غيَر تنظيم «داعش» (الدولة الإسلامية) مسار هجماته فاحتل أمس قضاء هيت، غرب الرمادي (عاصمة الأنبار) بعدما حاول في الأسابيع الماضية السيطرة على بلدة حديثة القريبة. وأصبح يهدد مدينة بلد في محافظة صلاح الدين. (للمزيد) وقال نائب رئيس مجلس محافظة الأنبار فالح العيساوي لـ «الحياة» إن «المسلحين دخلوا حتى الآن إلى قضاء هيت، وسيطروا على أجزاء واسعة منه». ونفى سيطرتهم على مراكز الشرطة والمباني الحكومية، مؤكداً «مواصلة الاشتباكات في محيط هذه المراكز». وأضاف أن «الأجهزة الأمنية ليست لديها الإمكانات لمقارعة مسلحي داعش الذي يملك أحدث الأسلحة. وقد طلبنا المساعدة فاستجاب طيران الجيش الذي يحاول إسناد القوات المحلية». وانتقد «التحالف الدولي لأنه لم يستخدم قوته، على رغم مناشداتنا». إلى ذلك، أكدت وزارة الدفاع أمس إرسال قوات إضافية إلى هيت، فيما أعلن قائد الشرطة في الأنبار اللواء الركن أحمد صداك الدليمي قتل 20 عنصراً من «داعش»، خلال محاولتهم اقتحام المؤسسات الحكومية. وحشد التنظيم مسلحيه حول بلدة حديثة القريبة، من دون أن يتمكن من اقتحامها، كما أنه يخوض معارك في بلدتي جرف الصخر واليوسفية (جنوب بغداد) منذ أسابيع. وتأتي هذه التطورات الميدانية بعد تراجع التنظيم في شمال وغرب الموصل، وتمكن قوات «البيشمركة» الكردية من السيطرة على بلدة ربيعة. وقال الناطق باسم الحزب «الديموقراطي الكردستاني» في نينوى، سعيد مموزيني لـ «الحياة» إن «البيشمركة تمكنت من القضاء على آخر من بقي من مسلحي داعش الذين كانوا يتحصنون في المستشفى الرئيسي، وهي تتقدم بشكل ملحوظ وقد تجاوزت حدود الناحية، ومعلوماتنا تفيد بأن نحو 108 عناصر من التنظيم قتلوا خلال المعركة، مشيراً إلى أن «ألفاً و184 شخصاً قتلوا في الموصل، خلال أيلول (سبتمبر) الماضي، بينهم 84 من المدنيين». وأكد أن زعيم «داعش» أبو بكر البغدادي شوهد داخل الموصل، وعقد اجتماعاً مع قادة التنظيم في منطقة دندان. وأشار إلى أن «خلافات حادة نشبت بين عشائر الحديدي والجبور من جهة، ومسلحي التنظيم من جهة أخرى، قبل أيام من تفجير عدد من الجسور». من جهة أخرى، قال النائب عن ائتلاف «الوطنية» كاظم الشمري في بيان أمس إن «مسلحي داعش يحتجزون 250 شخصاً من مختلف المكونات في منزل الشيخ عبدالله الياور في نينوى». وأعلنت الأمم المتحدة أن التنظيم ارتكب انتهاكات «مذهلة» في العراق، ترتقي إلى مستوى جرائم الحرب.
مشاركة :