبر، أكدت دكاش أنها ترى في العيادة الكثير من المشكلات الخاصة بالثقة بالنفس مع المراهقين، وكذلك الخجل، وهناك أشخاص لديهم مشكلات بسيطة جداً كمقابلة لوظيفة جديدة، بينما هناك من يلجأون للعلاج مع مشكلات أكبر ومنهم مرضى السرطان، اذ يبحثون عن طرق لتحدي المرض نفسياً، فتزرع فيهم الأمل، بينما في السجون يكون العلاج حول اصلاح حياة قديمة تمتد جذورها الى العائلة، لكن يترتب على كل شخص أن يحدث التغيير في حياته، وشددت على أن هذا الشخص هو الذي يجب أن يلتزم بما يصله، فالتغيير ليس سهلاً على الإطلاق. أمّا النساء، فأكثر المشكلات التي تواجههن هي الطلاق، أو الزواج والتحول في العلاقة بسبب الضياع بين العمل والمنزل، لأن المرأة بعد العلاج تدرك أنه عليها أن تخفف من العمل قليلاً لأن دور الأم مهم جداً، كما أن هناك من يجدن التوازن من دون اللجوء إلى العلاج. الورشة التي قدمتها دكاش في دبي كانت لمجموعة من الأشخاص، مشيرة الى أن أكثر الهواجس التي تطرح في دبي هي أسئلة حول البقاء أو السفر، والعمل وغيرها، مشيرة الى أن عملها يكمن في تحويل الأدوار التي تلعب في الحياة الى المسرح، بينما يتم تحضير الأدوار التي يتمنى المرء أن يلعبها. ولفتت الى أن الشخص عليه المتابعة مع شخص من المجموعة بعد شهر، وكذلك بعد شهور، إذ يجتمعان ويقيمان ما غيَّرا في حياتهما، بينما هناك من يحب أن يتابع معها كمعالِجة. إلى جانب ذلك، تقدم التمارين الثانية الخاصة برسم القناع الخارجي والداخلي للشخص، فهناك عمل مسرحي، حول الأقنعة بحيث يؤدي شخصان الدورين ويصبح الشخص نفسه الجمهور، وهو من يقترح الحلول، لأنه يرى الأقنعة الخاصة به من مسافة. ولفتت الى أنها بين المسرح وعلم النفس، وجدت نفسها بين الاثنين، ويعجبها الجمع، فهناك توازن تجده مع هذين الدورين. ولفتت الى أن الأدوار الكوميدية التي تلعبها في التلفزيون وفي المسرح تجعل المرء يثق بها كمعالجة ويتقبلها بشكل أكثر.
مشاركة :