صدرت عن المركز الثقافي للكتاب في بيروت، الرواية الأولى للكاتب والإعلامي الأردني موسى برهومة، بعنوان «حتى مطلع الشغف»، وجاءت في 176 صفحة من القطع المتوسط. تتناول الرواية مفهوم الحب من زاوية تأملية فلسفية، من خلال حكاية صحافية ترغب في كتابة رواية، فتشرع في استذكار تجارب شخصية لها ولسواها، عبر تيارات وعي تجعل الأصوات تتعدّد في الرواية. وفي تعدّد الأصوات تتكاثر أشكال التعبير عن الحب والرغبة والشهوة. كما تنهمك الرواية في معاينة فكرة الخيانة من زاوية الأخلاق الفردية، وفي منأى عن ذهنية التحريم والإدانة. كما تنهض الرواية، في غمرة تعدّد الأصوات، على قصة حب جمعت الصحافية ذات الأصول المسلمة، بشاب مسيحي، وظلت متعلقة به حتى بعد زواجها، فتقرّر في لحظة يقظة مباغتة، البحث عن حبها الأول واللحاق به، فتخوض رحلة مضنية، في شكل من أشكال الخلاص، ورغبة في عناق شكل مثالي للحب الأول. لكنّ عقبات تحول دون أن تصل الكاتبة (البطلة) إلى ما تصبو إليه في رحلتها نحو الفردوس المتخيّل. الرواية تنأى عن البناء التقليدي في السرد وبناء الحدث، ولا تمتثل كثيراً للمدرسة المحفوظية، وتميل إلى أن تكون أشبه بـ«رواية أفكار» تمتزج فيها المشاعر بالفلسفات، من دون أن تسعى إلى التشبّث بيقين نهائي، إذ يمكن أن يلمس القارئ أنّ الرواية لا تتعلق بالحلول السعيدة، بل تبقى على امتداد صفحاتها، تطرح الأسئلة الجريئة المتصلة بنداءات الجسد، فتقدّم الشكوك من دون إطلاق أحكام أخلاقية جازمة، كما أنها، في غمرة ذلك، تمتحن سؤال الحب، وإن كان حقاً أمراً حقيقياً، أم أنه (محض يوتوبيا)، وشهوة مضمَرة. يذكر أنّ الكاتب يحمل درجة الدكتوراة في الفلسفة، ومارس العمل الصحافي أكثر من 30 عاماً، ويعمل حالياً أستاذاً للإعلام في الجامعة الأميركية بدبي. وصدر له «هذا كتابي» عن المؤسسة العربية للدراسات والنشر - بيروت1997، كما صدر عن المؤسسة ذاتها كتاب «التراث العربي والعقل المادي» 2004، وأعيدت طباعة الكتاب في طبعة ثانية مزيدة عن دار التنوير في بيروت 2017. كما صدر له كتاب «الناطقون بلسان السماء» عن المركز الثقافي العربي، ومنشورات مؤمنون بلا حدود، في بيروت، والدار البيضاء 2013.
مشاركة :