أبوظبي: سلام أبوشهاب، وام طالب سمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان، وزير الخارجية والتعاون الدولي، أمس الثلاثاء، قطر بالتوقف عن دعم الإرهاب وتمويله، مشيراً إلى أن «الأزمة لا تقتصر على مواجهة الإرهاب، إذ إن لمواجهته لابد من التصدي لخطاب الكراهية، ووقف تمويل الإرهابيين وإيوائهم، فقطر سمحت وآوت وحرّضت على الإرهاب، لذا نقول لها كفى يا قطر دعماً للإرهاب». وأكد سموه، في مؤتمر صحفي مشترك مع نظيره الألماني زيجمار جابرييل، أن الدول المقاطعة لاتزال تنتظر الرد القطري عبر الوسيط الكويتي. وقال إنه على قطر وقف تمويل الإرهاب وإيواء الإرهابيين والمتطرفين، مؤكداً أن أية خطوات مستقبلية ستتخذها الدول المقاطعة «ستتوافق مع القانون الدولي». وأوضح أنه «من المهم أن ننظر إلى كافة التحديات.. لا يمكن أن نكون في مجتمع دولي يريد أن يصل إلى القضاء على صوت التطرف بدون اجتثاث هذا العمل بشكل واضح ومشترك».قال سمو الشيخ عبد الله بن زايد، إننا في انتظار وصول الإخوة من الكويت، وبعد أن نرى ورقة الرد القطرية وتدارسها سيكون القرار، وأعتقد من المفيد والمجدي، وتقديراً لجهود الشيخ صباح الأحمد الصباح أمير الكويت، سيكون الرد عبر المبعوث الكويتي، وليس من خلال وسائل الإعلام. وأشار سموه إلى انه لا يريد أن يسبق الأحداث للخطوات المقبلة، وان أي خطوة سيتم اتخاذها في حال عدم استجابة قطر ستكون في إطار القانون الدولي. وقال سموّه: «كان اللقاء فرصة للتحدث عن التطورات في الأزمة القطرية، وسنستمر في مشاوراتنا بعد هذا اللقاء الصحفي في هذه المجالات».وقال وزير الخارجية الألماني «التقينا كثيراً في الأشهر والأسابيع الماضية، وكان الحوار دائماً مثمراً، وحصلت على معلومات مفيدة عن تطور دولة الإمارات والمنطقة».وأضاف «لدينا أيضاً علاقات جيدة جداً في مجال الأمن والتعاون العسكري في ما يخص التبادل حول مكافحة الإرهاب والتطرف، ونحن شركاء قريبون ووثيقون في هذا المجالات. ومن الجيد اليوم أننا تحدثنا عن الكثير من المسائل التي تهمنا»، لافتاً إلى أنه جرى الحديث عن الوضع في منطقة الخليج والأزمة القطرية، وقال «نحن نتشارك رأي الإمارات، فكل نوع من تمويل الإرهاب والتطرف وإيواء المتطرفين يجب إنهاؤه ونتفق أيضاً في الرأي أن ذلك يخص كل المنطقة». وقال «الآن أمامنا الفرصة في الأزمة القطرية لنصل إلى نتيجة جيدة لكل المنطقة، ولا يتعلق الأمر في الوقت نفسه بالمساس بالسيادة القطرية، وكيان الدولة، ويجب العودة إلى العمل المشترك في مجلس التعاون الخليجي، وهذا بالنسبة للأوروبيين مهم جداً، فبالنسبة لنا مجلس التعاون الخليجي هو ضامن للاستقرار والأمن في المنطقة».ورداً على سؤال عن الأزمة القطرية، وما إذا كانت هناك توقعات بإصدار عقوبات اقتصادية وسياسية اليوم، أو بعد اجتماع القاهرة، قال سموّ الشيخ عبدالله بن زايد «نحن حتى الآن في انتظار إيصال الإخوة من الكويت للرد القطري الذي تسلموه (أمس الأول)، وبعد أن نرى هذا الرد، ونتدارسه سيكون القرار. وأعتقد أن من المفيد والمجدي، وتقديراً للشيخ صباح الأحمد الصباح، أمير دولة الكويت الشقيقة، ألا يكون هذا الرد عبر وسائل الإعلام، بل عبر المبعوث الكويتي، واتصالاتنا المباشرة معه».وأضاف سموّه «أعتقد من السابق لأوانه، أن نتحدث عن ما هي الخطوات التالية والإجراءات التي يمكن أن تتخذها الدول، وهذا كله يعتمد على ما سنسمعه من الإخوة في الكويت، والحوارات التي ستتم فيما بيننا ودراسة الردود؛ فلا أريد أن أسبق الأحداث في ما يتعلق بالخطوات القادمة. لكن أريد أن أؤكد أن أي خطوات ستقوم به هذه الدول في حال عدم استجابة دولة قطر، ستكون في إطار القانون الدولي من إجراءات يحق لدول ذات سيادة أن تتخذها ضد أي طرف آخر».وأضاف سموه: «زميلي وزير الخارجية الألماني، ذكر نقطة مهمة في ما يتعلق بتمويل الإرهاب الذي أريد أن أذكره بأنه من المهم جداً أن ننظر للتحديات كافة في هذا الأمر، فالأمر لا يقتصر على الإرهاب فقط، بل يترتب مواجهة التطرف وخطاب الكراهية وتسهيل وإيواء المتطرفين والإرهابيين وتمويلهم أيضاً».وأضاف سموّ الشيخ عبدالله بن زايد «نحن في هذه المنطقة نرى مع الأسف أن الشقيقة قطر سمحت وآوت وحرضت على هذا كله، ولم نصل إلى هذه القرارات بسهولة، لكن بعد سنوات من العمل ومحاولة إقناع الأشقاء في قطر، لكن مع الأسف لم نجد الشريك الذي يريد أن يتعامل معنا بهذا الشأن، لكن نأمل بالخطوات التي اتخذناها بمساعدة شركائنا، بمن فيهم ألمانيا، إيصال صوت العقل والحكمة إلى القيادة في قطر، بأنه كفى دعماً للإرهاب وللمحرضين وكراهية خطاب المحبة والتسامح والتعايش. وكفى أن تكون قطر حاضنة لهؤلاء ومفسدة للفرحة والبسمة والاستقرار في المنطقة». ورداً على السؤال ذاته قال جابرييل «الإمارات لها صدقية كبيرة جداً في المنطقة، ونرى في بعض البلدان نوعاً من التقدم، وفي البلدان الأخرى لا نرى تقدماً كافياً». وأضاف: «رأيت دائماً أن الإمارات كانت لديها رؤية شاملة لمكافحة الإرهاب ووقف تمويله». وأكد «بطبيعة الحال هناك مشاورات عن المؤسسات الدولية وإسهامها في هذا الموضوع، لبناء الثقة أيضا، ويتعلق الأمر الآن بجدية العمل، وسوف ننظر الآن إلى رد قطر». وقال «هناك إمكانات كافية لمنع تصعيد الوضع، ولذلك لا أرى أن من المجدي أن نتحدث الآن عن كل الاحتمالات، ويجب أولاً أن نرى ما هو الموضوع على الطاولة، وهذه هي الرسالة الصحيحة، ويجب أن ندرس الرد وبعد ذلك سنرى ما سيحدث». حضر اللقاء الدكتور سلطان بن أحمد الجابر وزير دولة.
مشاركة :