تقدمت القوات العراقية في محافظة صلاح الدين، بعدما طردت مسلحي «داعش» من جنوبها، وتستعد لمهاجمته وسط المدينة، فيما تقدم التنظيم في محافظة الأنبار، وسط أنباء ومؤشرات كثيرة إلى أن العشائر التي التفت حوله بدأت تشعر بالضيق من فرضه قوانينه عليها. وتوقعت بعض المصادر أن لا يطول الوقت قبل أن تنتفض عليه، خصوصاً إذا نجح المستشارون الأميركيون الذين باشروا عملهم أمس في إعادة تشكيل «الصحوات»، ونجحت المساعي لتنحية رئيس الوزراء نوري المالكي. (للمزيد). من جهة أخرى طالب المرجع الشيعي الاعلى علي السيستاني الكتل السياسية بالتوافق على الذين سيتولون مناصب الرؤساء الثلاثة (الجمهورية ومجلس النواب ورئاسة الوزراء)، قبل جلسة البرلمان الجديد مطلع الشهر المقبل، محذراً من مخطط لتقسيم العراق. في غضون ذلك، جدد رئيس إقليم كردستان مسعود بارزاني خلال مؤتمر صحافي مع وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ تعهده عدم قواته سحب من المناطق المتنازع عليها. وقال «أنها (القوات) طبقت المادة 140 من الدستور وانتهى الأمر». ونقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن مسؤول عسكري قوله إن «طيران الجيش ينفذ عمليات قصف مكثف تستهدف المسلحين في تكريت (160 كلم شمال بغداد) لحماية قواته التي تسيطر على الجامعة»، مضيفاً ان «وحدات أخرى تنتشر حول المدينة استعداداً لتنفيذ عملية كبيرة ضد الارهابيين». واكد ان «تحقيق التقدم في تكريت يؤمن الطريق لاستعادة السيطرة على الموصل (350 كلم شمال بغداد) اضافة الى السيطرة على الارض في اتجاه محافظة ديالى» في الشرق». إلى ذلك، قال مسؤول أميركي رفيع المستوى (أ ف ب) ان «بضع» طائرات من دون طيار بدأت تحلق فوق بغداد لحماية المستشارين والديبلوماسيين اذا تطلب الامر ذلك. وأضاف: «بدأنا ذلك خلال الساعات ال48 الماضية»، الا انه اوضح ان هذه الطائرات «غير مكلفة توجيه ضربات إلى الجماعات الاسلامية المتطرفة». وقبل ايام من أول جلسة للبرلمان الجديد الثلثاء المقبل، قال الشيخ عبد المهدي الكربلائي، ممثل السيستاني، في خطبة الجمعة «بعد صدور المرسوم من رئاسة الجمهورية الذي دعا اعضاء مجلس النواب الى عقد الجلسة الأولى، أصبح المطلوب من الكتل السياسية الاتفاق على الرئاسات الثلاث خلال الايام الباقية» على موعد الإستحقاق الدستوري. واعتبر ذلك «مدخلاً للحل السياسي الذي ينشده الجميع». في هذا الإطار، علمت «الحياة» أن التحالف الشيعي توصل إلى اتفاق على تقييد عمل رئيس الوزراء بالإتفاق مع الطوائف الأخرى، وأن يكون للبرلمان دور أكبر في القرارات السياسية. وبعد يوم من زيارته كركوك للمرة الاولى منذ سيطرة الاكراد عليها، اكد بارزاني ان هذه السيطرة باتت «نهائية» ما يعني ضمها من جانب واحد. وقال خلال مؤتمر صحافي مع هيغ: «صبرنا عشر سنوات على الحكومة الاتحادية لحل مشكلة هذه المناطق (المتنازع عليها) وفق المادة 140 من دون جدوى». واضاف «كانت في هذه المناطق قوات عراقية وحدث فراغ أمني وتوجهت قوات البيشمركة لملء هذا الفراغ، والآن انجزت (طبقت) هذه المادة ولم يبق لها وجود». وتنص المادة 140 على اجراء استفتاء في المناطق المتنازع عليها، خصوصا في ليقرر السكان الإنضمام إلى كردستان أو إلى بغداد. إلى ذلك، قال مصدر أمني لـ «الحياة» امس ان «نصف المستشارين الاميركيين وصلوا الى بغداد والباقون سيصلون خلال ساعات»، وأضاف ان «جنرالاً اميركياً شارك في حرب عاصفة الصحراء عام 1991 وفي العمليات العسكرية بعد 2003 يرأس بعثة المستشارين. وسيعمل الجميع في إطار مكتب التعاون الامني ويشكلون فريقاً واحداً مع الجانب العراقي»، واكد ان لقاءات جرت بينهم وقادة عسكرين عراقيين. واوضح ان «الاجتماعات بين الجانبين تتناول القضايا الفنية وكيفية تبادل المعلومات». على المستوى الإنساني، ما زال النازحون، خصوصاً المسيحيين، من المناطق التي سيطر عليها «داعش» يتدفقون على أربيل. وكان النزوح الأخير من مدينة الحمدانية القريبة من إقليم كردستان، بعدما تعرضت للقصف تمهيداً لاجتياحها،لكن مصادر كردية أكدت أن «البيشمركة» استطاعت السيطرة على الموقف. وحذرت المنظمة الدولية لشؤون اللاجئين من نزوح المزيد من العراقيين ، مطالبة بإقامة ممرات آمنة لإيصال المساعدات إليهم. العراقداعش
مشاركة :