أثارت دعوة أطلقتها منظمة مجهولة تسمي نفسها "اتحاد الشعب السوري في لبنان"، إلى التظاهر ضد "التمييز العنصري، الذي يتعرض له اللاجئون السوريون في مخيمات لبنان"، بلبلة على الساحة السياسية خصوصاً أنها اعتبرت ضد الجيش. وقالت مصادر متابعة، إن" هذه الدعوة جزء من الحملات والسيناريوهات التي تريد زج الجيش في مواجهة مع السوريين"، لافتة إلى أن "دعوة أهالي العسكريين الشهداء إلى تظاهرة متزامنة وفي المكان نفسه في ساحة سمير قصير، استنكاراً لما اعتبروه حملة ممنهجة تتعرض لها المؤسسة العسكرية، فرضت على منظمي التظاهرة الأولى إعلان التأجيل إلى موعد لم يحدد". ورفعت شقيقة الشهيد الملازم الأول المغوار جورج بوصعب (قتل في معركة عبرا عام 2013 أثناء قتاله الشيخ أحمد الأسير)، باسم أهالي شهداء الجيش اللبناني، كتاب علم وخبر إلى محافظ بيروت القاضي زياد شبيب، لافتةً إلى أن "الأهالي سينفذون تظاهرة يوم الثلاثاء 18 يوليو عند السابعة والنصف مساءً في ساحة الشهيد سمير قصير وسط بيروت، وذلك تزامناً مع التظاهرة، التي دعا إليها ما يسمى "اتحاد الشعب السوري في لبنان" عبر صفحته على موقع فايسبوك". وشدد الكتاب على أن "الأهالي يستنكرون الحملة الممنهجة التي تتعرض لها المؤسسة العسكرية، نتيجة محاربتها الإرهاب، من بعض اللاجئين السوريين". في السياق، أعلن عضو تكتل "التغيير والإصلاح" النائب أمل أبوزيد رفضه وشجبه "لما يتم تداوله عن تظاهرة لما يُسمى اتحاد الشعب السوري في لبنان ضد الجيش اللبناني"، داعياً في سلسلة تغريدات، أمس، "السلطات المختصة الى التشدّد في منعها". وقال أبوزيد: "هذه التظاهرة مشبوهة وشعاراتها مدانة، وكل من يشارك فيها أو يغطيها هو متواطئ على وطنه وجيش بلاده"، مضيفاً: "لم يسبق أن تظاهر لبنانيون ضد وجود النازحين السوريين على أرضهم، فبأي حق وبأي وقاحة يتظاهرون ضدنا وضد جيشنا على أرضنا؟". وغرّد رئيس حزب "التوحيد العربي" الوزير السابق وئام وهاب على حسابه عبر "تويتر"، مساء أمس الاول، قائلاً: "ندعو كل اللبنانيين للتظاهر دعماً للجيش في مواجهة الإرهاب، كما ندعو وزير الداخلية إلى منع تظاهرة المعارضين السوريين لأن كثيراً من اللبنانيين سيشاركون في التظاهرة المقابلة والمشكلة ستقع". ولفت المدير العام السابق للأمن العام، اللواء جميل السيد، في تصريح عبر "تويتر"، أمس، إلى أن "تظاهرة المعارضين السوريين، هي مسرحية لبضعة نازحين وراءها تيار المستقبل وحلفاؤه. توقّعوا بعدها مظاهرة مليونيّة لنازحين مع النظام السوري". في موازاة ذلك، جدد وزير المالية علي حسن خليل، أمس، التأكيد على "التزامنا بالمقاومة خيار ندافع به عن وطننا لبنان ونحمي به سيادتنا بوجه العدو المتربص الذي يريد بنا شرا والذي يخطط في كل لحظة للانتقام والانقضاض على وطننا وقوتنا"، داعياً اللبنانيين إلى "التوحد خلف جيشنا الوطني في معركته المفتوحة مع الإرهاب". كما لفت عضو كتلة "القوات اللبنانية" النائب فادي كرم، أمس، إلى أن "الجيش اللبناني يملك الغطاء السياسي الكامل للقيام بأي عملية أمنية يرى أنها ضرورية من أجل حماية الأمن والحدود وحتى عرسال"، مشيراً إلى أن "للجيش الحرية في تقدير الأمور الأمنية وهو يقوم بحماية لبنان"، معتبراً أن "الجيش يقوم بصد الترددات الخطيرة والسلبية، التي يمكن أن تنعكس على لبنان نتيجة معارك حزب الله بسورية".
مشاركة :