لقد فضحت كوريا الشمالية أمام العالم منذ أيام بعض أسرارها «الخفيّة» التي كان الخبراء يعرفونها من قبل عندما أعلن نظامها أنه بصدد صناعة صاروخ يمكنه الوصول إلى أراضي الولايات المتحدة كلها. وبالفعل، فقد عمد هذا النظام الشيوعي المعزول إلى إطلاق صاروخ بالستي عابر للقارات ICBM تمكن من التحليق لمسافة 2700 كيلومتر قبل أن يسقط في بحر اليابان. ويقول خبراء، إن في وسع هذا الصاروخ الجديد أن يصل إلى ولاية آلاسكا الأميركية. وهذا هو الوقت المناسب للحديث عن البرنامج النووي لكوريا الشمالية، وكيف يمكن للولايات المتحدة أن تتصدى له. ونبدأ بالسؤال: ما الذي حققته كوريا الشمالية بالفعل بهذا التصعيد الجديد؟ لقد سبق لنظام بيونج يانج أن تمكن من تحديث وتطوير التكنولوجيا السوفييتية (القديمة) لبناء كل أنواع الصواريخ البالستية التي يقوم الآن باختبارها. ولفترة دامت بضع سنوات، كان يركز على بناء وتطوير الصواريخ البالستية العابرة للقارات بحيث تقع المدن الأميركية الكبرى ضمن مداها. ويمكن القول الآن إن الصاروخ الذي أطلقته بيونج يانج، لا يمكنه الوصول إلى الـ48 ولاية التي تقع في القسم الجنوبي من الولايات المتحدة. ولكن من المهم التأكيد أيضاً أن التجربة الصاروخية بحد ذاتها مثلت نجاحاً جديداً لأن الصاروخ تمكن من التحليق على ارتفاع أعلى وبقي لمدة أطول في السماء. ويأتينا الوصف الدقيق لهذه التجربة الصاروخية الجديدة من مصدر خبير، حيث قال جيفري لويس مدير «برنامج شرق آسيا» في مركز جيمس مارتن لدراسات حظر انتشار الأسلحة النووية والصاروخية: «لا يمكن أن يُعدّ هذا الصاروخ نسخة عن المحرك السوفييتي، ولا هو نتاج لدمج محركين سوفييتيين معاً، بل هو ابتكار حقيقي». وهناك ملاحظة مهمة أخرى وهي أن الاختبار النهائي للصاروخ ذاته سينجح عندما يتم إطلاقه تحت المستوى المطلوب من القدرة على التحكم العملياتي فيه أثناء التحليق. وعندما يتحقق ذلك، يمكن القول، إن الصاروخ أصبح جاهزاً للاستخدام كسلاح فعّال. وحتى تتمكن كوريا الشمالية من بلوغ هذا الهدف فهي تحتاج إلى الخبرة العملية اللازمة لبناء رأس نووي صغير إلى الدرجة التي يمكن معها تركيبه على أحد صواريخها بعيدة المدى. وكان ترامب سريعاً أيضاً في الرد على التجربة الصاروخية الجديدة لكوريا الشمالية حيث أطلق تغريدة على موقع «تويتر»، قال فيها: «لقد أطلقت كوريا الشمالية لتوّها صاروخاً جديداً. أليس لدى هذا الصبي شيء أفضل من هذا يمكنه أن يفعله في حياته؟». وكان لرئيس كوريا الشمالية «كيم جونج أون» أيضاً ردّه المتهكم والجاهز على ترامب، حيث تناقلت الصحافة التابعة لحكومة بيونج يانج عن الرئيس «كيم» قوله، إنه وجّه الأوامر لعلمائه بإرسال «المزيد من الهدايا للأميركيين بمناسبة احتفالهم بعيد الاستقلال»!. وعن الأطراف الدولية الأخرى، ما الذي قاله المسؤولون الروس والصينيون؟ قبل الإجابة عن هذا السؤال، تجدر الإشارة أولاً إلى أن الخطط الانتقامية للإدارة الأميركية تتقاطع مع موقفي روسيا والصين. وهي تحتاج إلى وقوف هاتين الدولتين في صفّها حتى تتمكن من الضغط على بيونج يانج بالقوة الكافية لثنيها عن مواصلة تطوير برامجها النووية والصاروخية. إلا أن بكين وموسكو تعارضان فرض المزيد من العقوبات الإضافية، أو تنفيذ أي عمل عسكري ضد كوريا الشمالية. ولا شك في أن التهديد النووي الكوري الشمالي كان حاضراً في ذهن ترامب والرئيس الصيني «شي جينبينج» عندما التقيا على هامش قمة العشرين الاقتصادية في مدينة هامبورج الألمانية مؤخراً. ... المزيد
مشاركة :