يحتفل العالم يوم غد الثلاثاء باليوم العالمي للسكان 2017 تحت شعار "تنظيم الأسرة لتمكين الناس ولتنمية الأمم" حيث يهدف الاحتفال هذا العام إلى تسليط الضوء على أن تنظيم الأسرة الطوعي الآمن حق من حقوق الإنسان كما أنه أساسي لتحقيق المساواة بين الجنسين وتمكين المرأة. ويتزامن الاحتفال بيوم السكان العالمي هذا العام مع مؤتمر قمة تنظيم الأسرة وهو الاجتماع الثاني لمبادرة تنظيم الأسرة 2020 والذي يهدف إلى توسيع نطاق الوصول إلى تنظيم الأسرة الطوعي من خلال انضمام 120 مليون امرأة إضافية إلى البرنامج بحلول عام 2020. ويعتبر اليوم العالمي للسكان حدثا سنويا يقام في 11 يوليو من كل عام ويهدف إلى زيادة الوعي بالقضايا المتعلقة بالسكان وتركيز الاهتمام على أهمية القضايا السكانية وقد تم إعلان هذا اليوم لأول مرة من قبل المجلس الحاكم لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي في عام 1989 حيث استلهم هذا اليوم من 11 يوليو عام 1987 عندما وصل عدد سكان العالم إلى خمسة مليار نسمة تقريبًا. وبموجب القرار 45/216 المؤرخ في ديسمبر 1990 قررت الجمعية العامة للأمم المتحدة مواصلة الاحتفال باليوم العالمي للسكان من أجل زيادة الوعي بالقضايا السكانية بما في ذلك علاقاتها بالبيئة والتنمية وقد تم الاحتفال بهذا اليوم لأول مرة في 11 يوليو 1990 في أكثر من 90 بلدا .. ومنذ ذلك الحين يحتفل عدد من المكاتب التابعة لصندوق الأمم المتحدة للسكان وبعض الهيئات والمؤسسات الأخرى باليوم العالمي للسكان بالاشتراك مع الحكومات والمجتمع المدني. وتوقع تقرير الأمم المتحدة للسكان لعام 2017 أن يصل عدد سكان العالم الحالي البالغ 7.6 مليار نسمة إلى 8.6 مليار في عام 2030 وإلى 9.8 مليار في عام 2050 و 11.2 مليار في عام 2100 أي بمعدل 83 مليون شخص كل عام ومن المتوقع أن يستمر الاتجاه التصاعدي في عدد السكان حتى مع افتراض أن مستويات الخصوبة تستمر في الانخفاض. أما في تقرير "التوقعات السكانية في العالم : تنقيح عام 2017" الذي أصدرته إدارة الشؤون الاقتصادية والاجتماعية بالأمم المتحدة ويقدم استعراضا شاملا للاتجاهات الديمغرافية العالمية وآفاق المستقبل فقد أكدت السيدة /"ناتاليا كانم" المديرة التنفيذية بالنيابة لصندوق الأمم المتحدة للسكان أنه تم وضع رؤية تعتمد على ثلاث نتائج تحويلية للبشرية لإنهاء وفيات الأمهات التي يمكن الوقاية منها وإنهاء الطلب غير الملبي على تنظيم الأسرة وكذلك إنهاء العنف والممارسات الضارة ضد النساء والفتيات وتتماشى هذه النتائج مع أهداف التنمية المستدامة مما يجعلنا نستفيد من الزخم الذي أوجده صندوق الأمم المتحدة للسكان وشركاؤه في البلدان في جميع أنحاء العالم. وأوضحت "كانم" أنه ما زالت هناك فجوات كبيرة حيث لا يزال هناك حوالي 830 امرأة يمتن يوميا من مضاعفات الحمل والولادة وينبغي أن يكون التقدم أسرع بثلاث مرات على الأقل من المعدل الحالي لتحقيق هدف التنمية المستدامة من أجل خفض وفيات الأمهات بحلول عام 2030. بدوره أشار "جون ويلموث" مدير شعبة السكان في إدارة الشؤون الاقتصادية والاجتماعية إلى أن قضايا الرعاية الصحية والتعليم تمثل تحديا كبيرا في العالم النامي حيث يفوق عدد الشباب بكثير عدد الفئات العمرية الأخرى حاليا معتبرا انه سيكون هناك فرص في وقت لاحق حيث يهيئ هذا الوضع الفرصة لما نسميه العائد الديمغرافي. حيث يوضح التقرير أيضا حدوث تقدم كبير في متوسط عمر السكان المتوقع ففي عام 2005 بلغ متوسط العمر لدى الرجال 65 عاما ولدى النساء 69 عاما وبحلول عام 2015 ارتفع المتوسط فأصبح 69 للرجال و73 عاما للنساء. ووفقا لتقرير التوقعات السكانية العالمية (2015) فمن المتوقع أن تنخفض الخصوبة العالمية من 2.5 طفل لكل امرأة في الفترة بين 2010- 2015 إلى 2.4 % في الفترة 2025-2030 و 2.0 % في الفترة 2095-2100. وبالرغم من هذا التقرير فإن هناك حالة من عدم اليقين في توقعات الخصوبة بالنسبة للبلدان ذات الخصوبة العالية ففي هذه البلدان تنجب المرأة 5 أطفال أو أكثر خلال حياتها ومن بين البلدان ذات الخصوبة المرتفعة والتي تبلغ 21 بلدا يتواجد 19 بلدا منها في إفريقيا وبلدان في آسيا حيث تمثل نيجيريا وجمهورية الكونغو الديمقراطية وجمهورية تنزانيا المتحدة وأوغندا وأفغانستان أكبرها. وتشمل البلدان ذات الخصوبة المنخفضة حاليا كل تلك الدول في أوروبا وأمريكا الشمالية بالإضافة إلى 20 دولة في آسيا و 17 في أمريكا اللاتينية ومنطقة البحر الكاريبي و3 دول في أوقيانوسيا وبلدا واحدا في إفريقيا. أو تستقبل أعدادا كبيرة نسبيا من المهاجرين لأسباب اقتصادية أو في البلدان التي تأثرت من تدفق اللاجئين. وفي الفترة من 1950 - 2015 كانت المناطق الرئيسية في أوروبا وأمريكا الشمالية وأوقيانوسيا المستقبل الرئيسي للمهاجرين الدوليين في حين كانت إفريقيا وآسيا وأمريكا اللاتينية ومنطقة البحر الكاريبي المرسل الصافي ومع تزايد أعداد المهاجرين مع مرور الوقت وصل متوسط صافي الهجرة السنوية من عام 2000 إلى عام 2015 إلى أوروبا وأمريكا الشمالية وأوقيانوسيا إلى 2.8 مليون شخص سنويا. وقد شاركت منظومة الأمم المتحدة منذ فترة طويلة في معالجة هذه القضايا المعقدة والمترابطة لاسيما من خلال عمل صندوق الأمم المتحدة للسكان وشعبة الأمم المتحدة للسكان. وتجمع شعبة الأمم المتحدة للسكان معلومات بشأن قضايا مثل الهجرة الدولية والتنمية والتوسع الحضري والآفاق والسياسات السكانية العامة وإحصاءات الزواج والخصوبة وتقدم خدماتها إلى هيئات الأمم المتحدة المختلفة مثل لجنة السكان والتنمية كما تدعم تنفيذ برنامج العمل الذي اعتمده المؤتمر الدولي للسكان والتنمية الذي عقد في عام 1994. وتقوم الشعبة أيضا بإعداد التقديرات والإسقاطات الديمغرافية الرسمية للأمم المتحدة لجميع بلدان العالم ومناطقه حتى تساعد الدول في بناء قدراتها على صياغة سياسات سكانية كما تحسن الشعبة تنسيق أنشطة منظومة الأمم المتحدة ذات الصلة عن طريق مشاركتها في لجنة تنسيق الأنشطة الإحصائية. أما صندوق الأمم المتحدة للسكان فقد أنشئ عام 1969 ليضطلع بدور قيادي ضمن منظومة الأمم المتحدة فيما يتصل بتعزيز البرامج السكانية والتأكيد على بعدي الاعتبارات الجنسانية وحقوق الإنسان في قضايا السكان كما أوكل إلى الصندوق دور قيادي في مساعدة البلدان على تنفيذ برنامج العمل خاصة في المجالات الرئيسية الثلاثة وهي: الصحة الإنجابية والمساواة بين الجنسين والسكان والتنمية. وتبقى الصين (1.4 مليار نسمة) والهند (1.3 مليار) أكبر البلدان من حيث عدد السكان وهو ما يمثل على التوالي 19 و 18 من مجموع سكان العالم وخلال حوالي 7 سنوات وباقتراب عام 2024 من المتوقع أن يفوق عدد سكان الهند عدد سكان الصين. ويتوقع خلال الفترة من 2017 إلى 2050 أن يتركز نصف النمو السكاني العالمي في 9 دول فقط هي : الهند ونيجيريا وجمهورية الكونغو الديمقراطية وباكستان وإثيوبيا وتنزانيا والولايات المتحدة وأوغندا وإندونيسيا. وستصبح آسيا بهذه التوقعات ثاني أكبر مساهم في النمو السكاني العالمي في المستقبل لتضيف إلى عدد سكان العالم 900 مليون نسمة بين عامي 2015 و 2050 في المقابل سينخفض عدد السكان في 48 بلدا أو منطقة في العالم بين عامي 2015 و 2050. ومن المتوقع أن تشهد عدة بلدان انخفاض سكانها بنسبة أكثر من 15 % بحلول عام 2050 ومنها البوسنة والهرسك وبلغاريا وكرواتيا والمجر واليابان ولاتفيا وليتوانيا وجمهورية مولدوفا ورومانيا وصربيا وأوكرانيا. م . م ;
مشاركة :