كسب الرأي العام الجولة الأهم في معركة واشنطن وطهران

  • 8/1/2019
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

تحاول الولايات المتحدة كسب دعم الرأي العام في إيران، من خلال حملة إعلامية تهدف إلى إلقاء اللوم على قيادة البلاد في ما تشهده من مشاكل اقتصادية. ووصف وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف حديث نظيره الأميركي مايك بومبيو عن رغبته في مخاطبة الشعب الإيراني من داخل إيران بأنها “خدعة تافهة”. ونقلت وكالة أنباء الجمهورية الإسلامية الإيرانية (إرنا) عن ظريف القول الأربعاء، ”لقد كانت هناك العديد من الطلبات (الإيرانية) لإجراء مقابلات مع مسؤولين أميركيين، وتم رفضها كلها، والآن يريد (بومبيو) أن يقول: إننا لا نستطيع التحدث إلى الشعب الإيراني… هي خدعة تافهة للغاية لأنه كانت لديهم الفرص للتحدث مع الشعب الإيراني لكنهم رفضوها”. ورد بومبيو على سؤال “بلومبيرغ تي.في” حول إمكانية ذهابه إلى العاصمة الإيرانية طهران يوما ما، وقال “بالتأكيد”، قبل أن يُضيف أنه سيذهب “إلى هناك عن طيب خاطر”. ولفت إلى أن ظريف “يتحدث إلى وسائل الإعلام، وإلى الرأي العام الأميركي، ويمكنه بثّ الدعاية الإيرانية على الموجات الأميركية”. وأردف بومبيو “أود أن تُتاح لي فرصة أن أذهب إلى هناك، ليس لأقوم بالدعاية، لكن لأقول الحقيقة لشعب إيران بشأن ما فعله حُكّامهم وأصبحَ الآن يؤذي إيران”. عدد مستمعي محطات الإذاعة الممولة من الولايات المتحدة، بما فيها "صوت أميركا"، في إيران يتجاوز حاليا 14 مليون شخص، أي نحو 23 بالمئة من المواطنين البالغين في البلاد واقترحت إيران الأحد على بومبيو إجراء مقابلة مع صحافية من التلفزيون الحكومي كانت أوقفت 10 أيام في الولايات المتحدة، بعدما أعلن عن استعداده لمخاطبة الشعب الإيراني. وتعيش هاشمي في إيران، حيث تعدّ منذ 25 عاما واحدة من الوجوه الأكثر شهرة في القناة الناطقة بالإنكليزية “برس تي.في”. وقال المتحدث باسم الخارجية الإيرانية عباس موسوي إن الغضب الأميركي ناجم عن تأثير زيارات العمل التي يقوم بها وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف، وحضوره الإعلامي وتأثير ذلك على الرأي العام الأميركي والعالمي. وأضاف موسوي بشأن فرض قيود على تحركات محمد جواد ظريف في زياراته إلى نيويورك “وزير الخارجية الأميركي عبّر في تصريحاته الأخيرة عن قلقه من تأثير زيارات العمل التي يقوم بها ظريف ولقاءاته بوسائل الإعلام على الرأي العام في الولايات المتحدة والعالم.. من المؤكد أن فرض قيود على تحرّكات ظريف والاقتصار على بعض شوارع نيويورك لن يؤثّر على برامج عمله”. وكانت صحيفة وول ستريت جورنال الأميركية أشارت في تقرير نشرته الخميس إلى أن هذه الحملة التي تدور تحت شعار “مساعدة الشعب الإيراني” تهدف إلى نسف تأييد المواطن الإيراني لحكومته، من خلال تقديم هاشتاغات معارضة لحكومة طهران في تويتر ومقاطع فيديو على يوتيوب، بالإضافة إلى جهود وسائل الإعلام الموالية لواشنطن في الشرق الأوسط. واستخدمت إدارة ترامب حسابات ناطقة باللغة الفارسية في مواقع التواصل الاجتماعي لتحميل القيادة الإيرانية المسؤولية عن المشاكل الداخلية المستشرية، بما فيها سقوط ضحايا بشرية جرّاء الفيضانات التي اجتاحت بعض مناطق البلاد العام الجاري. من جانبه، سجّل المبعوث الأميركي الخاص لشؤون إيران، براين هوك، مقطع فيديو من داخل مقرّ السفارة الإيرانية السابقة في الولايات المتحدة، قائلا إن الإدارة الأميركية تراعي هذا المبنى وتتطلع إلى إعادته إلى “حكومة ممثلة في الواقع للشعب الإيراني”. وذكر مسؤولون أميركيون، حسب الصحيفة، أن عدد مستمعي محطات الإذاعة الممولة من الولايات المتحدة، بما فيها “صوت أميركا”، في إيران يتجاوز حاليا 14 مليون شخص، أي نحو 23 بالمئة من المواطنين البالغين في البلاد. كما أكد مسؤول في الخارجية الأميركية للصحيفة أن واشنطن نجحت في ممارسة الضغط على مواقع التواصل الاجتماعي لإغلاق حسابات تعدّ أنها على صلة بإيران، بما فيها حسابات المسؤولين المدرجين على قائمة العقوبات الأميركية.ولفتت وول ستريت جورنال إلى أن لين خودوركوفسكي، مدير الإبداع السابق لأكبر وكالات الإعلان المنخرطة في حملة ترامب الانتخابية والمسؤول عن العلاقات العامة في الخارجية الأميركية حاليا، يلعب دورا ملحوظا في تلك المساعي. وهذه المساعي في مجال المعلومات تشكّل الشق الأقلّ نقاشا من حملة الضغط الأميركية ضد إيران، ويصعب تقييم مدى فعاليتها بسبب غياب استطلاعات موثوق بها للرأي العام في إيران، إلا أن معظم الإيرانيين يبدون متشائمين إزاء “المساعدة” الأميركية. ونقلت الصحيفة عن مواطنين إيرانيين قولهم إنهم لا يحتاجون إلى الولايات المتحدة لإدراك المشاكل الداخلية في بلادهم، مشيرين إلى أن إدارة ترامب تعوّل في هذه المساعي على المعارضة الإيرانية في الخارج، وخاصة “حركة مجاهدي خلق” التي دعّمت العراق إبان حرب الخليج الأولى 1980-1988، ولم تدافع عن المعارضين المسجونين داخل البلاد لآرائهم. من جانبه، اعتبر الخبير في شؤون إيران وكبير الباحثين في مؤسسة كارنيغي، كريم سجادبور، أن التغريدات التي ينشرها ترامب على حسابه في تويتر تغطي الرسائل السياسية والاستراتيجية التي تكلّف الخارجية الأميركية الملايين من الدولارات، مشيرا إلى عدم اتساق هذا التغريدات التي تتراوح من دعوات إلى الحوار وتهديدات بالحرب. في المقابل، أبدى مسؤولون في الإدارة الأميركية قناعتهم بفعالية تغريدات الرئيس، مشيرين إلى أنها تُنشر كثيرا ما بالتنسيق مع “مجموعة العمل بشأن إيران” في وزارة الخارجية والتي يترأسها المبعوث الخاص براين هوك.

مشاركة :