موقف حفتر يثير الدعوات لاستئناف المفاوضات بقلم: منى المحروقي

  • 7/4/2017
  • 00:00
  • 7
  • 0
  • 0
news-picture

موقف حفتر يثير الدعوات لاستئناف المفاوضاتمنح القائد العام للجيش الليبي المشير خليفة حفتر المجلس الرئاسي مهلة بستة أشهر لإنهاء معاناة الشعب الليبي متوعدا بالتوجه للخيار العسكري وهو ما أثار مخاوف داخلية وخارجية من إمكانية تولي الجيش للسلطة.العرب منى المحروقي [نُشر في 2017/07/04، العدد: 10681، ص(4)]شارف صبره على النفاد أثارت التصريحات التي أدلى بها القائد العام للجيش الليبي المشير خليفة حفتر الجمعة مخاوف الأطراف الداخلية والدولية والإقليمية الداعية إلى حل الأزمة سياسيا. وقال حفتر الجمعة خلال لقاء جمعه بأعيان القبائل الليبية “إن صبر الجيش نفد، هناك الآن مدة ستة أشهر وإذا شعرنا بأي تراخ وتردي وضع الناس أكثر، فالجيش سيتخذ خطوة في أي وقت ولن نستمع بعدها لأي أحد”. وأضاف “سيكون فعلا وليس مجرد كلمة وكل هؤلاء الذين تشاهدونهم الآن سيكونون خلف التاريخ”. وأكد حفتر أن قوة من سبها وأخرى من الشرق وقوات من الغرب ستدخل طرابلس التي تتركز بها حاليا قوات تابعة للقيادة العامة للجيش. وانعكس الصراع المسلح الذي تعيشه ليبيا منذ سنوات على الوضعين الاقتصادي والاجتماعي. ويقف الليبيون لساعات طويلة في طوابير أمام المصارف لسحب مبالغ بسيطة من مرتباتهم لا تتجاوز 250 دينارا (30 دولارا) لا يسددون بها شيئا من حاجياتهم في ظل الارتفاع المستمر للأسعار. وقال حفتر إن “أموال النفط تذهب للمصرف المركزي في طرابلس وثلثيها تذهب لشراء ذمم أناس من الخارج ليقاتلوننا بها، الطبيعي هو أن تذهب هذه الأموال للفقراء بدل هذه الطوابير أمام المصارف”. وأضاف “لا نريد الحرب ولكن إن أُرغمنا سنقوم بما لم نقم به من قبل”. وفهمت تصريحات حفتر على أنها مقدمة لعملية عسكرية قادمة تستهدف العاصمة طرابلس وتمهد لحكم الجيش. وتراوح الأزمة السياسية مكانها منذ نحو سنة إذ لم ينجح اللقاء الذي جمع حفتر برئيس المجلس الرئاسي فايز السراج في خلق ثغرة تنهي الجمود السياسي. وتعالت الأحد والإثنين الدعوات المطالبة بضرورة استئناف المفاوضات المتوقفة منذ نحو سنة. وفي الجلسة الافتتاحية لقمة دول جوار ليبيا التي انعقدت الأحد في العاصمة الإثيوبية أديس أبابا على مستوى الرؤساء، قال رئيس الدورة الحالية للاتحاد الإفريقي رئيس غينيا ألفا كوندي، إن “الحوار هو المخرج الوحيد من الأزمة في ليبيا”، مشددا على أن “الاتحاد يرفض التدخلات الخارجية في الشأن الليبي”. وأعرب كوندي في القمة المنعقدة على هامش القمة الأفريقية العادية التاسعة والعشرين، عن قلقه من توقف الحوار بين الأطراف الليبية، وتعثر عملية السلام. ودعا رئيس الاتحاد الإفريقي الأطراف الليبية إلى “تغليب منطق الحوار”، والانخراط في “حوار مباشر لحل الأزمة”، معتبرا أن “اتفاق الصخيرات هو المرجعية لحل الأزمة”. ودعا المبعوث الأممي الجديد إلى ليبيا غسان سلامة إلى ضرورة التسريع في إطلاق الحوار السياسي وفقا للآليات التي نص عليها الاتفاق السياسي على أن تكون ضمن رؤية شاملة لخلق أرضية توافقية واسعة لأي تعديلات يمكن أن يدخلها الليبيون أنفسهم على هذا الاتفاق. وتشير تصريحات سلامة إلى عزمه المواصلة على الخط الذي انتهجه سلفه مارتن كوبلر لينهي بذلك ما راج من توقعات الفترة الماضية حول إمكانية إلغاء اتفاق الصخيرات الموقع في ديسمبر 2015 وصياغة مشروع اتفاق جديد. وأكد السراج الأحد خلال مشاركته أمام اللجنة الأفريقية المعنية بليبيا أن التفاوض والحوار السياسي هما المخرج الوحيد للأزمة الليبية. وقال السراج بحسب مكتبه الإعلامي إن ذلك لن يتم إلا عبر استكمال تطبيق الاتفاق السياسي وصولا إلى تسوية سياسية تقبل بها جميع الأطراف. لكن تصريحات حفتر التي سبقتها تصريحات للناطق الرسمي للجيش أحمد المسماري التي أكد فيها انتهاء صلاحية الاتفاق السياسي في ديسمبر المقبل، دفعت الكثيرين إلى التشكيك في إمكانية استئناف جولات الحوار. ووقع الفرقاء الليبيون نهاية سنة 2015 اتفاقا سياسيا برعاية أممية في مدينة الصخيرات المغربية لكنه لم ينفذ بسبب رفض السلطات شرق البلاد لبعض بنوده وفي مقدمتها المادة الثامنة. وتنص المادة على تحول المناصب السيادية والعسكرية لسلطة المجلس الرئاسي بما في ذلك منصب القائد العام للجيش الذي يتولاه حاليا خليفة حفتر. لكن مع مرور أكثر من عام على توقيع الاتفاق دون اعتماد مجلس النواب، الذي يريد إدخال تعديلات على الاتفاق، لحكومة الوفاق، اعتبرت أطراف في شرقي ليبيا، أن الاتفاق انتهى، وهو ما ترفضه الأمم المتحدة. واستبعد مصدر برلماني رفض الكشف عن هويته إمكانية الذهاب لجولات حوار من جديد، لافتا إلى وجود انقسام داخل مجلس النواب بين مجموعة تدعو إلى تسلم الجيش لمقاليد الحكم وجماعة أخرى رافضة لعسكرة الدولة. وقال عضو مجلس النواب ورئيس كتلة السيادة الوطنية الرافضة للاتفاق السياسي على شكله الحالي، خليفة الدغاري إنه لا شأن للعسكريين والمشائخ والأعيان بالتدخل في السياسة أو تحديد مساراتها. وأبدى الدغاري في تصريحات تلفزيونية الإثنين استغرابه من المهلة التي منحها حفتر للسياسيين الليبيين. وأكد أنهم محكومون بالحوار السياسي، لافتا إلى حوار جديد سينطلق في مدينة لاهاي ليحدد خارطة طريق جديدة مع المبعوث الأممي غسان سلامة خاصة مع قرب انتهاء مدة اتفاق الصخيرات.

مشاركة :