«زمن مالر» رواية ألمانية بين السحر والرعب

  • 8/15/2013
  • 00:00
  • 2
  • 0
  • 0
news-picture

كانت رواية «زمن مالر» للكاتب الألماني دانيال كيلمان (ترجمها سمير جريس وصدرت عن مشروع «كلمة» -أبو ظبي) لقيت احتفاء نقدياً إثر ظهورها في عام 1999، وامتدح النقاد الشاب ذا الرابعة والعشرين عاماً آنذاك باعتباره «كاتباً متمكناً» يستطيع ببراعة أن «يتسلل إلى نفوس الآخرين» وأن «يُقطِّر من الألوان والأضواء والعلامات والمعجزات صوراً سحرية». نجح كيلمان في روايته في أن يصنع «بلغة الأدب تشابكاً وتداخلاً بين الزمن والأبدية، بين السحر والرعب، وبين الرؤية والجنون». يتناول كيلمان في «زمن مالر» موضوع الزمن ومحاولة الفرد الإفلات من قبضته. بين الحلم والواقع تجري أحداث الرواية، وفيها يحاول البطل، الفيزيائي دافيد مالر، أن يكسر القوانين الفيزيائية وأن يثبت خطأها. ولكن، هل يستطيع مالر أن يقهر الزمن؟ أن يكسر «هذه القاعدة التي تقول بأن التحلل مصيرنا جميعاً»؟ مالر يعتقد أن ذلك ممكن لأن «كل نظام يحمل في أحشائه بذور فنائه». صحيح أن الطبيعة تعني «القوانين»، وصحيح أنهم يقولون إن «الطبيعة لا تترك ثغرة واحدة. ولكن، ماذا إذا كانت هناك ثغرات في القوانين؟»، هكذا يتساءل مالر عاقداً عزمه على إثبات أن القواعد لا تسري دائماً، وأن من الممكن التغلب على طغيان القوانين. لقد رآى ذلك مالر في الحلم - فهل يستطيع مالر أن يبرهن علمياً على ما لمحه من وراء ستار الغيب؟ هذا هو السؤال بالنسبة الى دافيد مالر، وهذه هي مأساة حياته كعالم. ببراعة يتمكن كلمان من أسر القارئ منذ الصفحة الأولى، وأن يجعله يلهث وراءه حتى الصفحة الأخيرة في محاولة للإجابة عن تلك الأسئلة الجوهرية. ويعتبر دانيال كيلمان (من مواليد 1975) ظاهرة مثيرة في الأدب الألماني المعاصر. هذا الكاتب أثار ضجة بأعماله وطموحه وصغر سنه. في عام 1997، وقبل أن يتم دراسة الفلسفة والأدب الألماني، كان قد نشر أول أعماله الأدبية بعنوان «بيرهولم يقدم عرضاً». وبعدها بعام واحد قدم مجموعة قصصية «تحت الشمس»، ثم ظهرت روايته الثانية «زمن مالر». نشر كيلمان عمله الثالث هذا في إحدى أشهر دور النشر الأدبية في ألمانيا، دار «زوركامب». لم يكتف الشاب المجتهد بهذا المجد، بل كان يوالي النشر بانتظام، وفي عام 2003 حقق نجاحاً كبيراً بروايته «أنا وكامينسكي» التي يتناول فيها بالسخرية والتهكم نقاد الفن التشكيلي. أما النجاح الدولي فحققه كيلمان في عمر الثلاثين بروايته «مسح العالم» التي باعت في ألمانيا ما يزيد عن مليوني نسخة، ثم تُرجمت إلى ما لا يقل عن أربعين لغة عالمية من بينها العربية. دانيال كيلمان حكّاء بالفطرة، وروائي يستند الى تراث روائي ضخم من الأدب العالمي، كاتب يعشق أعمال نابوكوف وتوماس مان وماركيز. ويقول الناقد الألماني فولكر فايدرمان إن كيلمان هو «الأكثر موهبة في القص الحر الذي لا يستند الى وقائع السيرة الذاتية»، كما أنه أكثر الكتاب المعاصرين اجتهاداً. وبالنظر إلى النجاح العالمي لروايته «مسح العالم»، فهو بلا شك أكثرهم نجاحاً دولياً. هذا الكاتب أكثر من مجرد ظاهرة عابرة.

مشاركة :