فيما أعلن رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي أن الموصل قد تم رسميا تحريرها من داعش، رغم أن بعض مسلحي التنظيم لا يزالون متواجدين على أراضيها، قالت مجلة «تايم» في تقرير لها، إنه في حين سيطر داعش على الموصل في غضون بضعة أيام في يونيو من عام 2014، احتاجت القوات العراقية إلى أكثر من ثمانية أشهر من القتال الشديد المدعوم بقصف جوي قوي من التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة كي تسترجعها، مشيرة إلى أن هذا القتال جعل المدينة منهارة ومحطمة، ولم يسهم إلا بالقليل في إصلاح التوترات الطائفية بين العراقيين. وضع إنساني متردٍّ حسب التقرير فإن القوات العراقية تسيطر حاليا على معظم شوارع ثاني أضخم مدينة في الدولة، موضحة أن الجنود العراقيين يقبعون على أكوام الحطام التي كانت في وقت سابق منازل وأسواق ومعاهد ومباني حكومية في الموصل، كذلك الجسور التي كانت في السابق تعمل على ربط الجوانب الشرقية والغربية للمدينة على نهر دجلة قد تدمرت. وأشار التقرير إلى تحذيرات الأمم المتحدة أول من أمس من الوضع المتردي في الموصل، وقولها «إن نهاية القتال في المدينة لن تحل الأزمة الإنسانية في هذه الدولة، وإن الأمر سيكلف مليارات الدولارات والعديد من السنوات حتى يكون بالإمكان إعادة بناء المدينة». غياب الخدمات نقل التقرير عن المنظمة الدولية «إن حوالي مليون من المدنيين الذين قد تشرّدوا سيضعون في مخيمات شمال العراق، أما هؤلاء الذين لا يزالون في المدينة فإنهم يشتكون من العجز في الماء والكهرباء، حتى في المناطق التي تم استرجاعها منذ أشهر. كما نقلت المجلة عن مواطن عراقي يدعى طه محمد إبراهيم، قوله بأن هذه الحرب دمّرت معظم البنية التحتية في المدينة، ورغم أن العديد من الأسواق والمتاجر قد تم إعادة افتتاحها إلا أن هنالك العديد من الأسواق والمتاجر الأخرى التي لم تفتتح بعد، لافتا إلى أن الماء لم يصل منزله منذ بضعة أيام وعندما يأتي يكون ذا رائحة كريهة يصعب استخدامه معها، مضيفا أن السكان السنيين ما زالوا قلقين من القمع الذي عانوا منه قبل مجيء داعش. معاناة النازحين رصد التقرير معاناة الأسر القادمة من البلدة القديمة بالموصل في مركز التفتيش، حيث يتم فصل الرجال والأولاد عن النساء والأطفال. ويتم استجوابهم ويقوم رجلان على أجهزة اللابتوب بالتحقق من أسمائهم في قواعد البيانات الخاصة بأسماء المطلوبين، مشيرا إلى أن «90 % من هؤلاء الناس أسر داعشية»، حسب ما قال الضابط جبار مصطفى، المسؤول عن هذا المركز. وبين التقرير أن هؤلاء الذين يعتقد بأنهم دواعش يتم حجزهم في السجون في بلدة قريبة، ويتم نقل البقية إلى مخيمات المشردين، لافتا إلى أن إجراءات الحكومة العراقية السابقة التعسفية سهلت دخول داعش الموصل عام 2014، حيث رحب السكان السنة بداعش قبل ثلاث سنوات. بناء الثقة ذكر التقرير أن إعادة بناء الموصل ستكون أمرا مكلفا، ولكن إعادة بناء الثقة بين العراقيين ستكون أمرا أكثر صعوبة، ناقلا عن عدد من القادة السنيين قولهم بأنه «لم يتم القيام سوى بالقليل لحل مآسي ومشاكل مجتمعهم». وحسب عضوة في البرلمان العراقي من الموصل انتصار الجبوري، فإن «على السنة أن يكونوا مواطنين مساوين ينتمون إلى العراق وليسوا بالمواطنين من الدرجة الثانية»، مطالبة الحكومة بأن تعمل على إعادة بناء الثقة والتعايش.
مشاركة :