نقل الدكتور إبراهيم الودعان في كتابه تجربتي في إدارة الوقت تأكيدَ دراسة بأن الإنسان يقضي (1000 ساعة) من السنة في سيارته أثناء تنقلاته، وذاك وَقْت طويل فكيف يمكن استثماره؟! هذا يقودنا إلى (مُسَلّمَة) أن الناس سواسية في الوقت ما بين سنوات وشهور وأسابيع وأيام وساعات؛ ولكنهم يختلفون ويتفاوتون في كيفية الإفادة منه أو إهداره؛ ولاسيما ساعات الانتظار هنا وهناك، في المَشافِي وفي المطارات وفي السيارات وغيرها! ففي حين الكثير من البشر يهدرون أوقات انتظارهم، وكذا حياتهم في وسائل المواصلات بين تبادل الأحاديث وأحيانًا النقاشات والجَدل البيزنطي العقيم، أو في تقليب النظرات يَمْنَةً ويَسْرة، أو اجترار الذكريات مع موجات من السَّأم والملل؛ هذه دعوة صادقة للاستمتاع بتلك الأزمنة واستثمارها فيما يُفيد! وهذا يتطلب أولاً تحديد أهداف معينة، مع ترتيبها وتقديم الأولويات، ومِن ثَمّ وَضْعُ برنامج لتساهم تلك الأوقات الضائعة أو المهدرة (إنْ صَحّ التعبير) في تحويل بعض الأهداف لواقع ملموس! وإليكم بعض التجارب فزمن امتطاء السيارة وغيرها من وسائل النقل يمكن جعله وقتًا لمراجعة حفظ القرآن الكريم، أو للقراءة أو المراجعة عبر الكُتُب المسموعة، وفي هذا الميدان أذكر تجربة صَدِيقٍ أتقن اللغة الإنجليزية من خلال التدريب وسمَاع الدّروس وترديد العبارات في مركبته! أيضًا أزمنة الانتظار حبذا لو كانت مساحة لقراءة الكتب أو المجلات أو المذاكرة بالنسبة للطلاب والطالبات، وكذلك الكتابة والتلخيص؛ ولاسيما أن التقنية الحديثة قد ساهمت في تسهيل هذا الأمر وتبسيطه وتقريبه! وأخيرًا لعلنا نتذكر في هذا الميدان قصَّة ذلك الاقتصادي الألماني، الذي ألف كتابًا سمّاه: (خمس دقائق قبل الطعام)، حيث استغلَّ الدقائق الخمس التي كان يجلس فيها إلى المائدة منتظرًا فيها زوجته وهي تحضر الطعام؛ في كتابة خواطر فكريَّة ووجدانية كانت بعد ذلك كتابه الأشهر الذي أكسبه المال والشهرة! aaljamili@yahoo.com للتواصل مع الكاتب ارسل رسالة SMS تبدأ بالرمز (3) ثم مسافة ثم نص الرسالة إلى 88591 - Stc 635031 - Mobily 737221 - Zain
مشاركة :