وجهة نظر: لقاء بوتين وترامب ومبدأ الخطوات الصغيرة

  • 7/8/2017
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

قد يكون جرى تضخيم والمبالغة بالإثارة التي سبقت لقاء الرئيسين الأميركي والروسي على هامش قمة العشرين في هامبورغ. ولكن هل ارتقت القمة وما تمخض عنها إلى مستوى التوقعات؟ الصحافي روب مودغه يرى أن ذلك تحقق جزئياً فقط. مباريات القمة الرياضية هي حدث اجتماعي كبير؛ إذ أن أنظار ملايين المشاهدين تتجه لنزال يجمع أبطال العالم بالملاكمة كفلاديمير كليتشكو وتايسون فيوري. غير أن الإثارة السابقة والمرافقة للقاءات الرياضية في حلبة الملاكمة تبقى أقل من نظيرتها عندما يلتقي عملاقان دوليان: فلاديمير بوتين ودونالد ترامب. تقفز أسئلة إلى الأذهان: هل سيشحب لون وجه بوتين عندما يضغط ترامب على يده مصافحاً؟ هل سيستطيع ترامب تحمل نظرة بوتين الجليدية؟ ومَن مِن الرجلين سيركع أولاً؟ تقدم في سوريا؟ كل أولئك الذين علقوا آمالاً على الإثارة أصابتهم الخيبة؛ إذ أن اللقاء سار كما كان مخططاً له. أظهرت المصافحة الهادئة باليدين الرئيسين بشكل طبيعي. وفي لحظة معينة نظر بوتين وترامب إلى بعضهم البعض بشكل ودي. وحتى أن ابتسامة ارتسمت على وجه بوتين، بعكس ملامح وجه بوتين الجليدية عندما التقى بسلف ترامب، باراك أوباما، خلال قمة العشرين الماضية. وحتى أن ترامب صرح بأن لقاء بوتين "شرف" له. الصحفي في مؤسسة DW الإعلامية روب مودغي قد يختلف بوتين وترامب في عدة نواحي. غير أنهما تغلبا على خصومتهما وذلك من خلال رمزية توقيت عقد لقائهما؛ ألا وهو ساعة انطلاق المحادثات الخاصة بقضية المناخ. قضية المناخ وحماية البيئة قضية محورية في قمة العشرين وتحظى باهتمام خاص من المستشارة أنغيلا ميركل. صحيح أن ترامب شارك في النصف الأول من تلك المحادثات، غير أنه ومن المؤكد أن قضايا البيئة ليست بالضرورة من أولوياته. لم يحقق اللقاء التكهنات المثيرة. استمر اللقاء أكثر من ساعتين بعكس المدة المخططة له، والتي كانت 35 دقيقة. وقد عثر بعض من كان يبحث عن نتائج ليستخلصها بعيدا عن لغة الجسد أو بعض التعابير الخارجية على ضالته؛ إذ أن الرئيسان اتفقا مع بعضهما البعض ومع اللاعبين الإقليمين على وقف لإطلاق النار في جنوب غرب سوريا، من المتوقع بدء سريانه يوم غد الأحد. قد يعترض بعض المتذمرين بأن ذلك ليس أكثر من قطرة ماء صغيرة على حجر ساخن وأنها لن تغير في الوضع شيئاً. غير أنه وبالنسبة لسوريا فإن هذا الخطوة الصغيرة ذات أهمية كبيرة. معركة بلا شفقةسبقت القمة يبدو اللقاء في ظاهره متواضعاً؛ إذ وبالنظر للتصريحات التي سبقته يمكن اعتبار أنه أحدث اختراقاً. عشية القمة وخلال زيارته لبولندا انتقد ترامب بوتين بشدة. فقد طالبه وعلى الملأ بالإقلاع عن "ممارسة نفوذ مزعزع للاستقرار في أوكرانيا" ووقف الدعم الروسي "للأنظمة المعادية" كالنظامين السوري والإيراني. وبالمقابل سمح بوتين لنفسه بتوجيه انتقاد غير مباشر لسياسة ترامب في مجال التجارة الحرة وحرية الاستثمار، قائلاً أن سياسة ترامب تلك ليست إلا "حمائية مقنعة". في بداية فترته الرئاسية تباهى ترامب بعلاقته ببوتين. ولكن ومن جانبه أبدى بوتين، وكعادته، تحفظاً. ربما كان يأمل بوتين بأن تتحسن العلاقات الروسية-الأميركية بعد انتهاء فترة باراك أوباما، إلا أنه لم يعطِ الفرصة لأحد لكشف أمله ذلك. فرصة لعلاقات بناءة إن الشوشرة، التي أحدثتها الاتهامات لروسيا بالتدخل لصالح ترامب في الانتخابات الرئاسية الأميركية، سببت للرجلين الكثير من المواقف المحرجة. وفي اللقاء نفى بوتين ممارسة أي تدخل، وفي نفس الوقت حث ترامب روسيا على التأكيد أنها لن تتدخل في الشؤون الأميركية. وبذلك انتهت القضية بالنسبة للرجلين. وبعد ذلك ركز الرئيسان محادثتهما على حل النزاع السوري، على الرغم من اختلاف الرؤى حول مصير الأسد السياسي يمكن أن تنسف جهودهما لحل النزاع. كما تباينت مواقف الرئيسين بخصوص الأزمة الأوكرانية والحرب على الإرهاب. قد تكون الإثارة التي سبقت اللقاء قد تم تضخميها بشكل غير واقعي. بيّد أن التقارب بين بوتين وترامب، حتى وإن كان سطحياً، قد يؤدي لإعطاء دفعة لعلاقات بناءة بين روسيا والولايات المتحدة. روب مودغي/خ.س

مشاركة :