هكذا نجحت قطر وتركيا في كسب الرأي العام الغربي

  • 7/9/2017
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

قطر وتركيا تفهمان النظام الغربي جيداً؛ ففي الوقت الذي تتحدثان فيه بلغة المصالح كثيراً وبلغة القوة أحياناً، فإنهما أيضاً يستغلان قيم المجتمعات الغربية المتفق عليها في إنجاح سياستهما. ومن ضمن هذه القيم، وجود هامش كبير من الحريات وحقوق الإنسان، ودور كبير للرأي العام الشعبي، وأهمية دور الإعلام في صناعة وتوجيه القرار السياسي، عكس دول الاستبداد العربي الأخرى (ملكية وعسكرية) التي تخاطب الحاكم في الغرب وتطلب رضاه مقابل رشى سياسية فقط. قطر وتركيا استطاعتا إقناع الغرب بأن حصار قطر يضر بمصالحه، فوقفت روسيا وألمانيا وفرنسا صراحةً ضد الحصار، غير أنهما نجحا في جعل الولايات المتحدة تظهر منقسمة على نفسها، لأول مرة ربما تجاه قضية مشابهة في الخليج، وظهر أن المؤيد للحصار هو أكثر شخص يمكن أن تستفيد وتتباهى بكونه عدواً لك: دونالد ترامب. وفي مقابل الحديث بلغة المصالح والتلويح بالذهاب بعيداً في حال استمرار الضغط، خاطبت تركيا وقطر الإعلام الغربي والرأي العام فيه، بشكل يتوازى مع ما يقوم به إعلام "الجزيرة" الرائد في مخاطبة الشارع العربي. والأمر لا يقتصر فقط على تسريبات لرأس الدبلوماسية الإماراتية في أميركا السفير يوسف العتيبة، وهي تسريبات كفيلة بإنهاء مستقبله السياسي إذا ثبتت جرائمه عليه؛ بل إن الأمر تجاوز ذلك لصنع رأي عام يُظهر دول الحصار على وجهها الحقيقي، كدول مستبدة تسحق حقوق الإنسان وتدعم الإرهاب وتستفيد منه ومن وجوده بوسائل كثيرة. لذا، لا تستغرب أن مقالات بدأت تظهر في صحف أميركية عن دعم الإمارات لحركة "تمرد" للانقلاب على أول رئيس منتخب (واشنطن بوست)، (وهنا التركيز على مبدأ أنه أول رئيس منتخب دون التركيز كثيراً على أنه من الإخوان؛ لعدم خلط الأمور)، ومقالات أخرى (بلومبرغ) تكشف أن السعودية لا تحارب إيران حقاً وإنما تحارب الإخوان بشكل رئيس؛ خوفاً على الحكم في المملكة فقط. هذا غير ندوات في البرلمان البريطاني عن السجون السرية التي تديرها الإمارات داخل البلاد وخارجها، وحالات التعذيب التي تقوم بها، وهي ندوات سبقت بساعاتٍ تسريبات عن تقرير قامت به الداخلية البريطانية (وهي الوزارة التي كانت ترأسها ماي قبل توليها رئاسة الوزراء) يكشف التمويل الخارجي للمتطرفين في المملكة المتحدة بشكل علني، ويثبت ضلوع السعودية في الأمر، وهو ما دفع ماي لتأجيل نشر التقرير؛ خوفاً على مصالح بريطانيا مع السعودية. وهنا، يظهر الفارق بين المحورين كما أسلفنا؛ فريق يستغل قيم المجتمع النبيلة في الحشد لقضاياه والبحث عن تنفيذ مصالحه، وفريق لا يفهم إلا لغة الرشى السياسية والعمالة المباشرة.. لكنه بفتح النار على قطر وتركيا لم يحصد إلا نشر غسله الوسخ في العالم أجمع. وأؤكد لكم أن "التقيل جاي".. وتسريب صور لأميرات من آل سعود بالبكيني والحديث عن ثرواتهم التي اكتنزوها وأفقروا الشعب- ليس إلا مجرد بداية لما يمكن أن يظهر لاحقاً! ملحوظة: التدوينات المنشورة في مدونات هاف بوست لا تعبر عن وجهة نظر فريق تحرير الموقع.

مشاركة :