(التكنولوجيا) تطاردنا أينما توجهنا، فأين مفرّنا وأين ملجأنا منها؟! أعتقد أن لا عاصم لنا منها اليوم، فحتى لو دخلنا في جحر (ضب) سوف تتعقبنا وتجرّنا من (عكرنا) جراً ـ أي من أذنابنا ـ، سواء شئنا أم أبينا، والخافى أو الآتي أعظم ويا مين يعيش؟! وها هم صناع السيارات في العالم ينشغلون الآن بإنتاج سيارة ذاتية بدون سائق، ويتوقع مدير شركة (رينو) الفرنسية و(نيسان) اليابانية أن تظهر بالأسواق قريباً، وسوف تعمم في الشوارع مع مطلع عام (٢٠١٨) في الدول المتقدمة كأمريكا واليابان وفرنسا. ويعتقدون أنها ستوفر لاقتصاد أمريكا وحدها اكثر من (٤٨٨) مليار دولار في السنة الواحدة، وفوق ذلك سوف تقل حوادث السيارات والوفيات وتهبط للنصف تقريباً. سؤالي غير الخبيث موجه للمعترضين بشراسة ضد قيادة المرأة في بلادنا. وهو: لو ان امرأة ما، ركبت مثل هذه السيارة وانطلقت بها وحدها، هل فعلها ذلك مقبول؟!، أتوقع أنهم سوف يرفضون ذلك الفعل الشائن والخادش للحياء (!!). ولو أننا (لفينا ودرنا)، وقلنا لهم: لو ان أولئك المخترعين ـ أخزاهم الله وجعل كيدهم في نحورهم ـ لو أنهم وضعوا بدلاً من ذلك السائق الذي هو من لحم ودم، سائقاً (روبوتياً)، فهل سوف يعتبرونه محرماً أم أن مبدأ (الخلوة) ينطبق عليه؟! أعرف تماماً أن اسئلتي الملغومة هذه هي غبية، ولكن ماذا أصنع إذا كان واقعنا هو أكثر غباء منها، (فهيك واقع يستاهل هيك اسئلة). غير أن هناك اختراعا آخر على الأبواب هو أشد فداحه وإحراجاً من قيادة المرأة للسيارة وهو: أن شركة (ديجيتال غلوب) قالت انها ستستطيع بيع صور فضائية تظهر معالم أقل من ٣١ سنتمتراً من حيث الحجم. وعبر أحد المحامين لمحطة (BBC) عن توقعه حدوث تبعات لذلك من قبل من يخشون على انتهاك خصوصياتهم. وقد سارعت وتلقفت شركة (غوغل) هذا الاختراع، ولكي تستبق الأمور، فهي سوف تطلق في القريب العاجل (٢٥) قمراً صناعياً في الفضاء لتلبية هذه الحاجة بدلاً من قمر واحد لديها الآن. وقد يقول قائل: وفيها ايه يعني؟!، ما هي الخطورة في ذلك؟! وأرد عليه قائلاً: بل إن فيها خطورة ما بعدها من خطورة، فحيز لا تزيد مساحته عن (٣٠) سنتمتر، هذا يعني أن الكتاب الذي في يدك وتقرأ منه في فناء منزلك، هناك آخر لا تعلمه يستطيع أن يشاركك القراءة منه. بل اعذروني عندما أقول: كيف يرتاح رجل البادية الغلبان في الصحراء، عندما يريد أن (يقضي حاجته) في (الخلا الخالي)، وكمرة تصوير تسجل عليه كل حركاته بالصوت والصورة؟!، (ومين شاف يتفرج)، ويا لها من فرجه. وانني بهذه المناسبة غير السعيدة أنصح كل امرأة متبرقعة ومتنقبة، الاّ تخلع برقعها أو نقابها لا ليلاً ولا نهاراً فهي مرصودة مرصودة.
مشاركة :