«مجالس الأعياد»: نقاشات «الكبار» تجبر الشباب على الهرب إلى «العالم الافتراضي»

  • 8/13/2013
  • 00:00
  • 9
  • 0
  • 0
news-picture

يمسك عبدالله محمد بهاتفه الذكي بكلتا يديه، وذهنه يبحر في فضاءات عالمه الافتراضي الإلكتروني الذي اختار من خلاله من يتواصل ويتحاور معه خلال جلوسه في اجتماع العائلة السنوي، الذي عادة ما تنعقد اجتماعاته تحت قبة مجلس أبيه وأعمامه لأربعة أيامٍ، تجتمع فيها عائلته الكبيرة كل عام في الطائف. عبدالله الذي سجل حضوره في مجلس العيد بالجسد من دون العقل، بلا مشاركة في أطراف الحديث أو النقاشات العامة التي لا تدع الأعراف الاجتماعية له سبيلاً بالمشاركة قبل أن يُردع بنظرة حازمة، أو مقاطعة من كبار العائلة سناً الذين لا يرون في دلو من هم في سنه شيئاً يستحق أن يدلي به وسط تلك النقاشات. وبين أخذ وجذبٍ في أطراف النقاشات التي تتمحور عادة في تحليل الأوضاع السياسية، وتأثيرات الربيع العربي على دول، مروراً بأزمات تصحيح أوضاع العمالة السعودية، مع مرور عابرٍ على الحملة التي ناقشت الحدث الأبرز على المشهد السعودي الداخلي في مواقع التواصل الاجتماعي من خلال التطرق إلى وسم «الراتب ما يكفي الحاجة»، قبل أن تأخذ قصص الأجداد وبطولاتهم وسير الكرم وثلة من القصص الخرافية التي تناقلها الرواة جيلاً بعد جيل، في حين تأخذ أنامل عبدالله راحة موقتة من الجري على وجه هاتفه المحمول روحة ومجيئاً عند إعلان رفع الجلسة إيذاناً بحلول وقت الطعام. وفور الانتهاء من وليمة العشاء، لم يقطع السكون المطبق عن المجلس سوى رشفات الشاي، إلا بأصوات المفرقعات التي بدأ صغار العائلة إكمال فرحتهم بالعيد باللعب بالنار، لتبدأ التساؤلات تتقاذف ذات اليمين والشمال عن كيفية توافر الكم الهائل من الألعاب النارية داخل أزقة الأسواق الشعبية، وبيعها للصغار قبل الكبار، رغم تصريحات مسؤولي الدفاع المدني الصحافية في محافظة الطائف التي جاءت بدهم نحو 29 بسطة للألعاب النارية في مواقع مختلفة من المحافظة، بيد أن السوق الشعبي الأبرز على مستوى المحافظة «برحة القزاز» بدا على غير العادة من الأعوام الماضية زاخراً بباعة الألعاب النارية ما كبر منها وصغر، لينتهي النقاش بالترحم على ضحية الألعاب النارية في أول أيام العيد في متنزه الردف، قبل أن يعود عبدالله للنظر بصمت إلى شاشة هاتفه المحمول، والإبحار في عالمه الافتراضي الخاص، وترك جسده حاضراً في المجلس العائلي من غير مشاركة.

مشاركة :