تساقطت المنتخبات الأوروبية كأوراق الخريف في مونديال البرازيل، فإسبانيا حاملة اللقب كانت أول المغادرين ووصلت إلى مدريد ولحقت بها إنجلترا وطارت إلى لندن، والصاعقة كانت في خروج المنتخب الإيطالي الذي عاد خائبًا إلى روما. وهناك من يؤكد لي أنّ ألمانيا ستتجه إلى برلين وتلحق بها هولندا إلى أمستردام، وإن كنت أرى أنّهما مؤهلتان للذهاب بعيدًا في المونديال وكذلك فرنسا التي عادة ما تبدع أمام منتخبات أمريكا الجنوبية، وفي هذا المونديال بالتحديد تقدّم فرنسا كرة سريعة ممتعة بمجموعة من العناصر الشابة ومؤهّلة لتمضي قدمًا للأمام. وبالعودة للثلاثي المغادر فقد أشبعنا إسبانيا حديثًا بما هو كافٍ وكذلك إنجلترا، لكن الجديد في عالم الإنجليز كالعادة في الإعلام وما تبنّته الصحافة الإنجليزية من هجوم شرس على نجم الأوروغواي لويس سواريز نظير تصرّفه الخاطئ مع جيورجيو كيليني مدافع إيطاليا، ولن أقول إنه تصرف أرعن فسواريز نجم كبير وأنا أقدّر المبدعين وأرى أنّهم دائمًا تحت الضغط وردّة فعلهم غير محسوبة، مع ذلك هو تصرّف مرفوض، ولكن الإعلام الإنجليزي لم يتبن الحملة للتصرف في حد ذاته ولا تعاطفًا مع اللاعب الإيطالي وإنّما نكاية وانتقامًا من اللاعب الذي سجّل هدفين في شباكهم وهيأهم للرحيل، وأصبحت الأمور واضحة بأنّ سواريز سيرحل عن "البريمير ليغ" إلى "الليغا" الإسبانية. إيطاليا خرجت تجرّ أذيال الخيبة وليس جديدًا أن تخرج من الأدوار التمهيدية فهي خرجت منها 6 مرات من قبل وهذه هي السابعة، وأجمل ما في الخروج الإيطالي الاستقالة المباشرة لرئيس الاتحاد جانكارلو أباتي والمدرّب تشيزاري برانديلي على عكس منتخباتنا التي تخسر ويتمسّك رؤساء الاتحادات ببقائهم، وكذلك مدربونا المستوردون فملايين اليوروهات والدولارات وإغراءات الشرط الجزائي تجعلهم متشبثين بمناصبهم.
مشاركة :