قال بوكهارت، وهو رحالة ومؤرخ سويسري (1784-1817): «وما الوهابية - إن شئنا إنصافها - إلا الإسلام في طهارته الأولى». وأضاف: «لكي نصف الدين الوهابي، فإن ذلك يعني وصف العقيدة الإسلامية، ولذا فإن علماء القاهرة أعلنوا أنهم لم يجدوا أي هرطقة - أي بدعة أو خروجاً عن الدين - في الوهابية».وذكر المؤرخ الألماني الدكتور داكبرت، في كتابه «عبد العزيز»، أن الشيخ محمد بن عبدالوهاب كانت تملأ قلبه فكرة جديدة للقوى العربية، وأنه عز تلاشي قوة العرب الذي أخضعهم للنفوذ الأجنبي بسبب ابتعادهم عن سيرة السلف الصالح، وانقسامهم إلى شيع، وابتعادهم عن خلقهم العربي الأصيل، ثم قال: «ورأى الشيخ أن سبب الإنقاذ هو الرجوع إلى تعاليم الدين المشروعة، وإلى تعاليم الرسول الصحيحة».وجاء في دائرة المعارف البريطانية: «الحركة الوهابية اسم لحركة التطهير في الإسلام، والوهابيون يتبعون تعاليم الرسول وحده، ويهملون كل ما سواها وأعداء الوهابية هم أعداء الإسلام الصحيح».وقال المستشرق الأسباني أرمانو: «إن كل ما ألصق بالوهابية من سفاسف وأكاذيب لا صحة له على الإطلاق».وقال المستشرق جولدتسيهر، في كتابه «العقيدة والشريعة»: «إذا أردنا البحث في علاقة الإسلام السني بالحركة الوهابية، نجد أنه مما يسترعي انتباهنا خصوصاً من وجهة النظر الخاصة بالتاريخ الديني، الحقيقة الآتية: (يجب على كل من ينصب نفسه للحكم على الحوادث الإسلامية أن يعتبر الوهابيين أنصاراً للديانة الإسلامية على الصورة التي وضعها النبي وأصحابه، فغاية الوهابية هي إعادة الإسلام كما كان)».وكتب المؤرخ الفرنسي الشهير سيديو، ما معناه: «إن انكلترا وفرنسا حين علمتا بقيام محمد بن عبدالوهاب وابن سعود وبانضمام جميع العرب إليهما لأن قيامهما كان لإحياء كلمة الدين، خافتا أن ينتبه المسلمون فينضموا إليهما، وتذهب عنهم غفلتهم، ويعود الإسلام كما كان في أيام عمر - رضي الله عنه - فيترتب على ذلك حروب دينية وفتوحات إسلامية ترجع أوروبا منها في خسران عظيم، فحرضتا الدولة العلية على حربهم، وهي فوضت ذلك محمد علي باشا».موقف الأدباء من دعوة بن عبدالوهاب:قال أحمد أمين - أديب ومفكر ومؤرخ وكاتب مصري: «وفي مصر شب الشيخ محمد عبده فرأى تعاليم ابن عبدالوهاب تملأ الجو، فرجع إلى هذه التعاليم في أصولها من عهد الرسول صلى الله عليه وسلم إلى عهد ابن تيمية إلى عهد ابن عبدالوهاب، وكان أكبر أمله أن يقوم في حياته للمسلمين بعمل صالح، فأداه اجتهاده وبحثه إلى هذين الأساسين اللذين بنى عليهما محمد بن عبدالوهاب تعاليمه، وهما:محاربة البدع وما دخل على العقيدة الإسلامية من فساد بإشراك الأولياء والقبور والأضرحة مع الله تعالى.فتح باب الاجتهاد الذي أغلقه ضعاف العقول من المقلدين، وجرد نفسه لخدمة هذين الغرضين».وقال عميد الأدب العربي طه حسين: «قلت: إن هذا المذهب جديد وقديم معاً، والواقع أنه جديد بالنسبة إلى المعاصرين، ولكنه قديم في حقيقة الأمر، لأنه ليس إلا الدعوة القويمة إلى الإسلام الخالص النقي المطهر من كل شوائب الشرك والوثنية».ملحوظة دقيقة:يقول د. محمد محمد حسين - رحمه الله (أديب إسلامي مصري): «حتى خلطوا بهم - أي بالوهابيين السلفيين - كل من دعا بهذه الدعوة - أي: مهاجمة الصوفية - واعتبروه منهم، غافلين عن أن التصوف يمكن أن يهاجم من منطلقين مختلفين:- من منطلق سلفي يهاجم الابتداع.- ومن منطلق علماني ينكر الغيبيات، ويخضعها للتفكير الحر، ومن هذا المنطلق خلطوا بين الأفغاني ومحمد عبده، وبين محمد بن عبدالوهاب».
مشاركة :