يأتي إعلان سمو أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد (قائد العمل الإنساني) استعداد الكويت استضافة مؤتمر دولي لإعادة إعمار المناطق المحررة في العراق قبل نهاية 2017 تماشيا مع مبادئها في دعم الأشقاء وترجمة حقيقية لرسالتها الإنسانية السامية باعتبارها (مركزا للعمل الإنساني).فعشية إعلان العراق رسميا الانتصار التاريخي على ما يسمى تنظيم (داعش) الإرهابي في الموصل أكد سمو أمير البلاد في اتصال هاتفي أجراه مع رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي مساء أمس الثلاثاء استعداد الكويت لاستضافة مؤتمر دولي لإعادة إعمار المناطق المحررة في العراق قبل نهاية هذا العام.وعبر سموه خلال الاتصال عن تهانيه لحكومة وشعب العراق الشقيق متطلعا سموه لأن يحقق هذا الانتصار دعما للعراق وشعبه بكافة أطيافه ومكوناته ويسهم في توحيد صفوفه وتكاتف أبنائه وتضافر جهود الأمن والاستقرار وإعمار ما تعرض له البلد الشقيق من دمار وعودة اللاجئين إلى مدنهم وقراهم.إلى ذلك وبينما تمضي الكويت قدما في تعزيز ديبلوماسيتها الناجحة المرتكزة على دعم العمل الإنساني العالمي لما يمثله من قيم إنسانية عليا فإنها تسجل نجاحا تلو آخر عبر مساعداتها الإنسانية في إضفاء بعد ملموس لواقعية العمل الإنساني العالمي حتى أضحت مبادراتها الإنسانية معلما مميزا في السياسة الخارجية للبلاد ما يمكن تسميته الديبلوماسية الإنسانية.ولم يكن هذا الموقف الكويتي حيال الأشقاء في العراق وليد اللحظة إنما سبقته جهود كويتية دؤوبة وعمل حثيث لإقامة مؤتمر للمانحين في الكويت لدعم إعادة الإعمار في المناطق المحررة في العراق.ففي تصريح سابق له قال الناطق باسم الحكومة العراقية سعد الحديثي لوكالة الأنباء الكويتية (كونا) إن المؤتمر سيعمل على دعم جهود الحكومة العراقية في إعادة إعمار المناطق المحررة من الإرهاب بمساعدة المجتمع الدولي لكن لم يحدد بعد موعد انطلاق المؤتمر ولم تحدد الدول التي ستشارك فيه.وأضاف الحديثي حينها إن الجهود لاتزال مستمرة بين الحكومتين العراقية والكويتية لاستكمال التجهيزات لهذا المؤتمر بما يضمن مشاركة فاعلة ونتائج مهمة تساهم بدعم الحكومة العراقية لافتا إلى أن رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي يرى أن هناك توافقا عربيا ودوليا على الكويت في نجاحها بتنظيم هكذا مؤتمرات.في موازاة ذلك تقف الكويت في مقدمة الدول التي تقدم المساعدات للعراق وخصوصا إلى النازحين في إقليم كردستان العراق في جميع المجالات أبرزها بناء المدارس والمراكز الصحية إضافة إلى المساعدات الإغاثية والعينية.وفضلا عن ذلك تساهم الكويت من خلال الصندوق الكويتي للتنمية الاقتصادية العربية في إعادة اعمار المناطق المتضررة جراء العمليات العسكرية إضافة الى الاهتمام بالجانبين الصحي والتربوي.وواصلت الكويت أخيرا تقديم مساعدات مالية في إطار تحملها كفالة أربعة آلاف يتيم في مدن إقليم كردستان العراق بتمويل من الجمعية الكويتية للاغاثة ضمن إطار حملة (الكويت بجانبكم).وكانت الكويت قد افتتحت مراكز صحية ومدارس للنازحين في الموصل ومدن عراقية أخرى إضافة إلى توزيع مساعدات عينية لتمكين الأرامل العراقيات من تنفيذ مشاريع صغيرة مدرة للدخل.وفي عام 2015 أعلنت الكويت تبرعها بمبلغ 200 مليون دولار لإغاثة النازحين في العراق كما شهد العام ذاته توزيع نحو 40 ألف سلة غذائية من قبل الهلال الأحمر الكويتي على العائلات النازحة في إقليم كردستان.وقبيل حلول شهر رمضان المبارك الماضي وزعت الجمعياتها الخيرية الكويتية أكثر من 12 ألف سلة غذائية على الأسر النازحة في الإقليم كما تعهدت الكويت خلال مشاركتها في مؤتمر المانحين لدعم العراق الذي عقد في واشنطن يوليو 2016 بتقديم مساعدات إنسانية للعراق بقيمة 176 مليون دولار.وقد حث سمو الأمير في الكثير من التوجيهات والكلمات السامية على أن تكون الكويت سباقة إلى العمل الخيري الإنساني وتقديم المبادرات الانسانية العالمية وأن تكون البلاد مركزا رائدا لاستضافة العديد من المؤتمرات والفعاليات ذات الصلة.وأكد سموه جهود الدولة على دعم المؤتمرات والفعاليات العالمية ذات الطابع الإنساني بترؤس وفد الكويت في القمة العالمية للعمل الانساني والتي عقدت في مدينة إسطنبول التركية مايو 2016.وقال سموه في كلمته أمام القمة «إن الكويت عرفت منذ القدم بإيمانها المطلق بالمبادئ الإنسانية والأيادي الممدودة دائما بالخير وانتهجت سياسة تؤكد هذا النهج وتحث على تقديم المساعدات الإنسانية للشعوب والدول المحتاجة فقد تخطى إجمالي ما قدمته الكويت من مساهمات في المجال الإنساني خلال السنوات الخمس الماضية أكثر من ملياري دولار أميركي تبوأت معها المرتبة الأولى عالميا في تقديم المساعدات بالنسبة لإجمالي الدخل القومي».واستنادا إلى تلك الرؤية الإنسانية عملت الكويت على التخفيف من معاناة الشعوب التي تشهد أزمات كبيرة من خلال تقديم المساعدات في أكثر من بلد لاسيما الدول العربية مثل سورية والعراق وفلسطين واليمن والسودان وغيرها وكذلك رفع حجم التبرعات في البلدان التي تصيبها كوارث طبيعية مثلما أصاب اليابان والفلبين وتركيا وغيرها.
مشاركة :