أكد الدكتور عبد الناصر صالح اليافعي، رئيس قسم العلوم الاجتماعية-جامعة قطر، أن الحصار على قطر أظهر المعدن الغالي النفيس للشعب القطري من حيث التعامل الإنساني الراقي مع الحصار، فأصبح الشعب القطري يتحرك ويدافع ويعرض وجهة نظره ككتلة واحدة، عنوانها الولاء المطلق لأميره «تميم المجد»، والاستعداد لدفع الغالي والنفيس للدفاع عن بلده قطر كل في مجاله. وأضاف، في تصريح له أمس: «لقد خاب ظن المحاصرين عندما حوّل الشعب القطري الحصار إلى فرصة ممتازة لإبراز قوة التماسك الاجتماعي لنسيج الشعب القطري، فأصبح الشعار (كلنا قطر)، يشير إلى أن المجتمع القطري كله على ظهر مركب واحد، يجمعهم الهدف الواحد وهو الولاء والحب لسمو الأمير والدفاع عن وطنهم». وأضاف أن من أبرز الآثار الإيجابية للحصار على العلاقات الاجتماعية في المجتمع القطري، التركيز على مصلحة الوطن والانشغال بالهم العام للوطن والتخفيف والترحيل للهموم والمشاحنات الشخصية، فقلت القضايا الجدلية في المجالس ورحلت الخلافات الزوجية أو المالية أو التجارية، الكل معني ومتابع لهم الوطن وإبداء الولاء لقائد الأمة القطرية «تميم المجد»، فقد أصبحت العقلية القطرية أقرب للتوافق والتصالح الاجتماعي والشخصي. وقال إن الفروقات ذابت بين أفراد المجتمع القطري، فأصبح الهم الوطني والتغلب على الحصار هو المبتغى، وتقلصت الدرجات والمسافات بين الغني والفقير، بين الصغير والكبير في العمر، بين الرجل والمرأة، فلا مناطقية، لا أنساب، لا أندية رياضية، الكل قطر وقطر الكل. كما أنه لم تعد هناك سيارات فاخرة وغير فاخرة في قطر، كل سيارات أهل قطر فاخرة ما دام أنها تتزين بصور «تميم المجد». تواصل وتفاعل وأضاف أن التواصل والتفاعل زاد بين أفراد المجتمع القطري، أصبح الفرد القطري لا يحتاج إلى معرفة سابقة للتحدث مع قطري آخر، أنت قطري يعني أنت أخي وابن عمي في الولاء لسمو الأمير ولقطر، أنت مواطن إذن نحن أقرباء في المواطنة المقدمة على المذهب الفكري والسياسي والانتماء العشائري، هذا هو مفهوم المواطنة الحقيقية. وقال لقد أصبح المواطن القطري يسأل نفسه ما ذا قدمت للوطن في هذا الحصار؟ قبل أن يسأل ماذا قدم لي الوطن؟ أصبح المواطن القطري يسأل ما هي واجباتي تجاه الوطن؟ قبل أن يسأل ما هي حقوقي من الوطن؟ الأسر القطرية أصبحت تحث أبناءها على الاعتزاز بالوطن والمحافظة على تراثه، وتدفعهم لإتقان العمل وزيادة انتاجيته، والاهتمام بتنمية مهاراتهم التعليمية والمعرفية. لقد أصبحت الأسر القطرية حريصة على مصلحة الوطن العليا والمصلحة العامة، فوق المصالح الشخصية أو الأسرية. وأكد أن مثل هذه المعايير هي التي يجب أن تكون مقياساً مثالياً لتكريس الهوية الوطنية وتدعيمها، فحب الوطن والولاء له أصبح شعاراً تحمله الأسر القطرية وتردده، حب الوطن تجسد في الكثير من الإثباتات الفعلية المتمثلة في كل سلوكياتنا الشخصية والعملية، بدءاً من احترامنا للعمل، وصولاً إلى الحفاظ على ثقافتنا، والحرص على تنمية المهارات العلمية والمعرفية في شخصياتنا، حيث أصبح المواطنون منتجين فعلياً. واختتم تصريحه بقوله: «يكفينا فخراً أننا عندما نُسأل ونحن مسافرون، تقول: أنا قطري، لترى كل مشاعر الترحيب والتقدير والاحترام من الذين حولك أينما تذهب».;
مشاركة :