موسكو - نقلت وكالة الإعلام الروسية عن وزير الخارجية سيرغي لافروف الاثنين قوله إن روسيا وأميركا ستحرصان على وضع مصالح إسرائيل في الاعتبار عند إقامة مناطق عدم تصعيد في سوريا. وكان لافروف يرد على تصريحات لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الذي قال للصحفيين في باريس في وقت متأخر من مساء الأحد إن هذه الترتيبات تكرس الوجود الإيراني في سوريا لذلك تعارضها إسرائيل تماما. واعتراض نتنياهو العلني أمر مستغرب على رئيس الوزراء الإسرائيلي الذي كان يسعى لتجنب المواجهة سواء مع موسكو أو واشنطن بشأن سوريا. لكن متابعين أكدوا ان واشنطن وموسكو اخذتا على محمل الجد المخاوف الاسرائيلية من توسيع النفوذ الايراني الى مناطق محاذية لشمال اسرائيل. وهذا يعني ان الدولتين الراعيتين للاتفاق ستحرصان على ابعاد النفوذ الايراني عن الاتفاق. ولم تتردد اسرائيل في مهاجمة مواقع لقوات النظام السوري على اي قذيفة تسقط في الجولان المحتل. وتشكل محافظات درعا والسويداء والقنيطرة احدى المناطق الاربع التي تضمنتها مذكرة "مناطق خفض التصعيد" التي وقعتها كل من روسيا وايران، حليفتي النظام السوري، وتركيا الداعمة للمعارضة في استانا في الخامس من ايار/مايو. ويسري اتفاق لخفض التصعيد حاليا في المحافظات الجنوبية الثلاث ومنها القنيطرة المتاخمة للجزء الذي تحتله اسرائيل من هضبة الجولان السورية. وطالما سقطت قذائف من سوريا في الجزء المحتل من الجولان وردت اسرائيل بقصف مواقع للقوات السورية وحزب الله اللبناني والميليشيات التابعة لايران. وتقف روسيا والولايات المتحدة على طرفي نقيض في الأزمة السورية، فالأولى تشارك عسكريا في دعم الرئيس بشار الأسد عدو واشنطن، والولايات المتحدة تقود تحالفا دوليا يستهدف الجهاديين هناك، لكنه يثير استياء موسكو لتوجيهه ضربات الى القوات الحليفة للرئيس السوري للأسد. وقصفت واشنطن في شهر أبريل/ نيسان الماضي قاعدة جوية حكومية في سوريا بعد اتهامها لحكومة الرئيس بشار الأسد بشن هجوم كيماوي في بلدة خان شيخون، أسفر عن مقتل عشرات المدنيين. وتبنت روسيا وإيران حليفتا دمشق، مع تركيا التي تدعم فصائل معارضة، في أيار/مايو مبدأ إقامة أربع مناطق لخفض التصعيد وإعلان هدنة دائمة فيها فيما تجري مفاوضات موازية برعاية الأمم المتحدة في جنيف للتوصل إلى حل سلمي للنزاع الدائر منذ 2011 والذي خلف 320 ألف قتيل وملايين النازحين واللاجئين.
مشاركة :