حالة من الرعب تعيشها الطالبات المسلمات في بريطانيا، بعد الغدر بالمبتعثة السعودية ناهد المانع (32 عامًا)، والعثور عليها غارقة في دمائها أثر تعرضها لـ16 طعنة، مع ترجيحات أن يكون متعصب قد هاجمها بسبب زيها الإسلامي. وحسب ما نشرته صحيفة "هافنجتون بوست" في نسختها البريطانية، تزايدت مخاوف وقلق الطالبات المسلمات في الوقت الذي يجدن فيه أنفسهن مضطرات إلى الخروج من منازلهن لأداء امتحانات الفصل الدراسي الثاني. وأضحت الطالبات المسلمات يفكرن أكثر من مرة قبل اتخاذ القرار بالخروج من منازلهن. ودعا مسؤولو جماعات مسلمة في بريطانيا الطالبات إلى موازنة مخاوفهن من التعرض لهجوم مع اهتمامهن بدراستهن وإتمامها بالاستعداد الجيد للامتحانات وعدم الخوف من النزول لأدائها. وعثرت الشرطة على جثة ناهد التي جاءت إلى بريطانيا قبل ستة أشهر من وفاتها، ملطخة بالدماء، الثلاثاء الماضي (17 يونيو 2014) في تمام الساعة 10:40 بتوقيت بريطانيا، وكانت قد ألقت القبض على خمسيني من سكان كولشستر بعد الاشتباه في تورطه بالجريمة. وأعلنت الشرطة رسميًّا بعد انتهاء التشريح أن السبب وراء الوفاة هو الجروح التي أصابت المجني عليها بسبب طعنات السكين، وقالت إن الجاني أصاب الفتاة بجرحين غائرين كانا يكفيان للقضاء على حياتها، إلا أنه أمطرها بوابل من الطعنات في أماكن متفرقة من الجسد: الرقبة والرأس والذراع. ولا تستبعد الشرطة البريطانية أن تكون المبتعثة ناهد التي كانت تطمح إلى الحصول على شهادة الدكتوراه، تلقت الطعنات الـ16 التي أودت بحياتها بسبب ارتدائها الزي الإسلامي المكون من العباءة والحجاب. من جهتها، وصفت كاميليا خان رئيسة اتحاد مجتمعات الطلاب المسلمين "FOSIS" ما تعرضت له الطالبة السعودية بالحادث الوحشي، وأنه يشكل ضربة هائلة لمجتمع الطلاب المسلمين في بريطانيا، حال ثبت أن كراهية الإسلام كانت هي الدافع وراء ارتكاب الجريمة. كما أوضحت أنه لا ينبغي أن يعيش أي طالب في ذعر قاتل بسبب تعبيره عن إيمانه ظاهريًّا، داعيةً الجامعات إلى رفع الوعي بشأن انتشار التحامل والكراهية ضد المسلمين، والاهتمام بالتدليل على ذلك برصد الحالات التي يتعرض لها المسلمون والتوعية بها في حرم الجامعات خلال الأسابيع المقبلة. وحثت خان الجامعات على التركيز على استراتيجية طويلة الأجل لمعالجة الخوف من الإسلام والهجوم عليه، على اعتبار أن مقتل الطالبة السعودية مظهر ضمن العديد من المظاهر العنيفة التي تشكل تحولاً اجتماعيًّا في الموقف تجاه المسلمين.
مشاركة :