قطر وثلاثية التآمر ( الملفات السرية – الجزء الثالث والأخير )

  • 7/13/2017
  • 00:00
  • 15
  • 0
  • 0
news-picture

في الفترة التي تلت 11 من سبتمبر وتحديدا مابين 2004 – 2009 فقد لعبت المخابرات القطرية دورا محوريا في تجييش الجماعات المتطرفة ذات النهج الأصولي الإرهابي التي تؤمن باتباع المواجهة المسلحة لتحقيق أجنداتها وعملت على تزويدها بماتحتاج إليه من دعم مالي وتسهيلات لوجستية عدة كجوازات السفر وخلافها كي تضمن لهم حرية التنقل والحركة كما أمنت لهم الغطاء الرسمي و عبر الحقائب الدبلوماسية تم نقل عتادهم واسلحتهم بيسر وسهولة وايصالها لهم في البلدان المستهدفة بالضرر. ولقد عانت المملكة العربية خلال الأعوام 2004 إلى 2007 من هجمة إرهابية شرسة لم تعد مثلها في تاريخها الحديث ومن عمليات تخريبية بعينها أستهدفت العمق السعودي ومؤسساتها الرسمية كمبنى وزارة الداخلية على سبيل المثال. لكن يقظة رجال الأمن السعودي واصطفاف أبناء الشعب السعودي خلف قيادتهم الحكيمة قد مثل الصخرة التي تحطمت عليها جميع المؤمرات والدسائس القطرية التي نفذتها أياديها الإرهابية كالقاعدة وباقي التنظيمات الإرهابية. بل أن الأمر قد تجاوز ليصل لمد اليد للقذافي والتعاون مع مخابراته ومع معارضين سعوديين كالمارق سعد الفقية لتنفيذ مخطط إجرامي كان يهدف لاغتيال الملك السعودي عبدالله بن عبد العزيز رحمه الله. كما أن اللعب بورقة الإخوان قد كان يتم على قدم وساق باتجاه الداخل المصري وكذلك السعودي. وقناة الجزيرة كانت قد تبنت نهجا يتسم في استظافة معارضين مصريين وسعوديين مقيمين في الخارج والسماح لهم باستخدام ابواقها لتشويه واقع هذه الدول . كما أن اللعب على وتر الطائفية قد أزداد. فتم إظهار أقباط مصر وكأنهم مواطنون درجة ثانية وأنهم يعانون تهميشا داخل بلدهم ونفس الأمر جرى على شيعة السعودية والبحرين. الأمر الذي ولد احتقان طائفي داخل هذه الدول وأنذر بالكثير من الويلات. ليأتي الربيع العربي في 2011م ؛ وهو الأمر الذي رأت فيه قطر بنظامها التآمري الفرصة الكبرى لتحقيق أحلامها في تحطيم أكبر دولتين عربيتين هما السعودية ومصر ولتغيير واقع العالم العربي وإحلال جماعة الإخوان في المشهد السياسي العربي تمهيدا لتغيير كافة الحكومات العربية بأنظمة بديلة ذات بعد ثيولوجي إخواني تدين بالولاء ﻷمير النظام القطري حمد بن خليفة تمهيدا لخلق زعامته العربية كبديل كحتمي لكل مشروع قومي آخر. وما أن بدأت إرهاصات 25 يناير حتى تم التنبيه على جماعة الإخوان للنزول لميدان التحرير بمصر والعمل على خلق الفوضى التي تسهم في تحطيم الدولة المصرية تمهيدا لقيام الإمارة الإخوانية فيها. فقامت حكومة قطر بضخ ملايين الدولارات لجماعة الإخوان وعملت للتمكين لهم حتى نجحت في وصولهم للسلطة عبر انتخاب مرشحهم مرسي العياط رئيسا لمصر. ونفس الأمر تم تخطيطه كي يجرى في الداخل السعودي . لكن تلك العلائقية والوشائجية عميقة الجذور و قوية الأربطة بين آل سعود وأبناء القبائل السعودية التي نشأت في فترة مبكرة من مرحلة تأسيس الدولة السعودية الثالثة قد منعت أبناء الشعب السعودي من الانجراف لدعاوي جماعات الإخوان في النزول للشارع ، فتم بعوم الله القضاء على المخطط القطري في مهده وفشلت قطر في إنجاحه في الداخل السعودي. لكنها مع ذلك قد نجحت في مناطق جغرافية أخرى كتونس وليبيا على سبيل المثال. ومن هنا فلم يعد أمام قطر تجاه زلزلة الوجود السعودي سوى اللعب على وتر الطائفية فتم بالشراكة مع نظام الملالي في طهران على العمل لدق أسفين في العلاقة السنية الشيعية السعودية عبر تنفيذ جملة من التفجيرات الإرهابية في دور العبادة الشيعية واستهداف عناصر الأمن السعودي. بالنسبة لمصر فقد تمكن شعبها النقي الكريم بالتعاون مع جيشه الوطني الأشم من التخلص من شرور نظام الإخوان الممثل في مرسي وعصابة رابعة وعلى رأسهم المرشد. أما في السعودية فقد فاض الكيل بالقيادة فيها فتم التواصل مع أبناء البيت القطري الحاكم ومع أطراف خليجية وعربية ودولية وإيضاح أبعاد مخططات حمد بن خليفة ووزير خارجيته حمد بن جاسم لهم. ومن هنا فتحت الضغط والمواجهة فقد وافق حمد على التنحي هو و وزير خارجيته بحجة مرضه حفظا لماء وجهه . لكن ثبت لاحقا بأن الأمر لم يكن سوى مناورة وقتية. إذ ثبت لاحقا بأن من وضع خليفة له في حكم قطر وأعني به ولده تميم بن حمد آل ثاني لم يكن سوى خيال مآته . في حين يتمكن الأب بمساعدة من حليفه حمد بن جاسم من تسيير الأمور من وراء الكواليس وتنفيذ باقي أجندة التآمر القطري. وعندما تيقنت الدول الخليجية ومصر من ذلك عبر استمرار حالة التآمر القطري ضدها ؛ لذا فقد قررت سحب سفراءها في العام 2014م . لكن لاحقا تم إعادتهم بعد وساطات أثمرت عن تقديم النظام القطري لتعهدات بتغيير نهجه وسياسته التآمرية. لكن ماجرى لاحقا قد أثبت بما لايدع للشك مجال بأن هذا النظام ؛ هو في الواقع نظام تآمري إجرامي قد انسلخ من العروبة. بل أن تعهداته ليست سوى تكتيك مرحلي يهدف لكسب الوقت والإلتفاف على الغضب الخليجي تمهيدا لتحقيق باقي المخطط القطري الخبيث. إذ أنه عقب قبول التعهدات القطرية فأن المملكة العربية السعودية قد لاحظت أن هناك إزدياد مطرد في وتيرة العمل الإرهابي الذي يستهدف أراضيها. كما أن هناك حسابات على مواقع السوشل ميديا وتعد بالآف تستهدف اللحمة الداخلية السعودية وتلعب على وتر الطائفية البغيض بهدف تفتيت الداخل السعودي ونفس الحال كان يجري في مملكة البحرين كذلك. كما أن جمهورية مصر العربية قد لاحظت قيادتها أيضا بأن وتيرة الإرهاب التي تستهدف الجيش المصري في سيناء وغيرها من المناطق ورجالات الحدود المصريين في تصاعد مستمر. كما بدأ في مصر مسلسل يستهدف تفجير دور العبادة الخاصة بالطائفة القبطية وكانت تزداد حدته بشكل مريب. وعندما تم رصد الشواهد والمؤشرات الاستخباراتية فقد كانت تشير مجددا باتجاه قطر. إذ أن النظام القطري الخبيث عندما شعر بتضييق الخناق عليه جراء تبني الحكومات العربية سياسة تجفيف منابع الإرهاب فقد نحى لمنحى جديد يتمكن عبره من إيصال دعمه المالي للتنظيمات الإرهابية كي تستمر في تنفيذ السيناريو المدمر الذي رسمه لها بدقة. فقد تفتقت عقليته الخبيثة عن حيلة جديدة تمثلت في أكذوبة الرهائن من أبناء البيت القطري الحاكم. إذ تم دفع قرابة المليار دولار لأحزاب وجماعات إرهابية ممثلة في حزب الله الإرهابي الموالي لإيران وجماعات مرتبطة بداعش وأخرى مرتبطة بالقاعدة وأخرى لها ارتباطات بالحشد الشعبي بدعوى أن هناك بضعة أفراد من أبناء البيت الحاكم القطري قد تم أسرهم وأن هذه المبالغ المالية الضخمة تمثل فدية لإطلاقهم من الأسر. فكان هذا الأمر هو القشة التي قصمت ظهر البعير فقد تأكد للدول الخليجية ومصر العروبة بأن هذا النظام القطري الذي سكنه العفن السياسي ونخر فيه الفساد الديني لم ولن يرتدع عن مخططه التآمري الخبيث السمج . ومن هنا فقد أتى القرار الخليجي المصري الأخير بمقاطعة قطر حتى تغير سياساتها الإجرامية ليمثل حتمية لابديل للرجوع عنها . فمثل هكذا نظام إجرامي تآمري هو حقا لا يمت للعروبة بصلة ومن الخطأ الركون لوعوده مجددا. فهو نظام لاذمة له ولادين وهو حقا عار على العروبة والإسلام. والآن فليعي النظام التآمري القطري بأن وقت الحساب قد أزف وبأن العقاب الدنيوي ثم الرباني هو مصير كل من يسعى لضرار العروبة والدين. حسن مشهور – كاتب صحفي سعودي

مشاركة :