سوق المباركية... «القرش الأبيض لليوم الأسود» - محليات

  • 7/9/2017
  • 00:00
  • 5
  • 0
  • 0
news-picture

العابر إليها كالعابر على «صفيح» التاريخ تلسعه حرارته وتعصف بعينيه شمس ما انطفأت يوماً. مساحة تحررت من «إطارها» كسرت طوقها، وتسللت من بين خشباته الأربع لتلقي بنفسها في مياه الخليج... تتبرّد وتغتسل.هي سوق المباركية، التي ما فتئت وستبقى مهبط أفئدة الزائرين، المتسوقين، السائحين، المحبين. إنها «عين النقرور» فمن زارها مرة لا يمل من زيارتها أكثر وأكثر.تدق باباً من أبوابها، فينفتح الميدان على مئة باب وباب، مشرّعة على نوافذ الخير، وكل ما لذّ وطاب، مع نكهة تعجز عن تفسيرها، لا توجد في غيرها من الأسواق مهما تجمّلت. هنا المباركية حيث السنون تحكي، والأرض تتكلم، والبسطات تخدّر عينيك بكل أطياف الألوان. اشترِ وتوكل على الله فإن ظن معدتك لن يخيب.نقفل باب «الغزل» ونفتح باب العمل والأمل.سنرمي وراء ظهورنا كل ما قد يعتري السوق من نواقص «مادية»، قد تتلمسها العين، راجية الأفضل من «بنى تحتية» فكل هذا بالإمكان حلّه... برمشة عين.لن نلتفت إلى ما حدث في السوق أخيراً من إضرابات أو تهديد بها على سند من السعي إلى رفع أجور البسطات والمحلات، وماذا قال كل طرف وما انتهت إليه الأمور، كله معروف، فقط يعنينا بعض ارتدادات ما حدث، ومنها «الصرخة» التي أطلقها مدير برنامج إعادة هيكلة القوى العاملة والجهاز التنفيذي للدولة فوزي المجدلي، ومفادها أن «إضرابات سوق المباركية هدفت للضغط على الحكومة بهدف إضاعة شباب الكويت وأبناء الوطن، وأن أملاك الدولة المتوافرة حالياً يتم استغلالها من الوافدين باسم رخص المواطنين، وتساهم بشكل كبير بصورة أو بأخرى في تهميش العمالة الوطنية وتحويلها إلى أصحاب رخص تجارية فقط وليسوا أصحاب أعمال».وزاد «أن هناك مقترحاً للبرنامج يهدف إلى دعم العمالة الوطنية ويشمل أملاك الدولة في منطقتي المباركية والشويخ والجمعيات التعاونية بهدف تكويت حقيقي لأصحاب الرخص وليس تكويتاً ظاهرياً، بحيث يسهم هذا التكويت بشكل فاعل في خلق عناصر شبابية كويتية تساهم في دعم المسيرة التنموية الاقتصادية».ونستزيد أكثر في معرض الحديث عن الشباب الكويتي، مستذكرين ما قالته النائب صفاء الهاشم في إحدى جلسات مجلس الأمة، وكانت تناقش موضوع التركيبة السكانية أن «لسنا دولة فاضلة، الوزيرة هند الصبيح تقول نجيب سبّاك من مصر. نحن نريد كويتيين ببلسوت أزرق. ليش نجيب أوادم من برّه، وإن لم يتوافر كويتيون نستعين بالبدون».«مفتاحان» ضروريان لدك باب العمل والأمل... ولتكن البداية من سوق المباركية، لتدور عجلة تنشيط المشروعات الصغيرة والمتوسطة، على أيدي شباب وطني قادر على أن يحفر اسمه بمجهوده وخبرته وانتمائه، وأن يساهم في خطة بلده التنموية، وعلى مرأى من عينيه أرقام العجز في الميزانية العامة للدولة، وخطط الترشيد، ومليارات باب الرواتب والأجور، والتكدس الوظيفي، وتلامس مسامعه دعوات النواب إلى تشجيع الشباب على العمل في القطاع الخاص، وخلق الفرص الواعدة أمامهم، مسبوقة بتأكيد أنهم أهل لها ومحل ثقة.لماذا سوق المباركية نقطة الانطلاق؟ أقلّه لترجمة تصريح مدير برنامج إعادة الهيكلة لدعم العمالة الوطنية وتحقيق التكويت الحقيقي لأصحاب الرخص، وتجاوز هيمنة العمالة الوافدة، مع تقدير ما يقدمونه من خدمات، وهل هناك أفضل من هذه السوق لترجمة المناداة بفتح أبواب المشروعات الصغيرة والمتوسطة أمام الشباب الكويتي، وهل هناك مكان أجمل من تلك البقعة بوجهيها الجمالي والتاريخي؟ليس من باب المديح الاعتراف بأن الشباب الكويتي قادر على صنع المعجزات إن أعطيت له الفرصة المناسبة، بل هو من باب رد الفضل إلى أهله، فهل هناك أقدر من الشباب على فك شيفرة التغلب على التحديات الاقتصادية والتنموية والبطالة بدعم من الدولة؟قيل في الأمثال إن «القرش الأبيض لليوم الأسود» الشباب الكويتي هم القرش الأبيض، والمستقبل الأبيض والأمل الأبيض... ونقطة على السطر.

مشاركة :