الحوار وليس الحصار‬ .. وكفى تهريجاً ‬‬‬

  • 7/6/2017
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

بقلم - رئيس التحرير(‬ صالح بن عفصان العفصان الكواري) ..‫تمخض الجبل فولد فأراً‬..هذا مثل عربي يضرب لمن يتوقع منه الكثير ويفشل ولا يأتي حتى بالقليل، كالجبل تماماً بضخامته، يخرج من بين شقوقه فأر تافه صغير.‬ ينطبق هذا المثل تماماً على الضجة التي أثارتها دول الحصار وتهديدها بفرض المزيد من العقوبات على قطر حال لم تستجب لمطالبها الـ 13 التي قدمتها إليها، بدعاوى ومزاعم دعم الإرهاب وهو ما عجزت حتى اليوم عن إثباته بأدلة وقرائن واضحة وملموسة.‬ تحول اجتماع النظر في رد دولة قطر على مطالب دول الحصار، إلى اجتماع مخطط له مسبقاً، كما قال وزير الخارجية المصري أو إلى اجتماع تنسيقي، كما قال وزير الخارجية البحريني .!! يا سبحان الله، هرج وهوس وحملات تضليل واستعجال الرد وصراخ بضرورة الاستجابة للمطالب وعدم التفاوض بشأنها، بل التنفيذ الفوري والقبول بالأمر الواقع، وفي النهاية الاكتفاء فقط بالمتابعة والتشاور واستمرار الحصار.‬ إنه التهريج والفشل الذريع والصريح بحيث لم يجد وزراء خارجية دول الحصار مبرراً لفرض مزيد من العقوبات على قطر، لأن حججهم منذ البداية كانت واهية ومواقفهم ضعيفة، فقط حركهم الحسد وتملكتهم الغيرة على قطر التي أقلقتهم ومزقت أحشاءهم بالنجاحات والإنجازات التي تحققها كل يوم على الصعيد الوطني أو على المستويين الإقليمي والدولي.‬  فوضى وارتباك واضحان خلال المؤتمر الصحفي بعد الاجتماع التنسيقي!! الذي تسيده وزير الخارجية المصري وظهر ربعه الباقون وكأنهم كومبارس في حفلة سهر ليلية حمراء، جن فيها جنون مرتزقة الصحافة والإعلام المصري، وهم يعربون عن خيبة أملهم وفجيعتهم من البيان الهزيل الذي خرج به الوزراء الأربعة، كونه لم يشدد العقوبات على قطر ولم يفصح بطردها من مجلس التعاون .!!‬ هذه حال الصحافة والإعلام المصري منذ الأزل، أداة للتحريض وزرع الفتن والصيد في المياه العكرة وأكل الفتات وعلى كل الموائد دون مراعاة لشرف المهنة وقدسية الرسالة، بل النظر للجيوب والنباح بقدر ما يقبضون من شتى أنواع وأصناف الرز.‬ ربما غيّر الاتصال الهاتفي الذي أجراه الرئيس ترامب مع الرئيس المصري أثناء الاجتماع الرباعي وأكد فيه على أن يكون الحوار هو السبيل لحل الخلاف السياسي، من لغة البيان، ونحن لا نستغرب ولا نستبعد ذلك، لأن قرارات هذه الدول ليست بيدها وأنها عادة ما تسعى لتنفيذ أجندة لا تعلم عواقبها على سيادتها وفائدتها ومصالح أشقائها والأمة والمنطقة بأسرها !!‬ وحقيقة لم تخرج دعوة الرئيس الأمريكي وغيره من زعماء العالم والهيئات والمؤسسات الدولية من حيث الدعوة للحوار عما ظلت تنادي به دولة قطر وتؤكد عليه منذ تفجر هذه الأزمة، وهو أن أفضل وسيلة لحلها وتجاوزها هو الحوار وليس الحصار .. التقارب والجلوس للتفاوض، وليس التباعد والتباغض. هكذا نجحت الدبلوماسية القطرية الهادئة والرزينة بامتياز في مواجهة دبلوماسية الانفعال وعدم الاتزان .. نجحت قطر بقيادة حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى في إدارة هذه الأزمة المفتعلة، فلم تعاقب أو ترد بالمثل وكانت قادرة على ذلك ما يدل على مدى الحلم والتسامح الذي تتسم به الشخصية القطرية والشعب القطري، وذلك لعمري درس في الأخلاق، حري بدول الحصار حفظه والاستفادة منه.‬ قال وزير الخارجية الإماراتي خلال المؤتمر الصحفي إن على قطر أن تكون أداة للتعمير بدلاً من التدمير وأن ترسم البسمة بدلاً من الحزن، عجباً لك ياولد زايد، لماذا تبخس الناس أشياءهم ، لهذه الدرجة وصل الحقد على شقيقتكم قطر.. وأنا أسألك هنا مَن زار قطاع غزة بعد العدوان الإسرائيلي عليها عام2012 والتقى أسر الضحايا والشيوخ والأطفال وزرع البسمة وجبر الضرر ووزع المساكن على أهلنا في القطاع، أليس هو صاحب السمو الأمير الوالد الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني «حفظه الله ورعاه».‬ من زار جنوب لبنان بعد العدوان الإسرائيلي وأعاد الإعمار وجبر الضرر وزرع البسمة على الأهل هناك ؟ أليس هو صاحب السمو الأمير الوالد «حفظه الله ورعاه «.‬ من أعاد الوئام إلى لبنان والسلام والاستقرار لدارفور ؟ من حقق السلام بين الدول وكفل اليتامى والأرامل وأغاث المحتاجين والمتضررين في كل مكان أليست هي قطر تميم المجد ؟‬من أسس وفتح المدارس للأطفال وأقام مشاريع التوظيف للشباب وساعد الدول والأشقاء والأصدقاء عند الحاجة ؟ أليست هي قطر تميم المجد.‬  قطر تعلّم الآن ياولد زايد 7 ملايين طفل في أكثر من 42  بلداً حول العالم، قطر وفرت أكثر من300 ألف وظيفة للشباب في دول الشمال الإفريقي، لا أستطيع أن أذكر أو حتى أجاري قطر في مشاريعها الخيرية والإنسانية والقومية، فأرنا ماذا فعلتم أنتم في إمارة أبوظبي، بعد أن نجحتم بجدارة لا تحسدون عليها في تمويل الإرهاب واحتضان وتبني الإرهابيين  والمتمردين ودعم الانقلابيين والتنكر لخيارات الشعوب، فأخذتكم العزة بالإثم، فسعيتم في الأرض خراباً، بأموال شعب أبوظبي  الشقيق، تبعثرونها كيفما تشاؤون والله سائلكم عنها يوم لا ينفع جاه ولا سلطان، ولا ابن زايد ولا ابن سلمان.‬ أما وزير خارجية الدولة « الترلة « فقال رداً على أحد مرتزقة الصحافة  المصريين عندما سأل عن سبب عدم طرد أو تجميد عضوية دولة قطر في مجلس التعاون، إن ذلك سينظر فيه في اجتماع لدول المجلس !! غريب أمر هذا الوزير الذي أبدينا رأينا فيه في مقال سابق، لماذا أصلاً عقدتم الاجتماع في مصر، الأزمة خليجية، لماذا نقلتموها لمصر، علاقة قطر مع المحروسة معروفة، فما دخل مصر أن تحشر أنفها العفن في  شؤون دول مجلس التعاون، أم أنكم تعتبرون البيت والجيب واحداً « وكلنا أهل ونسايب» !!‬ الكل تساءل عن مغزى عقد الاجتماع «الفشنك» في مصر، أصبحتم ألعوبة في يد الوزير سامح شاكر أو بالأحرى «جاحد حاقد» ، فقد كان منفعلاً كربعه في أجوبته،متوتراً، غير متزن ولا متوازن وهذا لم نعهده في وزراء خارجية مصر التي كانت.  ‬ لك الله يا قطر، فقد ألجمت بدبلوماسيتك النشطة وقوة منطقك ورجاحة موقفك، حملات الكيد والشيطنة والغرض والمرض والاستهداف الرخيص فانحاز العالم إلى جانبك، كسبت الاحترام، وحصدت دول الحصار الخسران المبين، شوهت سمعتها وثبت للعالم مدى هشاشة وميوعة مواقفها، وتأكد للجميع أنها دول وأنصاف دول بلا مبادئ وبلا أخلاق أو أهداف، بل ضياع وتيه وتوهان.‬ قطر التزمت في كل تحركاتها وحتى في ردها، بالقانون والمواثيق الدولية التي تحرم التدخل في شؤون الدول الأخرى،  وإلصاق التهم جزافاً بحقها والإساءة إليها، أما دول الحصار، فكانت تتصرف وكأنها في غابة، تريد أن تأخذ القانون بيدها وتملي إرادتها على غيرها، ليقاطعوا حليفتهم إيران ويحاربوا الإرهاب الذي يؤوونه ويمولونه نيابة عنهم.‬ اختصر الاجتماع التنسيقي المعد له مسبقاً ! كل المطالب في محاربة الإرهاب، وتناست دول الحصار أنها هي من صنعته ومولته وتبنته، دولاً وأفراداً وجماعات، وأصبحت الآن تتباكى عليه وتتهم قطر بدعمه !!‬ انفض السامر، ولا جديد، فربحت قطر المعركة، سياسياً واقتصادياً وإعلامياً ودولياً ،لن تنصاع ولن تنكسر، وانكشفت دول الحصار وافتضح أمرها وخابت وخاب كل  ظن فيها بالقدرة على مناطحة قطر ولي ذراعها لإدخالها حظيرة الخيانة للأمة وزريبة التبعية لأعداء النجاح.‬ نقولها بملء الفم، لقد كسبت قطر الرهان وكانت عند الموعد، قالتها بصوت عال لا يعرف الخوف والتردد، لا للوصاية .. لا للتركيع .. لا لسلب القرار الوطني .. نعم للسيادة .. نعم للتفاوض .. نعم للحوار الجاد لا حوار الطرشان.     ‬لا يسعنا في هذه السانحة إلا أن نتقدم بوافر الشكر وعظيم الامتنان لدولة الكويت الشقيقة بقيادة أمير الإنسانية صاحب السمو الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح للدور الفاعل الذي اضطلعت به لإنهاء هذه الأزمة والوصول بها إلى بر الأمان، والشكر أجزله لكل الدول الشقيقة والصديقة التي ساندت موقف قطر الواضح والشجاع ووقفت إلى جانب الحق وسعت ودعت لانتهاج الحوار سبيلاً لتجاوز الفتنة.‬ورغم كل ما حدث نتمنى أن تتجاوز دول مجلس التعاون هذه الأزمة غير المسبوقة، ونؤكد أن دولة قطر لن تخسر شيئاً حتى لو استمر الحصار إلى ما لا نهاية، بل غيرها هو من يخسر الكثير، ماله، وسمعته وثقة شعبه.‬ ستبقى قطر تنظر دوماً إلى أعلى الجبل، وهي إلى جانب شقيقاتها دول مجلس التعاون في خندق واحد، خدمة للمصالح العليا المشتركة والمصير الواحد المشترك وقضايا الأمة والتصدي لكل التحديات التي تواجه المنطقة وفي مقدمتها العدو الأول المشترك الإرهاب والاحتلال.‬ ‬ editor@raya.com

مشاركة :