بينما أجرى سمو أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد اتصالاً هاتفياً مساء أمس الأول برئيس الوزراء العراقي د. حيدر العبادي أعرب خلاله عن تهانيه لحكومة وشعب العراق الشقيق بالانتصار التاريخي على ما يسمى تنظيم داعش الإرهابي في الموصل، أعرب سموه عن تطلعه أن يحقق هذا الانتصار دعماً للعراق وشعبه بجميع أطيافه ومكوناته، ويسهم في توحيد صفوفه وتكاتف أبنائه وتضافر جهود الأمن والاستقرار وإعمار ما تعرض له البلد الشقيق من دمار وعودة اللاجئين إلى مدنهم وقراهم. وأكد سموه خلال الاتصال استعداد دولة الكويت لاستضافة مؤتمر دولي لإعادة إعمار المناطق المحررة في العراق، قبل نهاية هذا العام. من جانبه، أعرب العبادي عن بالغ الشكر والتقدير لسموه على هذه المبادرة الكريمة، والتواصل الأخوي، الذي يجسد عمق أواصر العلاقات الوطيدة التي تجمع البلدين والشعبين الشقيقين، متمنياً لسموه دوام الصحة والعافية ولدولة الكويت كل الرقي والازدهار في ظل القيادة الحكيمة لسموه. «داعش» الإرهابي من جهته، أشاد السفير العراقي لدى الكويت علاء الهاشمي بدور الكويت ودعمها لحرب العراق ضد الإرهاب، ووقوفها بشكل واضح وقوي وإسنادها له للتخلص من تنظيم داعش الإرهابي، مشيداً كذلك بدور سمو الأمير الشيخ صباح الأحمد الداعم الكبير للعراق، وخير دليل على ذلك تهنئته المبكرة بتحرير الموصل ثم أعقبها باتصال أخوي للتهنئة بالانتصار، فما يجري في العراق يؤثر على الكويت وعلى المنطقة، لذلك الجميع استبشر خيراً وقدم التهاني المدعومة بفرحة الانتصار وما زال الشعب العراقي هذه الفرحة. وبين الهاشمي أن هناك تخوفات كبيرة مفادها: أين اختفى وأين ذهب باقي عناصر داعش؟ ... ربما دخل منهم ضمن المواطنين العزل، وربما يعيد «داعش» تنظيم نفسه وهذه حسابات مستقبلية، لكن كل ذلك يعتمد بالدرجة الأولى على الجهد الاستخباراتي العراقي، ويعتمد على يقظة المواطن، لأنه حتى المواطن الذي كان لديه نوع من التعاطف مع هذا التنظيم في بداياته انتبه الآن لحقيقة هذا التنظيم الدموي واتخذ مواقف حقيقية وواضحة في دعم الحكومة والجيش والقوات العراقية ضد التنظيم الإرهابي. مؤتمر المانحين وعن مؤتمر المانحين المزمع عقده في الكويت، قال السفير العراقي، إن فكرة عقد مؤتمر للمانحين في الكويت لإعادة إعمار المدن المدمرة في العراق مطروحة منذ زمن، والكويت أبدت استعدادها لذلك منذ البداية وعندما قام العبادي بزيارته الأخيرة للكويت أواخر شهر رمضان الماضي، وأكد على إقامة المؤتمر في دولة الكويت، وقد أبدت أيضاً القيادة الكويتية استعدادها، خصوصاً أن الظروف مؤاتية الآن أكثر من قبل، ولاسيما أنه تم تحرير العديد من المدن ومدينة الموصل. وبين الهاشمي أن الأضرار تتخطى الـ80% في مدينة الموصل، بالتالي تحتاج إلى وقفة دولية لإعادة بناء وتأهيل هذه المدينة التاريخية، التي لها كل الاحترام والتقدير عالمياً ودولياً وإقليمياً وعراقياً كذلك. تجربة عراقية وتناول الهاشمي، التحذيرات العراقية بشأن محاربة الإرهاب والتي كانت مبكرة نظراً إلى معرفته، التي اكتسبها من خلال محاربة حزب البعث أولاً وكيفية تفكيره وطرق اختفائه وتوزيعه في المحافظات العراقية وفي المنطقة، خصوصاً أن العراقيين عانوا على مدى 35 عاماً ممارسات ذلك الحزب والنظام الجائر ووسائله الخبيثة في الوصول إلى عقول وتفكير الناس وتدمير الإنسانية والبنى التحتية. وتابع: بعد ذلك جاء «داعش»، بما يحمله من أفكار هدامة، كل ذلك جعل العراق يكتسب الخبرة والمعرفة لأنها تجربة فريدة يجب أن يستفيد منها الجميع، وفعلاً هناك دول أوربية كثيرة تعمل على التنسيق مع القوات والخبرات العراقية للاستفادة منها في كيفية حصر عناصر التنظيم ومحاربته. ولفت إلى أن العراق أطلق الكثير من التحذيرات لدول المنطقة والدول العربية، بالتالي شعر الغرب والعالم بأن الرؤية العراقية سليمة، لذلك لدينا تنسيق مع دول المنطقة والإقليم في هذا الخصوص، وقد تمت توسعتها خصوصاً مع الكويت. ونبه الهاشمي من أن الفكر الظلامي لم ينته بعد، وهو موجود يخاطب الشباب حتى إن كانوا بين أهلهم وذويهم من مواقع التواصل الاجتماعي، لذا يحتاج الموضوع وقفة عالمية حقيقية تتجاوز إطار المنطقة والإقليم، ويحتاج إلى زرع الأمن والأمان في قلوب الشباب من خلال منحهم فرصاً للعمل وللأمل والطموح. وشدد على أن ما حصل في الموصل خير مثال يجب أن يدرّس في مناهج التعليم مستقبلاً، أنه كيف في ثلاث سنوات تمت إبادة المدينة على مستوى الأخلاق والإنسان والآثار والحاضر، كل ذلك دمرته العصابات الإرهابية، لكنها سجلت فشلاً كبيراً.
مشاركة :