العدالة والتنمية المغربي يرحل خلافاته إلى مؤتمره القادم بقلم: محمد بن امحمد العلوي

  • 7/8/2017
  • 00:00
  • 25
  • 0
  • 0
news-picture

العدالة والتنمية المغربي يرحل خلافاته إلى مؤتمره القادمأثارت طريقة إدارة رئيس الحكومة سعدالدين العثماني لأزمة إقليم الحسيمة خلافات داخل حزب العدالة والتنمية، بين شق يدعم توجهات العثماني وشق آخر موال لبن كيران يرى أن ملف الأزمة يدار خارج الحكومة.العرب محمد بن امحمد العلوي [نُشر في 2017/07/08، العدد: 10685، ص(4)]اتحاد هش الرباط - يعزّز تبادل الاتهامات بين أطر وقيادات حزب العدالة والتنمية في العديد من المناسبات السياسية من ترجيح فرضية الاصطدام الداخلي، ويكاد الاختلاف في تقدير المواقف في العديد من الملفات أن يكون عنوان المرحلة خصوصا في تدبير تشكيل الحكومة وأزمة الحسيمة. وقررت الأمانة العامة لحزب العدالة والتنمية في اجتماعها الخميس عقد مؤتمر وطني استثنائي للحزب السبت. وأكد بلاغ الأمانة العامة أن الدورة الاستثنائية للمؤتمر الوطني ستخصص للمصادقة على المشاريع الخاصة بالمؤتمر الوطني الثامن للحزب المقرر عقده قبل نهاية السنة الجارية. ويرى مهتمون بالشأن الحزبي أن التجاذبات الداخلية الظاهرة منها أو المستترة بين أعضاء الحزب باتت تهدد تماسكه، خصوصا بعدما أكد الأمين العام لحزب لعدالة والتنمية عبدالإله بن كيران على صعوبة الظروف التي يمر بها الحزب. ويرى هؤلاء أن الحزب ينقسم فعليا إلى تيارين؛ الأول في صف بن كيران ولا يريده أن يغادر رئاسة الأمانة العامة رغم أن القانون الداخلي يحصرها في ولايتين، وتيار آخر يناصر توجهات رئيس الحكومة سعدالدين العثماني وأسلوبه في إدارة الأزمات. ويعتقد الباحث في العلوم السياسية حفيظ الزهري أن المؤتمر الاستثنائي المقبل للحزب سيعرف صراعا وتدافعا كبيرا بين تيار سعدالدين العثماني رئيس الحكومة وتيار بن كيران الذي يحاول العودة للملعب السياسي بقوة، وهذا ما قد يؤثر على وحدة الحزب وتماسكه. وأكد الزهري لـ”العرب” أنه لا يمكن نفي تأثر حزب العدالة والتنمية بالأوضاع السياسية والاجتماعية التي تلت تشكيل حكومة العثماني وما عرفه الحزب من شبه انقسام إلى تيارين متصارعين في صمت.حفيظ الزهري: المؤتمر سيشهد خلافات حادة بين أنصار العثماني وأنصار بن كيران وأضاف “تطور الأحداث الأخيرة ساهم في إخراج هذا الصراع للعلن عبر تراشق كلامي بين أعضائه وصل لحد التخوين والخروج عن مبادئ الحزب”. وأكد محمد يتيم وزير الشغل عن العدالة والتنمية أن “الحزب لا يعيش أزمة، بل يعيش بعض أعضائه “صدمة”، خصوصا بعد إعفاء بن كيران بعد فترة الانسداد الحكومي”. وأكدت آمنة ماء العينين البرلمانية عن حزب العدالة والتنمية أن الورطة الحقيقية لحزب العدالة والتنمية مرتبطة بموقعه من مشروع البناء الديمقراطي، وبمدى مركزية دوره ضمن قوى الإصلاح الديمقراطي، وبقدرة الحزب على الوفاء بعهوده للناخبين ليظل معبرا عن صوتهم، ملتحما بهمومهم. وكثيرا ما بادرت قيادات الصف الثالث والثاني بتحدي أقطاب الحزب ومنهم العثماني، الذي اتهموه في غير مناسبة بأنه لا يملك قراره وأنه انقلب على منهج سلفه بن كيران في طريقة تشكيله للحكومة. وقالت ماء العينين إن السؤال الذي يجب أن يطرح اليوم مرتبط باستقلالية قرار الحزب وبالعقيدة السياسية التي سيعتنقها في المستقبل، في ظل التحديات والصعاب المرتبطة بتعقيد النسق السياسي الذي تشتغل فيه الأحزاب. ويقول مراقبون إن بعض قيادات الصف الثاني لم تستوعب بعد أن حزب العدالة والتنمية يمارس السياسة منذ العام 1997، وأن عقدين من الممارسة السياسية كافيان ليفرقوا بين دور المعارضة وتدبير الشأن الحكومي. ووصف العديد من المتتبعين اجتماع الأمانة العامة لحزب العدالة والتنمية نهاية الأسبوع الماضي، بالعاصف باعتبار تباعد وجهات النظر داخل أعضاء القيادة في ملفات كثيرة. وأججت احتجاجات الحسيمة الخلافات بين أعضاء الحزب. وقال عبدالصمد الإدريسي عضو الأمانة العامة للعدالة والتنمية إن ملف احتجاجات الحسيمة يدبر خارج الحكومة، وإن على الحزب في هذه الحالة أن يكون في المعارضة. لكن سليمان العمراني نائب الأمين العام لحزب العدالة والتنمية شدد على أن حزبه يدعم المبادرات التي تقوم بها الحكومة في الإقليم، كما يعلن مساندته للقرارات التي اتخذها الملك محمد السادس بشأن الموضوع في المجلس الوزاري الأخير. ويرى مراقبون أن هذا التوجه من قيادة العدالة والتنمية يراد منه ضبط الأصوات داخل الحزب التي تغرد خارج السرب وتحاول الزج بالتنظيم السياسي في تناقض بين مهمته التنفيذية في تدبير الحكومة والتأطيرية.

مشاركة :