التقاعد... نهاية أم بداية حياة؟ - ثقافة

  • 7/10/2017
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

منذ ولادة الإنسان وحياته في تطور وتغير مستمرين، بدءاً من مرحلة الطفولة إلى مرحلة الشباب فالكهولة، ويرافق كل ذلك تطور في إدراكه وميوله وعمله، ويبدأ ذلك بالدراسة والتخرج ثم العمل وبناء الأسرة، إلى أن ينتهي ذلك بما اصطلح على تسميته بالتقاعد، والذي يُقصد به التوقف عن العمل الوظيفي بسبب كبر السن أو بلوغ سنوات الخدمة المطلوبة، وهذا غالباً ما ينطبق على الأعمال المرتبطة بالوظائف الحكومية، ويشمل كثيراً من أفراد المجتمع رجالاً ونساءً، ولكن ماذا بعد التقاعد؟كثير من الناس يعتبرون التقاعد وللأسف انتهاءً لدور الإنسان، وهذه النظرة بدورها تنعكس سلباً على نفسية المتقاعد، خصوصا عندما يجد في نفسه وبعد كل هذه السنوات من الخبرات التي اكتسبها القدرة على مزيد من العطاء. لكن القوانين هي القوانين، والغاية هي أن يُزاح ليفسح مجالاً لغيره.فكيف سنتصرف عند حلول هذه اللحظة، وهل خططنا لها مسبقاً؟للأسف فإن القلة منا هم من يخططون لمثل تلك المرحلة، بدليل حالة الضياع التي تصيب معظم المتقاعدين عند الاستغناء عن خدماتهم، فيستسلمون لوهم العجز وكبر السن، ويبدأ عندهم الإحساس المفاجئ بالتعب والمرض نتيجة هذا الشعور، ناهيك عن إحساسه بعدم جدواه في المجتمع. وهنا يطرح السؤال نفسه، ما هي المجالات التي يمكن أن ينخرط فيها المتقاعدون بعد انتهاء الخدمة؟لابد وقبل كل شيء أن نؤمن جازمين، أن حياة بعد التقاعد هي فترة زمنية أكثر رحابة وإمكانية لممارسة الأعمال والهوايات والأهداف التي نرغب في تحقيقها، والتي كان عامل الزمن يعوقنا عن تنفيذها أو إكمالها، بحيث نبتعد عن المنغصات التي يمكن أن تتخلل هذا الفترة، كالتدخل في شؤون الأسرة، والتدقيق في كل كبيرة وصغيرة، وهذا يتعب المتقاعد نفسه، ويخلق نفوراً عند أفراد أسرته. وينغص حياته وحياتهم، وليعلم أن آراءه ستكون محل تقدير وامتنان حين يقدمها بأسلوب الصديق والأب المحب، لما تختزنه هذه الآراء من خبرات وأفكار.فما هي الخيارات المتاحة من أعمال وأنشطة للمتقاعدين؟بعض المتقاعدين يختار قضاء وقته بالراحة والاستجمام، فيخطط للسفر والرحلات بغية الترفيه والتعرف على مناطق وعوالم جديدة لم يكن يعرفها سابقاً.والبعض الآخر يفكر في إنشاء عمل أو مشروع تجاري يملأ به وقت فراغه ويؤمن لحياته دخلاً إضافياً.وآخرين من ذوي الهوايات الثقافية، سيتجهون نحو ممارسة هواياتهم. ومنهم من ينخرط في الأعمال التطوعية فيشعر بالسعادة لما يؤديه من دور في خدمة وتطوير المجتمع.ونحن بدورنا لا نستطيع أن نحدد لكل واحد منهم ما يجب أن يقوم به ويلتزمه، فلكل منهم هوايته وشخصيته التي تميزه، والانتقاء مفتوح على خيارات لا محدودة.ونختم بهمسة لأحبتنا المتقاعدين، بيدك أنت وليس غيرك، تستطيع أن تجعل هذه الفترة العمرية من أجمل أيام حياتك وأروعها، حين توازن بين الراحة من عناء العمل والترفيه من خلال ممارسة هواياتك، وخاصة تلك الهوايات التي لم تكن لتجد الوقت الكافي لممارستها، وكذلك تطوير الذات بالأعمال المناسبة والتي تتفق مع ميولك، سواء كان هذا العمل ثقافياً أو اقتصادياً.وبذلك نجعل تلك الفترة من حياتنا من أجمل فترات العمر نستمتع بها ونتشارك السعادة مع أحبتنا وأصدقائنا وأهلنا، ليكون التقاعد بداية مرحلة جديدة من حياتنا.* مستشار جودة الحياةTwitter: t_almutairiInstagram: t_almutairiitalmutairi@hotmail.com

مشاركة :