واشنطن:«الخليج» كشف تقرير محاسبي أمريكي مستقل حصلت «الخليج» على نسخة منه، عن حصول شركة الخطوط الجوية القطرية على 491 مليون دولار على الأقل على شكل دعم حكومي خلال السنة المالية المنتهية في 31 مارس/ آذار 2017، ما يعد انتهاكاً لاتفاقية رئيسية مع الولايات المتحدة الأمريكية.ورغم هذا الدعم الحكومي السخي فإن خسائر التشغيل في الشركة بلغت 703 ملايين دولار للسنة المالية 2017 وهو رقم أكبر بكثير من خسائرها للعام الذي سبقه البالغة 358 مليون دولار.وبهذا الدعم الحكومي فإن «القطرية» حصلت منذ عام 2004 على نحو 26 مليار دولار من الحكومة القطرية. «القطرية» ادعت في تقريرها المالي السنوي أنها حققت أرباحاً تصل إلى540 مليون دولار خلال السنة المالية المذكورة، إلا أن مراجعة دقيقة لتقريرها المالي كشفت عن أن الشركة تكبدت خسائر تشغيل فادحة. بيع عقارات وإمعاناً في تزييف التقارير المالية، عددت الشركة مصادر الأرباح في: أولا: تحقيق أرباح بمبلغ 37 مليون دولار من أعمال فندقية، بينما هي مبالغ حصلت عليها من الحكومة.ثانيا: منحت الحكومة القطرية الشركة مساعدات على شكل حقوق حصرية في تشغيل سوق حرة وبيع المشروبات الكحولية وهو المصدر الذي عزا التقرير أرباحاً بلغت 298 مليون دولار إليه.ثالثا: تضمن التقرير مبلغ 591 مليون دولار مكاسب من بيع عقارات ومصنع وتجهيزات. ونظراً لعدم ذكر تفاصيل كافية في التقرير المالي حول طبيعة هذه العمليات فإن مصدر هذا المبلغ والأطراف الشريكة فيه غير معروفة، ويرجح أن يكون من الحكومة. وهكذا يكشف التقرير بما لا يدع مجالاً للشك أن المبالغ حصلت عليها من الحكومة ولا صلة لها بعمليات الشركة، وأنه حال شطب هذه المصادر من الأرباح، وبعد احتساب نفقات التشغيل فإن القطرية تكبدت عملياً خسائر تصل إلى 703 ملايين دولار خلال السنة المالية 2017.كما أوضح التقرير الأمريكي أن القطرية تتكبد خسائر تشغيلية وأنها غير قادرة على تحقيق الربحية بدون الدعم الحكومي، مشيراً إلى أن الشركة تحتل المرتبة الرابعة عالمياً في ترتيب الشركات الأسوأ أداء على مستوى قطاع الطيران المدني. أرقام مضللة وذكر التقرير أن القطرية أوردت مصادر دخل مماثلة في تقرير العام الذي سبقه، يضاف إلى ذلك أن الشركة أوردت مبلغ 135 مليون دولار، ضمن أرباح السنة الحالية ناتجة عن عمليات لها صلة بطرف ثالث كما أوردت تكاليف دين بدت أقل بكثير من متوسط تكاليف الدين في أسواق المال أو القروض التجارية. وفي سياق تغطيتها لأرباح القطرية ذكرت مجلة «إيرلاين ويكلي» في عددها الصادر بتاريخ 19 يونيو/حزيران 2017 أن «هذه الأرقام مضللة» وأوضحت أن النقطة المهمة هنا هي أن «القطرية نفسها كشركة طيران لم تحقق أرباحا العام الماضي».وقال جيل زوكمان كبير المتحدثين باسم شراكة من أجل الأجواء المفتوحة: «لا يوجد مستثمر عاقل يضخ أموالاً في شركة تخسر ملايين الدولارات. وحتى مع نصف مليار دولار من الدعم الحكومي وحقوق تشغيل السوق الحرة وبيع المشروبات الكحولية، تبقى القطرية من أسوأ شركات الطيران العالمية أداء وتشبه شركات فاشلة من طراز«إير برلين» و«أليتاليا». إغراق السوق وعند إطلاق التقرير السنوي للقطرية عرض رئيسها التنفيذي أكبر الباكر استراتيجية توسع ونمو الشركة كأهم عوامل تحقيق الأرباح. وفي واقع الأمر يكشف التقرير المالي عن خسائر كبيرة تكبدتها القطرية تشكل نسبة 7% من إجمالي عائداتها.وخلال السنة المالية المنتهية عام 2016 بلغت خسائرها نسبة 4% من إجمالي عائداتها ما يكشف عن ارتفاع مستمر في حجم خسائر الشركة رغم الدعم الحكومي. ومن الواضح أن الدعم السخي الذي تحصل عليه الشركة من الحكومة القطرية يتيح لها الاستمرار في توسيع شبكة خطوطها الخاسرة على الرغم من تكبدها تلك الخسائر. وهذا يقدم أوضح دليل على أن الشركة تستخدم الدعم الحكومي في إغراق السوق عبر تقديم تذاكر بأسعار منخفضة.ويشكل مبلغ 491 مليون دولار الذي حصلت عليه القطرية من الدعم الحكومي دليلا آخر على أن تلك المساعدات التي تفسد الأسواق في خرق واضح لاتفاقية الأجواء المفتوحة بين قطر والولايات المتحدة فهذه الاتفاقيات تهدف إلى تشجيع قطاع الطيران المدني العالمي وضمان عدالة المنافسة وتكافؤ الفرص أمام الجميع من خلال القضاء على التجاوزات ومنها الدعم الحكومي.كما ورد أيضا في التقرير السنوي للشركة أنها «تهدف للحفاظ على التوازن بين استمرار التمويل والمرونة من خلال استخدام مواردها الخاصة والتمويل الذي تحصل عليه من الحكومة القطرية والتسهيلات المصرفية».
مشاركة :