«الراحل الفنان والمنولوجست أحمد علي العامر هو أخي الذي لم تلده أمي».بهذه العبارة وصف المخرج الإذاعي أحمد عمر العامر العلاقة الوطيدة التي ربطت بينه وبين رفيق دربه وجاره، في أمور كثيرة، فهما صديقان على طريق الحياة الطويلة، وهما متشابهان في اسميهما تشابهاً عميقاً، ولعل هذا التشابه هو ما ساعد على وقوع خطأ غير مقصود، عندما نُشرت صورة الإذاعي عمر العامر إلى جانب خبر وفاة المنولوجست علي العامر، لتنهال الاتصالات من الجهات الأربع على الحي تطمئن عليه من ناحية، وتعزيه فيمن قضى نحبه من ناحية أخرى!«كنا معاً طوال الوقت نأكل ونشرب ونسهر، كما كان يجمعنا تشابه كبير في كثير من الأمور»، يقول أحمد عمر العامر، في حواره مع «الراي»، كاشفاً النقاب عن أنه قبيل شهر رمضان الماضي بأسبوع واحد، وبينما كان يعتزم السفر إلى البحرين، بادر بزيارة صديقه أحمد على العامر، حيث كان يرقد على فراش المرض في مستشفى الصباح، ومكملاً: «خلال وجودي في البحرين بدأت الاتصالات تنهال عليّ، والجميع اتفقوا على جملة واحدة «انت ميت!»...إلى أن علمتُ لاحقاً بمفارقة صورتي التي رافقت خبر رحيل صديقي، كأنما أرادت لي أن أرتبط بلحظة وفاته بحدث لا يُنسَى»!عمر العامر أشار إلى أن آخر أعماله الاذاعية التي تولى إخراجها كانت بعنوان «رمضان في بناء الإنسان»، واصفاً الإذاعة بأنها «في تطوّر ونمو، وتضاهي الإذاعات الكبيرة مثل الموجودة في القاهرة وتونس وسورية»، كاشفاً عن أنه ظهر في التلفزيون ممثلاً فقط، لكن عشقه الأول والأخير يبقى للإذاعة وحدها، ومتطرقاً إلى وجوده في برنامج «صباح الخير يا كويت» على مدى 22 عاماً، وكذلك توليه إخراج البرنامج الإذاعي «صباح النور»، بعدما كان من نصيب منصور المنصور... وفي ما يلي التفاصيل:• هل هناك صلة قرابة ما بينك وبين الراحل الفنان والمنولوجست أحمد علي العامر؟- أحمد بالنسبة إليّ هو الأخ الذي لم تلده أمي. كنا معاً نقضي طوال الوقت، نأكل ونشرب ونسهر، كما أن هناك تشابهاً كبيراً بيننا في كثير من الأمور، أذكر منها على سبيل المثال والده يدعى علي وأخي اسمه علي، جدّه يدعى عبدالرحمن، وكذلك أخي، أنا كنت المدير الإداري في فرقة المسرح الكويتي، فانتسب هو إلى الفرقة، أنا موجود في الإذاعة وقبل سفري إلى البحرين كنت عنده في مستشفى الصباح لكي أطمئن على صحته وحاله، وأتذكر أن آخر ما قاله لي حينها، في حضور زوجته أم هشام: «أنتـــــظر الــــسفر إلى الخارج من أجـــل تلقي العـــلاج والشــــفــــاء»، فأجبــته بالقــول «إن شاء الله يا بـــو هــشــــام، يا ريـــت تـــروح».• «لك طول العمر»... كيف استقبلت الخطأ غير المقصود في تشابه الأسماء بينك وبين رفيق دربك؟- على وقع جملة «انت ميت!»، متبوعة بالصدمة والخوف، بدأت الاتصالات تنهال عليّ من جميع الأهل والأقرباء والأصدقاء والزملاء الفنانين لأجل أن يتأكدوا من صحّة خبر وفاتي الذي تم نشره في جريدتكم عندما وضُعت صورتي من باب الخطأ عوضاً عن صورة أخي الراحل «أبو هشام»، لكن عندما كنت أنا الشخص الذي يردّ على الهاتف كانت الأمور حينها تتضح بالنسبة إليهم، وللعلم هذه المرة الأولى التي أعيش مثل هذا الموقف، ولا أنكر أنه قد أثّر في نفسيتي كثيراً، ولكن هكذا كانت المفارقة، أن يربطني الموت بصديقي الراحل بموقف لا يُنسَى.• ما أعرفه أنه حينما استشهدت وفاء العامر ابنة الراحل أحمد علي العامر، تلقيتَ أن العزاء لأن والدها كان خارج الكويت؟- هذا صحيح، فقد كنت أعتبر الشهيدة وفاء مثل بناتي تماماً كما أعتبر والدها بمنزلة أخي، وحينما استشهدت إبان الغزو العراقي وأعدمت من قبل قوات الاحتلال بالشنق بعد إلقاء القبض عليها في 11 يناير 1991 في منطقة قرطبة، وهي تساعد المقاومة الكويتية ضد قوات الاحتلال، قمنا بدفنها في مقبرة صبحان وتلقيت أنا العزاء فيها، وكنتُ فخوراً بما قدمته فداء للكويت.• ما آخر البرامج الإذاعية التي توليت إخراجها؟- آخر البرامج الإذاعية التي أخرجتها كان بتكليف من مدير إدارة البرنامج العام في إذاعة الكويت سعد الفندي، وتمّ عرضه بواقع حلقة أسبوعياً في شهر رمضان المبارك بعنوان «رمضان في بناء الإنسان»، وهو من إعداد مشعل زمانان، وتقديمه أيضاً بمشاركة خالد الملحم، ومن تنفيذ محمد العجمي. وفي الوقت الحالي أقضي وقتاً من الراحة والاستجمام بعيداً عن ضغوط العمل.• كيف تقيّم وضع الإذاعة الكويتية اليوم؟- الإذاعة الكويتية في تطوّر ونمو، والأيدي التي تعمل فيها مجتهدة بشكل واضح، فقد بدأنا نشعر فعلياً بأن إذاعة الكويت شبيهة بالإذاعات الكبيرة مثل نظيراتها الموجودات في القاهرة وتونس وسورية.• أين تجد نفسك أكثر، في الإذاعة أم التلفزيون؟- ظهرت في التلفزيون كممثل فقط وكان ذلك في الماضي، لكن عشقي الأول والأخير يبقى للإذاعة فقط، ويكفي أنني منذ 22 عاماً مضت وأنا موجود في برنامج «صباح الخير يا كويت».• بما أنك ذكرت «صباح الخير يا كــويت»... حدثنا عن انضمامك إليه؟- تـــمّ بـــث البرنامج قـــبل الغزو بعشر سنوات، وقد شاركتُ في إخراجه بشكل دوري مع الزملاء منصور المنصور وعبدالعزيز الفهد وأحمد مساعد ومحمد عيسى، ثم تابع إخراجــــه الزميل مرزوق المعـــــتوق منفرداً. وبـــــعد التحــرير عدتُ إليه وأمسكت في زمام الأمور، حيث أصـــبح طاقم العمل فيه كويتياً خالصاً، وفـــعلاً أنا فخور بأنني من صنّاع هذا الــــبرنامج الرائع.• توليتَ إخراج البرنامج الإذاعي «صباح النور» بعد أن كنت فيه مخرجاً مساعداً.. كيف حصل ذلك؟- هذا البرنامج كان من تقديم ألطاف السلطان ومنى طالب ومحمد المصنور، ومن إخراج منصور المنصور، وكنت أنا المخرج المساعد، حيث تمّ تكليفنا فيه ببث مباشر، وبعد نجاحه في أول بث له حظينا بالثناء والمديح من حمد المؤمن وعبدالعزيز جعفر الذي اقترح علينا بعض الموضوعات، وفي اليوم التالي اختفى مخرجه منصور المنصور، فتوليت مهمة إخراجه مع المهندسين ماجد سلطان ومبارك الحديبي.• هل الدراما الكويتية اليوم قوية مقارنة بالماضي؟- في أيامنا الحالية أصبحنا نرى وجوهاً جديدة من الممثلين وعدداً من مخرجات من المعهد العالي للفنون المسرحية ذوات طاقات كبيرة وهو أمر جميل، لكن لو قسنا المسألة على صعيد النصوص فلا يمكن مقارنتها بتلك التي استمتعنا بها في الماضي، بسبب عدم وجود ذلك العمق في المضمون والطرح في النصوص الحالية.• كيف انضممت إلى فرقة «المسرح الكويتي»؟- بسبب جاري المسرحي محمد النشمي، وكان ذلك في العام 1954، حينما أخبرني أنه بصدد تأسيس فرقة مسرحية جديدة تُدعى «المسرح الكويتي» كجمعية نفع عام، فانتسبت اليها مع عبدالرحمن شهاب، وكنا الأصغر سناً بين الأعضاء. ومنها شاركت في أول عمل تمثيلي لي بعنوان «حظها يكسر الصخر» من تأليف وإخراج محمد النشمي، وشاركني التمثيل النشمي نفسه إلى جانب الدكتور صالح العجيري، عايشة إبراهيم، سعاد عبدالله وليلى الصالح، وتم عرضها في 21 نوفمبر 1964 على مسرح كيفان.
مشاركة :