كل نظام أو فرد أو تيار لا يستند على المحبة الجامعة وتقبل اختلافات الآخر والذوبان في مصلحة الوطن والخير العام والنهوض بالأمة، هو إرهابي وعنصري متطرف، متخفياً تحت قناع مذهبي أو فكرة دينية أو عنصرية ضيقة الأفق، من شأنها إلغاء الآخر.الفكرة سلاح أشد فتكاً. وربما يقول البعض إن كلاً سيترجم الكلام حسب مزاجه. لكننا نقول إن القاعدة الأخلاقية تقتضي عدم الإيذاء والضرر كالقتل والتدمير، كما أن الخير العام هو تحقيق الشبع والاكتفاء والحقوق والحريات للشعب، والنهضة بالأمة والتعمير والتنمية فكلها بديهيات لا تحتاج لشرح.إن تراجع الأخلاقيات وانتشار الفساد، والتعصب والأنانية وسطوة مواقع التواصل بسمومها التي لوثت عقول الناس وأبعدتهم عن أهمية الفكر والحكمة والمنطق والجوهر، وجعلتهم عبيداً للشكل والمظهر والنقل والسرقة والإشاعات، إضافة لتساهل الحكومة مع التيار الديني الذي اكتسح وتمكن وأعادنا سنوات للوراء، مع تسمم البرلمان بالقبلية والطائفية، وابتعاده عن مهامه الأصيلة، إضافة للتشدد بالرقابة وتضييق الحريات وتكميم الأفواه وتكسير الأقلام، وتفشي اللا مهنية بين الموظفين والخلل الفادح بالتركيبة السكانية بين المواطن والوافد، أدت لنكسة حضارية للبلاد، نحتاج معجزة للخروج منها... فالحفرة عميقة جداً.فرغم أن النظام الكويتي راقٍ والشخصية الكويتية مبدعة، ذات فكر ووعي أصيل، لكن الزحف القبلي والطائفي وغزو التعصب والتفاهة والوساطة التي جلبت الجهلاء لمناصب أكبر منهم، أدت لتعطل التنمية وأصبحت الكراسي جوفاء، وغاب دور المؤسسات الحقوقية وجمعيات النفع العام الفعال بتصحيح مسار النهضة والتنمية والوعي... وانعزال العلماء والأدباء وأساتذة الجامعة وهجرتهم، ساهم بسيادة الظلام على المجتمع.وهناك ثمة صراع ضمني بين الاستبداد البدوي وبين النقلة الحضارية المذهلة والنخبة المفكرة وهم أقلية. أضف إلى ذلك، محاولات من الخارج لإفشال التجربة الديموقراطية وإجهاضها، ثم تدخلات الإسلاميين من خلال شرعية الغطاء الديني.نحتاج معجزة للخروج من الحفرة، لكن كلنا بالداخل... فكيف السبيل للنجاة؟
مشاركة :