(د ب أ)- أكد الفريق الركن عبد الغني الأسدي قائد جهاز مكافحة الإهاب بالعراق أن مدينة الموصل لم تُدمر بشكل كامل، وأنه لا توجد معلومات مؤكدة لدى الأجهزة الأمنية حول مصير أبو بكر البغدادي زعيم تنظيم داعش. وقال في تصريحات لوكالة الأنباء الألمانية، «إن انتهاء معركة تحرير الساحل الأيمن للموصل أصبح وشيكا، وأن أياما معدودة وربما ساعات تفصلنا عن إعلان التحرير الكامل». وأضاف أن «التقديرات العسكرية تشير إلى أن عدد مقاتلي التنظيم بالموصل الآن لا يتجاوز المئة عنصر إن لم يكن أقل”، كاشفا عن أن «أغلبهم انتحاريون ومن جنسيات أجنبية». وردا على التشكيك في ما تعلنه القوات الحكومية من تقدم على الأرض أو الحديث عن صفقةٍ ما لتهريب عناصر التنظيم من المدينة، نظرا لعدم توافر صور أو بيانات بشأن مصير العشرات من الآلاف من المقاتلين الذي كانت تحدثت تقارير إعلامية عن وجودهم في المدينة، قال: «لا توجد صفقات ونرجح أن التقديرات الأولية كان مبالغا فيها، وعلى أي حال، فعملياتنا مستمرة بعزم ولا نلتفت للأحاديث الإعلامية.. وبالنسبة للصور، فالمصورون والمراسلون الحربيون دائما يكون وجودهم محددا بمساحات متعارف عليها». وأرجع عدم دقة هذه التقارير إما لعدم وجود مصادر دقيقة أو لمحاولة التضليل والتخويف من مواجهة التنظيم. أما عن توقعاته لعدد من نجح من عناصر التنظيم في الفرار لخارج الموصل، قال: «ربما يكون هناك من خرج خلال تحرير الساحل الأيسر، أو في بداية العمليات بالساحل الأيمن، ولكن منذ شهرين ونصف تقريبا فإن عناصر التنظيم محاصرون تماما ولا يوجد أي منفذ يستطيعون الهروب من خلاله، ورجح أن من هرب قد توجه إلى سورية وليس إلى مكان آخر داخل العراق». وتحدث عن محاولات قام بها عناصر التنظيم للهروب في صفوف النازحين، وأشار إلى إلقاء القبض على كثيرين منهم في مناطق التدقيق الأمني. واستنكر الأسدي ما يقال بشأن أنه تم تسهيل سيطرة داعش على مناطق للسنة بالعراق لفتح الباب لإيران وقواتها، وعلى رأسهم قائد فيلق القدس بالحرس الثوري قاسم سليماني، لدخول هذه المناطق، فضلا عما يطرحونه عن قيادة الأخير لمعارك تحرير الموصل، وأكد أن «الجيش العراقي لا يحتاج لفلان أو فلان … ولا يوجد جندي أجنبي واحد على أرض العراق.. الإعلام المضلل هو الذي دائما يستدعي مواقف سياسية معينة ويفتح الباب باتجاه إيران أو تركيا.. وهذا كله كلام عار تماما عن الصحة». وعن أعداد المدنيين وأوضاعهم داخل المناطق التي لا تزال تشهد اشتباكات في المدينة، قال الأسدي :«يمكن القول إن الجزء الأكبر منهم قد نزح، ولكن بطبيعة الحال، هناك نسبة منهم لا تزال موجودة، وهذا ما يبطئ من سير عملياتنا العسكرية، لا يوجد لدي رقم محدد لعدد من لا يزالون موجودين، ولكن العدد دائما في حالة تناقص، فهناك مجاميع كبيرة تخرج باتجاه مواقع تجمع قواتنا وباتجاه مواقع الشرطة الاتحادية والجيش في كل ساعة … وهناك ممرات آمنة لعبورهم على جميع محاور القطاعات». وحول التقارير الروسية التي تتحدث عن مقتل البغدادي، قال :«لا توجد عندنا معلومة مؤكدة بهذا الشأن، وهذا لا يعنينا كمقاتلين على الأرض، فالبغدادي، أو غيره من قيادات التنظيم، كلهم من وجهة نظرنا عناصر داعشية مطلوب قتلهم وتطهير العراق منهم.. وبالأساس لم تعد هناك قيادة ولا سيطرة للتنظيم في العراق، وكل من يقاتل يقاتل في موقعه فقط دون خطط». ونفى الأسدي وصف بعض التقارير لحجم الدمار الذي وقع بالموصل بالشامل الذي وصل لحد التسوية بالأرض، وقال :«هناك دمار في البنية التحتية وفي النفوس والأفكار، وكل هذا يحتاج للكثير والكثير من أجل المعالجة وإعادة الإعمار، وتقريبا من 40 إلى 50 % هو حجم الدمار في البنية التحتية في بعض الأحياء، وهناك أحياء لم يتجاوز حجم الدمار فيها الـ7% ولا تزال تحافظ على هيئتها العامة». وأضاف :«المشكلة الحقيقية هي أن القسم الأكبر من بيوت المدينة القديمة فُخخ من قِبل داعش.. والقطاع الهندسي الخاص بالقطاعات الأمنية العراقية يقوم الآن بالعمل على تفكيك ونزع هذه الألغام والمتفجرات».
مشاركة :