أقرأ بين حين وآخر خبراً عن سوء استعمال آليات اللعب والترفيه في المجمعات وغيرها ممن آثر مستثمروها وضعها للصغار والمتسوقين وطالبي الترفيه. وهذا في رأيي شيء جميل يقتل وقت الفراغ لدى الأسر ويُزيل السأم. لكنني بين حين وآخر يقع نظري على خبر يدل إما على سوء التركيب أو الصيانة أو كليهما. فقد قرأنا في الأسبوع الماضي بهذه الجريدة عن أن لعبة احتجزت 40 شخصاً في إحدى المدن الترفيهية الكبرى بجدة، داخل لعبة يسمونها "الشواية"، وحتى اسمها لا ينم عن فرح أو ترفيه ! ما أدى إلى إصابة 13 منهم. وشاهد رجال الدفاع المدني احتجاز 40 شخصاً داخل اللعبة ما بين رجال ونساء، ونتج عن الحادث إغماءات وهلع وإعياء وشد عضلي ونقلوا للمستشفى، فيما أصيب 6 آخرون بالهلع والخوف وتلقوا العلاج اللازم في الموقع من قبل مسعفي الهلال الأحمر. وجاء في الخبر انه تم إيقاف العمل باللعبة ريثما تتم إجراءات التحقيق في الواقعة وفحصها من قبل شركة مختصة، وجرى ضبط مخالفة على مالك المدينة الترفيهية إزاء مخالفته لوسائل السلامة. وهذا تصرف مشكور من اهل الدفاع المدني. لكن بدلا من أن يحصل العميل على الترفيه المقرر حصل على جروح وإغماء وخوف وفزع وهلال أحمر. وبدلا من إسعاد الناس صارت تجعل اللاعبين يعودون إلى بيوتهم بجراح أو إلى الإسعاف، إن لم يصلوا إلى العناية المركزة. وحقيقة لا أعرف من هو المسؤول عن تقييم الآليات قبل وضعها للخدمة، أهو الدفاع المدني أو البلديات أو – ربما – الهلال الأحمر. وقرأت عن " شركة مختصة " تقوم بأعمال التركيبات والإدارة ، وتلك الأمور تتطلب من الشركة المذكورة – عرفا ونظاما – أن تقوم بالفحص لتغيير التالف والمندثر كل صباح قبل حضور الرواد ة. فتشغيلات " الأمس " لا بد أنها استهلكت شيئا ما ة، ويجب فحصه أو تغييره بالجديد والمحافظة على متانته وتحمّله. ولا توجد آلة تدور إلا وتحتاج مثل تلك النظرة، وفي مدن الترفيه ضِعفها. ثم إن تلك الجهات المُشغلة أو المالكة أو المستفيدة من رسوم الدخول والركوب، عليها أن تُبرز بوليصة تأمين شامل يدخل ضمنه علاج المصابين والتعويض عن الضرر الذي لحقهم. فهل يطلب الدفاع المدني أو مجيز التشغيل، تلك البوليصة ويُراجعها ويتأكد من سريان مفعولها كل سنة؟ هذه الأمور معمول بها في كل البلدان. وخلاف ذلك ماذا يريدون من المتضرر أن يفعل؟ هل يصرف على نفسه نتيجة إهمال أصحاب مركز الألعاب؟ والسؤال الأخير هل لدى الدفاع المدني وحدة عارفة ومتخصصة تعرف أماكن الخلل المحتمل، وتكون على استعداد بالمرور على الدوام في جولات تفقّد وتفتيش؟